صبري عبد الحفيظ من القاهرة: أعلن الجيش المصري، أنه نجح في "تطهير منطقة جبل الحلال في سيناء من المجموعات الإرهابية تمامًا"، كما أعلن أنه نجح في قتل مؤسس تنظيم "بيت المقدس" الذي أعلن مبايعته لتنظيم "داعش"، وأصبح اسمه "ولاية سيناء".

وقال المتحدث باسم الجيش المصري، العقيد تامر الرفاعي، إن القوات الجوية المصرية نجحت في قتل أحد مؤسسي تنظيم "بيت المقدس"، الذي بات يعرف باسم "ولاية سيناء" أو "داعش سيناء".

وأوضح في بيان له اليوم الأحد، أن القوات الجوية نفذت أعمال قذف جوي ضد مواقع لمن وصفهم بـ"التكفيريين" يوم 18 مارس الجاري، مما أسفر عن "مقتل 18 عنصرًا تكفيريًا شديدي&الخطورة وإصابة آخرين"، مشيرًا إلى أنه "بالتحري من الأجهزة الأمنية المعنية، تبين مقتل المدعو سالم سلمى الحمادين الشهير بـ(أبو أنس الأنصاري) من قبيلة (السواركة) أحد مؤسسي&تنظيم بيت المقدس الإرهابي، ومن أبرز قيادات التنظيم بشمال سيناء، والمسؤول عن تسليح وتدريب العناصر التكفيرية متأثراً بجراحه نتيجة القذف الجوي".

وأضاف: "قامت قوات إنفاذ القانون بالتعاون مع القوات الجوية بتنفيذ عملياتها النوعية للقضاء على باقي&البؤر الإرهابية والعناصر التكفيرية ودحر الإرهاب بشمال سيناء".

وكان تنظيم داعش سيناء اعترف بمقتل مؤسسه في غارات جوية للقوات المسلحة المصرية. وقال التنظيم الإرهابي، إن "الأنصاري&قتل في&غارات جوية استهدفت مجموعة من المسلحين، بعد أن أصيب بشظايا في&رأسه ويده ورجليه"، وأضاف: "سقط صاروخ بقربه، فتصيبه شظية في&رأسه وأخرى في&يده وثالثة في&رجله، فكِسر عظامه وقطع لحمه".

الجيش المصري طهر جبل الحلال

الجيش المصري نظم زيارة لإعلاميين الى جبل الحلال بعد تطهيره

وفي السياق ذاته، أعلن الجيش المصري أنه نجح في فرض سيطرته الكاملة على منطقة جبل الحلال، التي كانت أخطر معاقل المجموعات المسلحة في سيناء، وقال المتحدث العسكري، في تقرير له: إمتداداً لجهود القوات المسلحة في&تطهير سيناء من العناصر التكفيرية والإجرامية، يقف أبطال ومقاتلو&الجيش الثالث الميداني حائطاً قوياً صامداً لدحر الإرهاب محققين العديد من الإنجازات والنجاحات المتلاحقة خلال العمليات الأمنية الشاملة بمناطق مكافحة النشاط الإرهابي&بوسط سيناء، والتي تتميز بالطبيعة الجبلية والمساحات الشاسعة والتضاريس الوعرة التي&تتخذها العناصر التكفيرية كملجأ حصين يفرون إليه، ومن بين تلك المناطق وأكثرها خطورة منطقة جبل الحلال التي&إستطاع أبطال ومقاتلو&الجيش الثالث الميداني تحطيم أسطورته الإجرامية وفرض السيطرة الكاملة عليه وتطهيره من الإرهاب".

وقال قائد الجيش الثالث الميداني، اللواء محمد رأفت الدش، إن الجيش وضع خطة لتطهير جبل الحلال، تعتمد على ثلاث&مراحل.

وأضاف: المرحلة الأولى، تركزت على تجميع المعلومات بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وأهالي سيناء الشرفاء عن جبل الحلال والدروب المؤدية إليه وأماكن تمركز وإنطلاق العناصر التكفيرية به، وتدقيق الدراسات الطبوغرافية لطبيعة الجبل، والذى يمتد لمسافة حوالى (60) كم من طريق الحسنة / بغداد وحتى قرية أم شيحان / وبعمق حوالى (20) كم تقريباً، ويتميز من الناحية الغربية له بالأرض ذات الغرود الرملية الكثيفة التي&يصعب سير العربات بها، ومن الجنوب ذات المنحدرات الحادة التي يصعب الدخول إليها بواسطة المركبات ومن الشرق إمتداده مع جبل ضلفة يمثل عائقاً للمناورة، ومن الشمال يوجد العديد من الوديان الممتدة داخل جبل الحلال.

وأشار إلى أن المرحلة الثانية، بدأت بفرض الحصار الشامل لطرق الإقتراب المؤدية للجبل من خلال الكمائن والإرتكازات الأمنية، وإحكام السيطرة الكاملة على مداخل جبل الحلال من جميع الإتجاهات بغرض منع دخول الإمدادات داخل جبل الحلال ونفاذ المخزون الإستراتيجي&لدى العناصر التكفيرية وإجبارهم على مواجهة القوات أو الإستسلام.

