أحمد قنديل من دبي: قال مشاركون في جلسات اليوم الأول بمنتدى الاعلام العربي الذي تستضيفه دبي إن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قدم رؤية متميزة لطبيعة العلاقة مع هذا الموروث تقوم على أساس النظرة الإيجابية لقدراتنا وإمكاناتنا.
وأوضحوا أن الحضارة العربية استطاعت ان تنشئ نهضة علمية في الفلسفة والطب والزراعة والرياضيات والصيدلة والكيمياء وغيرها من العلوم التي كانت ثمرة التفاعل بين الواقع يومها والترجمة. ودعوا لمناقشة مكافحة كافة أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير. كما دعوا لتكوين قومية عربية غير منقوصة.
الإرث المنسي
في جلسة بعنوان" الإرث المنسي للحضارة العربية"، في اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي المقام في دبي، بمشاركة نخبة من القيادات الإعلامية العربية والأجنبية، تناول الدكتور علي بن تميم مدير عام شركة أبوظبي للإعلام، موضوعًا شيقًا، وحاول تقديم إجابة عن تساؤل مؤداه: "ما الفرق بين الإرث والتراث، وهل الإرث منسي أم مُتناسَى"، موضحاً أن منسيا يُقصد به أن هناك عوامل سياسية وثقافية واجتماعية أسهمت في أن ننسى هذا الإرث، لكن حينما نقول أنه مُتناسَى، فإن هناك تعطلاً في العقل، مؤكداً أن تراثنا العربي فيه عناصر غنية ومضيئة.
وأشار علي بن تميم إلى اهتمام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بالموروث الثقافي العربي في كتابه "تأملات في السعادة والإيجابية"، حينما قال: "منذ آلاف السنين وأبناء هذه المنطقة منبع الحضارات. لماذا لا يستطيع أبناؤهم اليوم تكرار التفوق الحضاري نفسه الذي حققه آباؤهم"، ويشير الشيخ محمد إلى ما عرفته دولة الإمارات العربية المتحدة في تاريخها من حضارات ابتداءً من حضارة أم النار التي تعود إلى أكثر من 4000 عام قبل الميلاد، مروراً بمختلف الحضارات التي رسمت ملامح هذه الأرض وشكلت الطبقات العميقة للثقافة في هذا الجزء من العالم.
وتساءل "هل ثمة موروث منسي؟ وإذا تنوسي هذا الموروث فلماذا تم تناسيه؟ وهل نحن إزاء موروث حي قابل للاستئناف الحضاري؟، مؤكداً أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قدّم رؤية متميزة لطبيعة العلاقة مع هذا الموروث تقوم على ما أسماه بـ "النظرة الإيجابية لقدراتنا وإمكاناتنا"، وتشكل هذه النظرة منطلقاً للتعامل مع الماضي والحاضر، مشيراً إلى أنها شرط لعملية الاستئناف الحضاري، وأن سموه يبرهن على النظرة الإيجابية للموروث بقوله" الحضارات تتفاعل مع بعضها وتبني على علوم من سبقوها، وتبدأ من حيث انتهت عقول وأفكار من جاؤوا قبلها"، مؤكداً أن الشيخ محمد يسعى إلى إبراز أهمية التراث وجعله ركيزة فاعلة في عملية الاستئناف الحضاري الخلّاق.
وتحدّث عن مسائل أربع، وقال إنها تشكل في مجموعها تراثاً حياً، ينبغي التوقف عنده وإعادة قراءته بغية ربط الماضي بالحاضر، وهي الهوية، والمهمشون، والتسامح، والعلوم عند العرب.
تهميش وتمييز
وقال إن التهميش أو "التمييز" عملية مركبة يجتمع فيها الثقافي والاجتماعي الاقتصادي والديني، إذ يشعر الآخر المهمش بأنه ضحية، والمهمشون في الغالب أقلية تخضع لأكثرية غالبة ومتفوقة، مشيرًا إلى ان التهميش أو التمييز قد يعود إلى عقدة الاستعلاء العرقي، وقال إننا في دولة الامارات نعتز بقانون مكافحة التمييز والكراهية الذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها ومكافحة كافة أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير.
