إيلاف من الرياض: 15 سنة مرّت على تأسيس "قبلة الدنيا"، الذي يعتبر بمثابة متحف في الفضاء الالكتروني، ساهم في توثيق وحفظ تراث مدينة مكة، من خلال تقديمه معلومات موثقة تاريخياً واجتماعياً، وثقافياً، وتراثياً، وهو ما قوبل بالعديد من جوائز التكريم وشهادات التقدير، من جهات سعودية واسلامية، تقديرًا لجهوده كمبادرة مدنية في الحفاظ على التراث المكي.
يقول حسن مكاوي، مؤسس "قبلة الدنيا"، إن الفكرة بدأت في مارس 2002، عندما برزت الحاجة - مع انتشار الانترنت - الى توثيق ونشر التراث المكي، حيث تم حينها الاتفاق مع عدد من المهتمين، على تأسيس موقع يكون بمثابة موسوعة مكية شاملة، تكون بمثابة المرجع لكل باحث ومهتم بمكة.
وأشار في حديثه لـ "إيلاف" إلى أنه تم التوافق على تسميته بـ "قبلة الدنيا"، تعبيرًا عن مكانة مكة كقبلة للمسلمين.
وقال مكاوي، إن "قبلة الدنيا" يقدم لزائريه كل ما يعرّفهم بهذه المدينة المقدسة، ويزيد الصلة بينهم وبينها، مبينًا انه من يدخل "قبلة الدنيا"، تتراءى امام ناظريه جميع أوصاف وأحداث ومعالم مكة، ابتداء بالمسجد الحرام ومنطقة مكة مرورًا بأعلام مكة وأماكنها وصولاً الى تراثها وثقافاتها وليس انتهاء عند الحج و الطوافة. وقال إن جميع الوثائق والمعلومات تم استقصاؤها من الكتب ومن أفواه الرجال.
وأوضح أن صفحة اعلام مكة كمثال وثقت لأكثر من 90 عالمًا، لن تجدهم الا في "قبلة الدنيا"، مشيراً إلى أن اعداد الوثائق يتم من خلال نخبة من الباحثين في التاريخ المكي، كما يتضمن الموقع مكتبة للصور النادرة والصوتيات، وقسمًا للأخبار والمقالات يرصد جميع ما يكتب عن مكة، اضافة الى مكتبة ضخمة تحتوي على 1000 كتاب عن المدينة، منها التاريخية والثقافية وكتب مترجمة وأدب ورحلات، ودراسات وبحوث خاصة بالمدينة.
وأشار حسن مكاوي إلى أن التفاعل اليومي في منتديات "قبلة الدنيا"، والتي يقدر عدد اعضائه بـ 30 ألف شخص من مهتمين وباحثين واكاديميين ومتخصصين، خرج بالكثير من المشاريع، منها المشاركة بشكل دوري في المهرجانات والملتقيات الثقافية داخليًا وخارجيًا، ومنها اعادة احياء أحد اشهر المتاحف المكية، والذي يحوي 30 ألف قطعة تعبر عن التراث المكي، حيث تمت اعادة تأهيل المتحف ليفتح ابوابه من جديد للزائرين.
وأوضح أن المحتوى الضخم الذي تراكم في "قبلة الدنيا" على مدار عقد ونصف العقد، لم يكن حبيس الفضاء الالكتروني، وانما تحول الى مشاريع ومعارض ومشاركات وندوات ساهمت بتحقيق رسالة الموقع في نشر الثقافة المكية والتعريف بتاريخها وتراثها.
وأشاد مكاوي بجهود القائمين على هذه المبادرة، وبجهود المجتمع المكي الذي تضافر وتعاون على التعريف بحضارة مكة وتاريخها للأجيال الجديدة.
التعليقات