عملية تطهير الجبل تمت بالعناصر البشرية فقط
مقتل مؤسس بيت المقدس

وحسب تصريحات قائد الجيش الثاني، فإن "المرحلة الثالثة شملت دفع (9) مجموعات قتال كل مجموعة مسؤولة عن قطاع داخل الجبل بمهمة تمشيط الجبل وقتال العناصر التكفيرية، ولمدة (6) أيام متواصلة إستمر أبطال الجيش الثالث الميداني في&أعمال التمشيط والقتال مع العناصر التكفيرية وفي منظومة متكاملة بين القوات القائمة بالهجوم ونيران المدفعية والحماية الجوية المستمرة من القوات الجوية".

وتابع: "أسفرت أعمال التمشيط والمداهمات عن مقتل (18) تكفيرياً، والقبض على (31) عنصراً آخرين خلال تبادل لإطلاق النيران مع القوات، وضبط ميادين رماية يتدربون عليها، وتدمير (3) عربات و(6) دراجات نارية، كما تم إكتشاف (24) كهفًا و(8) مغارات عثر بداخلها على مخازن للأسلحة والذخائر والأسلحة بكميات هائلة ونظارات الميدان التي&تستخدم في&المراقبة ورصد قواتنا ونظارات الرؤية الليلية، وعدد (29) دراجة نارية معدة للتفخيخ ومخازن تضم العديد من العبوات الناسفة المعدة للإستخدام، وكميات كبيرة من المواد المتفجرة & (C4 الإنفو – نترات الأمونيوم ) وورش لتصنيع دوائر النسف وماكينات لحام والمعدات المكملة لها التي&تستخدم في&تصنيع العبوات الناسفة، كما تم العثور على (8) نقاط وقود تستخدم كإحتياطيات إدارية لإمداد عناصرهم التكفيرية بالوقود، ومخازن تحتوي&على كميات من مواد الإعاشة والمهمات والملابس الخاصة بالعناصر التكفيرية".

ووفقاً لقائد الجيش الثاني، فإنه "تم ضبط عدد من العربات المخبأة داخل الوديان ومثبت عليها الرشاشات بهدف التعامل مع قواتنا، ومخازن للسيارات الحديثة وكميات كبيرة من قطع الغيار، فضلاً عن أجهزة للكشف عن الألغام ووسائل إتصالات لاسلكية ، وكميات كبيرة من المواد المخدرة المعبأة والمعدة للبيع".

من جانبه، أوضح قائد عملية تطهير جبل الحلال، ـ لم يذكر التقرير العسكري اسمه، لاعتبارات أمنيةـ أن "القوات المشاركة تمكنت من إحباط جميع محاولات الهروب أو الدخول إلى الجبل خلال مدة الحصار وإقتحام الجبل، وتمشيط كل الوديان والمسارب والقمم الجبلية، وتنفيذ المهام المخطط لها بكل إحترافية وكفاءة في القضاء على كافة البؤر التكفيرية داخل جبل الحلال".

وقال أحد قادة مجموعات الإقتحام، ـ لم يرد اسمه ضمن التقرير ـ أنه "بزيادة الضغط على التكفيريين ومهاجمتهم بشراسة كانوا يولون الفرار ويتركون أسلحتهم وذخائرهم إلى قمم الجبال ظناً منهم أننا لن نستكمل داخل كل شبر داخل جبل الحلال، وقد قامت القوات بنسف وتدمير العديد من مخازن العبوات الناسفة فى مناطق متعددة داخل الجبل، فضلاً عن المغارات التي&استخدمت كورش لإمداد العناصر التكفيرية بشمال ووسط سيناء".

وحسب التقرير العسكري، "كشف عدد من الضباط وضباط الصف والجنود من قوات إنفاذ القانون المشاركين بالعملية عن بعض الأدوار البطولية المذهلة التي&قام بها زملاؤهم، حيث كان أحد الجنود قد أصيب بإصابة بالغة، وكان "يلفظ أنفاسه الأخيرة"، فتوجه إليه قائده ليساعده على عملية إخلاء مكانه، لكن الجندى رفض الإخلاء وطلب من قائده الإستمرار في عملية الإقتحام والمداهمة حتى إستُشهد".

وروى ضابط آخر بطولة جندي بالمعركة، وقال: "أثناء عملية الإقتحام، توفيت والدة أحد الجنود، وعندما علم بوفاة والدته، قٌلنا له بأنه سيتم توفير وسيلة لنزوله من الجبل مع توفير حماية له، من أجل المشاركة في&عزاء والدته، لكن البطل المقاتل رفض، وأصر على إستمراره في&عملية المداهمات، ليأخذ ثأر زملائه من الشهداء".

وأشار التقرير إلى أن جميع المشاركين في العملية "أكدوا جميعاً أن السر الكامن وراء النجاح هو أننا جميعاً كتلة واحدة على قلب رجل واحد نرتدي زياً واحداً ونأكل من طعام واحد ونقاتل لهدف واحد هو أمن وإستقرار مصرنا الغالية وإسترداد حق شهدائنا الأبطال، الذين قدموا أرواحهم لتطهير هذه البقعة المقدسة من أرض مصر"، على حدّ تعبير التقرير العسكري.