وأضاف أن الحضارة العربية استطاعت ان تنشئ نهضة علمية في الفلسفة والطب والزراعة والرياضيات والصيدلة والكيمياء وغيرها من العلوم التي كانت ثمرة التفاعل بين الواقع يومها والترجمة، وقال إننا نعي تأثير العلم العربي في نشأة الحضارة الغربية، مشيرًا الى أمرين هامين الاول أن نكف عن التباهي بالماضي على نحو يكشف عجزنا ويجعلنا كالفقير الذي يتباهى بثروة أجداده التي ذهبت، والثاني استئناف العقلية التجريبية التي كان غيابها من أسباب تدهور حضارتنا، وقال إن هذه نقاط يعتبرها محوراً للحوار الحضاري لأنها جوانب منسية يجدر ان نتأملها ونعيد التوقف عندها بغية إقامة حوار حضاري فاعّل.
تركيبة المجتمع البريطاني
وكشف إليكس إيكن، المدير التنفيذي للاتصال الحكومي في الحكومة البريطانية، أن بلاده أنفقت أكثر من 60 مليون جنيه إسترليني على برامج الاندماج في المجتمع البريطاني منذ عام 2010، وتم تنفيذ 30 مشروعاً منذ عام 2014 استفاد منها 666 ألف شخص، مشيراً في هذا الصدد إلى تركيبة المجتمع البريطاني الذي يتسم بتنوعه الثقافي والديني، وكيف كان من المهم إيجاد برامج إندماج تحافظ على تماسكه وتعاون كافة أفراده في علاقات من التسامح والإيجابية، مؤكداً أن المجتمع البريطاني يقوم على مجموعة &من القيم الأساسية، وهي سيادة القانون، المساواة، المشاركة في المسار الديمقراطي، احترام الأقليات وحرية التعبير.
وقال إليكس إيكن في جلسة تحت عنوان" الإعلام: حوار التسامح"، ضمن أعمال اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي في دورته السادسة عشرة في دبي إن بإمكان الحكومات ووسائل الإعلام بناء مجتمع قوي ومتسامح ينبذ خطاب الكراهية، بالعمل معاً عبر وسائل التواصل المتاحة.
مجتمع متسامح
وأشاد المدير التنفيذي للاتصال الحكومي في الحكومة البريطانية بالتجربة الإماراتية، والتي تعد نموذجاً يحتذى في بناء مجتمع متسامح متعاون بين كافة أفراده رغم تنوع جنسيات وديانات الذين يقيمون على أرض الدولة، وحثّ كافة الحكومات على تعزيز الحوار وتوحيد الجهود في مواجهة التحديات الاقتصادية والتقنية، مشيراً إلى أن هناك تغيّرات متسارعة ومشكلات نتجت عن العولمة وثورة تقنية المعلومات، فالجميع قد يكون محرراً أو معلقاً، وقد يقوض تعليقه القيم الراسخة والحوار، موضحاً أن هناك سرعة هائلة في انتقال الأخبار التي قد يكون بعضها كاذباً وفي هيئة إشاعات، مؤكداً أن نقطة البداية لمواجهة هذا التحدي هو تعاون الحكومات ووسائل الإعلام في إيصال الحقائق للجمهور بنزاهة وشفافية وموضوعية.
وأكد أهمية وإمكانية بناء شراكات بين الحكومات ووسائل الإعلام لنشر ثقافة التسامح وبناء مجتمعات قوية، مشيراً إلى أن هناك سبعة مبادئ تحكم عمل الحكومة البريطانية على تحقيق مجتمع أكثر تسامحاً وشموليةً من خلال تواصل حكومي قوي وفعّال، وتشمل: تقبُّل المشكلة، وخلق ثقافة تسامح على الصعيد الحكومي، وتشجيع ثقافة التنوع عبر التواصل الحكومي، والتصدي للتطرف وتشجيع الأصوات المعتدلة، والاتفاق على القواعد التي تحكم العلاقة مع وسائل الاعلام، والاحتفاء بالنجاحات التي تحققها جميع المجتمعات، والعمل على أن تكون الحكومة مصدر إلهام عملي للآخرين.
