إيلاف من لندن: تجولت سيارات الحسبة التابعة لتنظيم داعش في شوارع مدينة الرقة السورية التي يسيطر عليها التنظيم، وأذاعت نبأ مفاده أن خطورة انهيار سد الفرات قد زالت، وطلبت من المدنيين البقاء في المدينة.

وأكدت صفحة "الرقة تذبح بصمت" على موقع فيسبوك أن داعش أشار الى أن الخطر قد زال .

وكانت مصادر متطابقة أعلنت خروج السد عن الخدمة موقتاً نتيجة المعارك والقصف في محيطه، وأن القصف طال محطة التحكم الكهربائية في السد ما أدى إلى خروجها عن العمل.

وذكرت قناة الميادين في وقت سابق أن تنظيم "داعش" يدعو عبر مكبرات الصوت المدنيين الى الخروج من مدينة الرقة بسبب قرب انهيار سد الفرات.

وتحتوي بحيرة الأسد، التي يحتجزها سد الفرات خلفه، على أكثر من 12 مليار متر مكعب من المياه، وإذا تهدم السد، فسوف تتكون موجة ارتفاعها 9 أمتار تجري بسرعة 7.5 امتار في الثانية على مساحة 119 كيلومترا مربعاً ستغرق 67 مركزًا سكنيًا بما فيها الرقة.

تهديد

وكان تنظيم داعش يستخدم السد مكاناً يلجأ إليه قادته، لمعرفته بأن طائرات التحالف الدولي، أو الطائرات الروسية، لن تقوم بمهاجمتهم هناك. ومع ذلك، فقد هدد التنظيم طوال السنة المنصرمة بتفجير السد إذا شعر بأن عاصمته سوف تنهار.

و لكن نفى هديب شحادة، المهندس السابق في سد الفرات، وجود خطر وشيك بالسد الذي يبعد 40 كلم عن مدينة الرقة بسبب ارتفاع منسوب المياه .

وقال في تصريحات مختلفة لوسائل الاعلام "إن البحيرة خلف السد يبلغ طولها 80 كلم وعرضها 8 كلم، وأن دراسة السد الذي تم البدء ببنائه عام 1960 اخذت&في الاعتبار امكانية غمر مساحات إضافية"، وبالتالي "لا مخاطر مباشرة من ارتفاع منسوب المياه".&

وكشف أن تركيا أنجزت عشرات السدود ما أدى الى انخفاض المياه وانحسارها بعض الامتار في السنوات العشر الماضية".

وتابع لإذاعة روزنه: "مع هطول كميات مطرية وثلجية أعلى من منسوبها اضطرت تركيا وبعد منسوب المياه خلف سدودها، الى فتحها، ما أدى الى عودة النهر الى المستوى الطبيعي وغمر مساحات زراعية هي بالاصل مخالفة، اذ ان الدولة ومنذ بناء السد منعت المزارعين من الاستصلاح في الاراضي المحيطة".

مبالغات

وكانت الأمم المتحدة اطلقت تحذيراً من حدوث فيضان كارثي في سوريا عند سد الفرات المعرض للخطر في مدينة الطبقة الواقعة على بعد 40 كلم عن مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم داعش.&

المشكلة أيضًا أن ارتفاعًا آخر في منسوب المياه سيغمر قطاعات ضخمة من الأراضي الزراعية على طول النهر، وقد يضر سد الطبقة، الأمر الذي ستكون له تداعيات إنسانية كارثية في كل المناطق ناحية المصب.&

وأكد هديب أن بنية السد مدروسة بشكل ممتاز، مستبعدًا ان يتسبب ارتفاع منسوب المياه بانهياره ، معتقدًا بوجود مبالغات ومؤكداً ان تقرير الامم المتحدة حمل تضخيمًا اعلاميًا هو الذي حوّل الحادثة الاعتيادية الى نبأ كارثة قادمة.

وشدد ان زملاءه في كادر المهندسين مازالوا موجودين، ولم يتخلّوا عّن السد الحيوي رغم سيطرة داعش على المنطقة، مبررًا أن ذلك من منطلق تحملهم لمسؤولياتهم تجاه بلدهم ومهنتهم، وتابع: &ربما هناك اتفاق خفي لأن الموظف لا يحتاج سوى راتبه وداعش تكفلت بهذه الرواتب.&

ويبقى الخطر الوحيد هو تفجير جزء منه، لأن ذلك سيؤدي الى انهياره بالكامل، وفي حال كهذه سيبلغ المهندسون الاهالي والمزارعين بإخلاء المنطقة، الا أن كل التطمينات لم تهدأ روع السوريين الذين يخشون من نبأ عاجل يحمل انهياره .&
&