سوسة: تدب الحركة مجددا في فندق سوسة التونسي الذي اعاد فتح أبوابه قبل ايام بعد قرابة عامين من هجوم جهادي دام، مع وجود سيّاح في حمام الجاكوزي وحافة المسبح في حين يزرع عمال أزهارا في الحديقة.
في هذا الفندق، قتل شاب تونسي بواسطة رشاش كلاشنيكوف 38 سائحا غربيا بينهم 30 بريطانيا في 26 حزيران/يونيو 2015 في هجوم تبناه تنظيم الدولة الإسلامية.
ألحق الهجوم أضرارا بالغة بقطاع السياحة، أحد أعمدة الاقتصاد في تونس.
وتقول زهرة إدريس، مالكة الفندق الذي تأسس عام 1994، لفرانس برس "لا يمكن أن ننسى. يوم أعدنا فتح الفندق في 18 نيسان/أبريل الحالي، كان الضحايا وعائلاتهم في أذهاننا. لكن شعورا بالأمل والثقة في الحياة شجّعنا على الانطلاق من جديد".
-"غيرنا كل شيء"-
بقي الفندق مغلقا "حوالي 18 شهرا" وفق زهرة التي أفادت أنها أنفقت نحو 6 ملايين دينار (أكثر من مليوني يورو) ليكتسب "حلة جديدة".
وأضافت "عملنا على تغيير كل شيء تقريبا، الألوان والأثاث والديكور والحديقة (...) لكي نشعر بأننا نولد من جديد".
والجمعة، كان العمل مستمرا في الصيانة والطلاء والتنظيف في بعض أجزاء الفندق.
كما ان "التغيير" شمل ايضا اسم الفندق الذي أوكلت زهرة ادارته الى المجموعة الفندقية الألمانية "ستينبيرجر".
وعند تعرضه للهجوم، كان الفندق يحمل اسم "أمبريال مرحبا" وتديره مجموعة اسبانية.
وقد اختارت الادارة الجديدة اسم "ستينبيرجر خليج القنطاوي".
يشغّل الفندق نحو 200 شخص، وفق مديره العام رمزي كسيسة.
ورغم الأزمة التي مرّ بها، لم يسرّح الفندق أيا من موظفيه وفق هذا المسؤول.
اعرب عمال بالفندق لفرانس برس عن سعادتهم البالغة باستئناف العمل.
وقال الزغواني، وهو خمسيني يعتني بحديقة الفندق منذ تأسيسه قبل 23 عاما، "كلنا سعداء بالعودة إلى العمل، ما يربطنا بهذه المؤسسة أقوى بكثير من مجرد علاقة شغلية".
السائحة الفرنسية كلودين شوفيار وصلت الى "ستينبيرجر خليج القنطاوي" منذ استئنافه العمل الثلاثاء الماضي، لقضاء إجازة مُدّتُها 23 يوما.
وقالت المراة المتقاعدة "حجزت بالانترنت، نصحني أصدقاء بالعدول عن المجيء إلى هنا بسبب ما حصل في 2015، لكني لم أُكترث. الهجمات تقع في كل مكان في العالم، وآخرها ليل الخميس في شانزيليزيه في باريس".
وذكرت بأنها تقصد ولاية سوسة "بانتظام" منذ 2002، وأنها زارتها "بعد شهر واحد" من الهجوم الجهادي سنة 2015 لتمضية إجازتها "كالمعتاد".
وتابعت "هنا كل شيء ممتاز، الخدمات والأمن والناس رائعون".
أما الروسية ناتالي التي نزلت بالفندق مع زوجها منذ يومين، فقالت "نزور تونس للمرة الاولى، الخدمات هنا ممتازة، والمكان آمن والطقس جميل. لقد أحببنا هذا البلد".
-الهدف هو "استعادة الثقة"-
وبحسب رمزي كسيسة، أنفق الفندق نحو 500 ألف دينار (حوالي 200 الف يورو) على مُعدات المراقبة الالكترونية مثل أجهزة الكاميرا وكاشفات المعادن.
وقال "أصبح لدينا قاعة عمليات مركزية نراقب من خلالها كل مكان في الفندق ومحيطه".
ومنذ اعتداء 2015، تقوم الشرطة بدوريات في منطقة القنطاوي السياحية.
وتتوقع زهرة "بلوغ نسبة امتلاء بنحو 90 بالمئة في ذروة الموسم السياحي" خلال فصل الصيف بين حزيران/يونيو وآب/اغسطس.
وقالت "حاليا لدينا طلبات حجز من ألمانيا ودول أوروبا الشرقية وروسيا والجزائر وقليل من بلجيكا. وليس هناك للأسف أي طلبات من بريطانيا التي لم ترفع بعد حظر سفر مواطنيها الى تونس" منذ الهجوم.
وبعد اكثر من 20 شهرا من الاعتداء لا تزال بريطانيا تنصح رعاياها بالغاء السفر غير الضروري الى تونس، في حين ترغب السلطات التونسية في رفع هذه القيود.
وقبل الاعتداء، كان يزور تونس سنويا اكثر من 400 الف سائح بريطاني. لكن عددهم العام 2016 كان نحو 20 الف سائح بحسب ارقام رسمية.
وأضاف رمزي كسيسة "هذا العام سيكون انتقاليا سنحاول فيه استعادة ثقة السياح".
التعليقات