حوار التسامح
وقال إن حوار التسامح يجب أن يسود حتى في الأوقات التي ينتشر فيها الموت والتفجيرات والفكر المتطرف، والعمل على تنفيذ برامج اندماج، وهو ما قامت به الحكومة البريطانية في أعقاب تفجيرات لندن 2005 وحتى الآن، كما تعمل على الاحتفاء بالنجاحات الوطنية على مدار التاريخ ما يسهم في التفاف الجميع حول قضية الوطن، ومكافحة من يريدون التدمير بالعنف، مؤكداً أن التسامح ركيزة مهمة لبناء الحضارات والحوار.
وأشار إلى وجود تعاون وتبادل للخبرات في مجال الاندماج المجتمعي ونشر ثقافة التسامح بين الحكومة البريطانية وعدد من الدول العربية، في مقدمتها الإمارات والسعودية وسلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية.
وأد الحوار
أكد الإعلامي السعودي تركي الدخيل، مدير عام قناة العربية أن الحوار الحضاري ثقافة كونية إنسانية تعكس ثراء الوجود الإنساني وتلعب دوراً مهماً في عملية التواصل الفعال بين البشر، متحدثًا في جلسة حملت عنوان "الحوار الحضاري الذي اتمناه"، حيث عرّف الدخيل مصطلح الحوار الحضاري بأنه عملية تواصل مع طرف آخر أو أكثر بنية حسنة هادفة إلى تحقيق المصلحة المشتركة، وعقل متفتح ينشد الخير للجميع، وينبذ الأحكام المسبقة إدراكاً منه بأنها عائق قوي وقادر على وأد الحوار في مهده.
وشدد الدخيل على ضرورة الاعتراف بالطرف الآخر قبل بدء&الحوار والاقتناع بحق كل انسان في اعتناق الأفكار التي يراها صواباً، مستشهداً بمقولة الناشط الحقوقي الأميركي الشهير مالكوم إكس "احترم اقتناع كل انسان بما يقوده إليه عقله".
ويرى أن الحوار الحضاري يقوم على التفاعل بين البشر بكافة مكوناتهم الاجتماعية والدينية والسياسية، وذلك بغرض التوصل إلى أسس مشتركة يمكن من خلالها تجنب الصراعات، لافتاً أن الفيلسوف الفرنسي روجية جارودي هو صاحب فكرة حوار الحضارات والتي بلورها في ثمانينات القرن الماضي، ودعا المنتمين إلى الحضارة الغربية بعدم التعالي على الآخرين، وتقبّل كافة الحضارات.
وعن معوقات الحوار الحضاري وكيف يمكن تفاديها، أكد الدخيل أن الايغال والتمادي في الاعتقاد في نظرية المؤامرة والدور الخفي للقوى&الاستعمارية يمثل عائقاً قوياً أمام قدرة الانسان على إقامة حوار متحضر وهادف، وبطبيعة الحال يعلم الجميع أن هناك مؤامرات تُحاك طوال الوقت ولكن لا ينبغي أن يُترك العنان لمثل هذه الأفكار بل يجب التعامل معها بحرص حتى لا تصير دافعاً يقتل الحوار، ووسيلة يلجأ إليها الكثيرون لتبرير الفشل.
وعدّد أنواع الحوار الحضاري، والتي يمكن الإشارة إليها بوصفها مستويات مختلفة لقاعدة الحوار، فهي تبدأ بالحوار المجتمعي داخل الدولة الواحدة بمشاركة كافة النخب السياسية والثقافية، فضلاً عن ذلك هناك الحوار الإقليمي وهو ما نبحث عنه في الوقت الراهن في ظل الحاجة الماسة إلى تفعيل أطر التواصل بين الدول العربية والإسلامية لتبني سياسات متسقة تحقق في مجموعها المصلحة المشتركة لشعوب المنطقة، ويبقى الحوار العالمي هو قمة الصيغ الحوارية على الإطلاق فهو مسعى تندرج تحته كافة الدول لتجاوز الأزمات ورفع قيمة ما يمكن تسميته بالمشترك الإنساني.
وسائل التواصل والفكر الأصولي
أكد الإعلامي السعودي تركي الدخيل أن وسائل التواصل الاجتماعي، والتي باتت من السمات المميزة للعصر الحالي، تم تطويعها في بعض الأحيان لنشر الطائفية والكراهية حيث استُخدمت التقنية الحديثة لتعزيز الفكر الرجعي، في حين كان من المفترض أن يتم استخدام هذه الوسائل المتقدمة وما توفره لنا من طرق اتصال حديثة في تعزيز قيم الحوار والاختلاف، مشيراً إلى أن عقلية المستخدم تلعب دوراً مهماً في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فالعقلية الذكية الباحثة عن الخير سوف تسعى إلى فعل الصواب، أما العقلية السلبية الباحثة دوماً عن المشاكل فستعمل على نشر الإحباط في المجتمع، لذا علينا أن نختار بحرص إذا ما يرغب البعض في أن يكون معولاً للبناء أم للهدم.
واعتبر أن الإعلام بكافة مكوناته وسيلة فعالة لدعم ثقافة الحوار وهو ما يحتم على صناع القرار والمهتمين بالشأن الإعلامي ضرورة الاستثمار في الكوادر والمواهب الإعلامية لتدريبها وتثقيفها بالطريقة التي تعزز قيمة الحوار الحضاري في نفوسهم قبل البدء بنشرها بين مختلف فئات المجتمع.&
الحوار الحضاري
ولفت الدخيل إلى أن الحوار الحضاري ليس غاية في حد ذاته، بل وسيلة لتحقيق التفاهم وإقرار السلام بين البشر؛ فهو يؤسس لعهد جديد من الاستقرار والأمن واحترام القانون، مؤكداً أن مسؤولية تعزيز الحوار الحضاري لا تقع على عائق الحكام فقط بل تمتد لتشمل كافة نخب المجتمع، مشيرا إلى ضرورة تطوير السياسات والبرامج اللازمة لبناء منظومة تعليمية تعتمد على طرح التساؤلات وبناء شخصية إيجابية قادرة على تغيير الواقع، مشدداً على أهمية القراءة والثقافة في مجابهة التحديات والعوائق التي تقف أمام نشر ثقافة الحوار الحضاري.
مأمون فندي: أدعو&إلى قومية عربية غير ناقصة&
بحضور أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية وضمن برنامج جلسات اليوم لمنتدى الإعلام العربي، عُقدت جلسة تحت عنوان "حديث في العمق"، قدم فيها الدكتور مأمون فندي، مدير برنامج الشرق الأوسط وأمن الخليج بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، رؤيته حول العديد من القضايا الإعلامية الشائكة في المنطقة العربية، ومنها حقيقة وجود إعلام عربي مؤثر، واصفاً المشهد الإعلامي العربي بإعلام الأزمة، الذي تسبب بمزيد من الضبابية امام الشعوب العربية، كما تسبب بحالة من الانسداد امام فهم المواطن العربي حقيقة ما يحدث من حوله، مؤكداً أن الإعلام العربي هو "إعلام الرأي" ولكن ليس "إعلام الرأي ورأي الآخر".
وأضاف في ذات السياق أن شبكات التواصل الاجتماعي ساهمت في الانغلاق على الآخر، وليس على الانفتاح كما يعتقد الكثيرون، ومن السهل ملاحظة أن شبكات التواصل الاجتماعي، تعج بالحسابات الشخصية لأناس لا يقبلون في صفحاتهم التحاور مع فئات لا تتوافق معهم بالرأي. مشيراً إلى أن ما سمي بثورات "الربيع العربي" تسببت بحالة من العقم الحواري بين شعوب العربية، وبطبيعة الحال لقد عرقلت الحوار في المنطقة.
وأكد فندي أنه على الرغم من هذا الوضع العربي المأزوم والمتأخر عن ثقافة الرأي وثقافة المعلومة وثقافة الحوار، توجد نماذج مضيئة في العالم العربي، تحيي الماضي كما المستقبل، وقال بدون شك إن هذه النماذج تدفع الشعوب العربية إلى المزيد من الأمل بما هو قادم، ولن اجامل عندما أقول ان دبي هي أحد&هذه النماذج المضيئة في مستقبلنا، حيث أصبحت هذه المدينة عاصمة إعلامية بحسن التنظيم، والانفتاح، والإدارة. &
وأشار خلال الجلسة إلى أن عالمنا العربي في مفترق طرق يواجه تحديات كبرى، ثقافية وحضارية وإعلامية وبعدها حوارية وسياسية، والأفكار الكبرى التي يمكن أن تصلح الأوضاع يبدو انها غائبة، وذهب إلى مدى وصف الموقف أن الأفكار الكبيرة قد ماتت تماماً، واستعاض العرب عن الأفكار الحية بالمقالات القصيرة في "صحف السيارة"، وكذلك التغريدات والكتابة على صفحات "فيسبوك"، وآخر هذه الأفكار الكبيرة هي فكرة القومية العربية التي يراها القاصي والداني بأي حال أصبحت وتحولت.
وقال في عدد كبير من القيادات الإعلامية في المنطقة العربية أتمنى أن تكون هذه الجلسة تحفيزاً للأذهان من أجل قومية عربية "متكاملة" وليست "ناقصة"، لا تلغي الدول العربية الحديثة أو تهددها ككيان وانما تعضد من وجودها وتساندها في إطار مفهوم استراتيجي جديد يخدم الجميع.
مواجهة الموت
استعرض جون بولمان، المدير الدولي للتصوير والفيديو، بوكالة "تومسون رويترز"، تأثير وأهمية الصورة والفيديو في صناعة الأخبار، حيث يعمل مع فريق من أكثر من 400 صحافي، لتوثيق الأحداث العالمية والكوارث الطبيعية والحروب والصراعات الدولية.&
وقال بولمان في جلسة "الحوار المرئي" التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الأول من منتدى الإعلام العربي إن الصورة سواء كانت صورة فوتوغرافية أو صورة تلفزيونية أصبحت تمثل أهمية قصوى في إيصال معلومة خبرية متكاملة للمتابعين للأخبار على مستوى العالم.&
وأكد أن خدمة "تومسون رويترز" المصورة تهتم بتأمين صور حقيقية موثقة ومتميزة للأحداث العالمية اليومية، على أساس أن التكنولوجيا الحديثة جعلت الصور والفيديو أكثر وضوحًا ومصداقية من الخبر ذاته، مؤكداً أن مصوري "تومسون رويترز" يواجهون تحديات يومية لالتقاط وإعداد هذه الصور وتحديدا في مواقع الحروب والنزاعات ومناطق اللاجئين.
وأشار بولمان إلى أن "تومسون رويترز" تعتمد في عملها على مجموعة من المصورين المهنيين المتخصصين والمحترفين، غير أنه قال إن خدمة "تومسون رويترز" تعتمد أحيانًا على صور يلتقطها مجموعة من الهواة الذين يتصادف وجودهم في مواقع الأحداث، ولكنه أكد أن "رويترز" لديها من الوسائل التكنولوجية التي تستخدمها في التحقق من صحة ومصداقية هذه الصور وتوقيتها.
وأكد بولمان أن "تومسون رويترز" تهتم بالالتزام بالحيادية سواء في اعداد التقارير الخبرية أو عرض الصور ومقاطع الفيديو وهو التزام ظلت محافظة عليه منذ نشأتها.
منى المري تطلق برنامج دبي قبل الميلاد
أعلنت منى غانم المرّي، المديرة العامة للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، عن مبادرة جديدة للمكتب تتمثل في إطلاق برنامج "دبي قبل الميلاد" بالتعاون مع الباحث السعودي لؤي الشريف الباحث في آثار وتاريخ الجزيرة العربية، لإعطاء صورة جديدة وفريدة عن دبي وحضارتها وتاريخها على مر العصور منذ فترة ما قبل الميلاد حتى العصر الحالي بكل ما أنجزته من تقدم ورقيّ&وتطور.&
وقالت المري خلال مؤتمر صحفي عقد على هامش فعاليات اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي: "ارتبط اسم دبي ارتبط دائماً بالمستقبل والتطوّر والتقدّم وناطحات السحاب والطاقة النظيفة وتكنولوجيا الفضاء وأيضا بالحكومة الذكية والخدمات الإلكترونية .. والحديث لا يتوقف عن إنجازات دبي التي تبني كل يوم جسرًا جديدًا للعبور للمستقبل. ولكننا وجدنا أن تاريخ دبي بكل ما يحمل من تراث ثقافي وحضاري لا يحظى بالقدر الملائم من التركيز الإعلامي، حتى مع وجود محاولات جادة لا يمكن إنكار اجتهادها الواضح في هذا المجال، ولكن الأمر يتطلب المزيد من تركيز الضوء أكثر على ماضينا، فالتاريخ منجم الدروس والعبر."
تاريخ لم ينكشف بعد
وأضافت المري أن "تاريخنا لم نكتشف منه بعد إلا جزءًا بسيطًا، ونحن في المكتب الإعلامي لحكومة دبي، أردنا تقديم تجربة جديدة يتعرف من خلالها الناس على تاريخ دبي وحضارتها القديمة التي تعود لآلاف السنين، والتي ظهرت شواهدها في العديد من مناطق الإمارة."
وقالت إن "لؤي الشريف لديه خبرة مميزة في تاريخ المنطقة وتطور حضارتها تؤهله لتقديم هذا البرنامج التلفزيوني الذي سيعرض مادة تاريخية غنية للتعريف بملامح مهمة من حياة دبي في الماضي البعيد، والذي اخترنا له اسم "دبي قبل الميلاد"، والذي سيمثل نافذة فريدة للتعريف بتاريخ أجدادنا بما يمكننا من صنع مستقبل أحفادنا."
وأضافت "البرنامج سيقدم معلومات مبهرة وجديدة عن تاريخ الحضارات المتعاقبة في دبي وتفاصيل سيكشف عنها حول آثار وتاريخ منطقة "ساروق الحديد".. كما سنتعرف على دبي من منظور تاريخي وحضاري مختلف.. وسنرى الجانب التاريخي الذي سنفتخر به في دبي".
وذكرت المري "رسالتنا من هذه المبادرة تهدف الوصول إلى الشباب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وتعريفهم بإرثهم الحضاري والتاريخي والثقافي"، مشيرة إلى أن البرنامج سيركز في مراحله الأولى على دبي ومن ثم سيتطرق إلى باقي إمارات الدولة والمنطقة.
من جهته أعرب لؤي الشريف عن شكره وتقديره للمكتب الإعلامي لحكومة دبي لإطلاقه هذه المبادرة، التي تبرز القيمة التاريخية والحضارية لإمارة دبي، وقال إن البرنامج سيتناول حقائق ومعلومات جديدة عن دبي لم تكن معروفة من قبل، مشيراً إلى أنه "في ربيع عام 2002 اكتشف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي موقعًا أثريًا كان من شأنه إحداث نقلة واسعة في أسلوب البحث في تاريخ الحضارات، وكان هذا الموقع هو أحد أهم المراكز الرئيسية لصهر المعادن في العصر الحديدي، وفيه آلاف القطع الأثرية والأختام لحضارات مجاورة وكثير من المشغولات البرونزية والذهبية، هذا الموقع هو "ساروق الحديد ".
ساروق الحديد
وأضاف الشريف أنه حتى هذه اللحظة لم يتم الكشف إلا عن 15% من تاريخ وآثار وحضارات منطقة "ساروق الحديد"، مشيرًا إلى أن "البعض قد يتساءل "هل ساروق الحديد الذي يرجع إلى فترة ما قبل الميلاد هو الموقع الأثري الوحيد في دبي؟ الجواب هو لا، فهناك أيضاً الصُفوح وحتَّا، وهذه كلها مواقع أثرية عظيمة من بداية العصر البرونزي القديم إلى العصر الهلنيستي في فترة الإسكندر الأكبر.&
وأضاف أن البرنامج سيجيب على تساؤلات عدة، بما في ذلك سر تواجد أختام من حضارات قديمة عدة في ساروق الحديد؟ ومن هؤلاء الذين كانوا يعيشون فيها؟ وأيضا العلاقات التجارية التي كانت سائدة هناك، مؤكداً أن المعلومات والحقائق الجديدة التي سيقدمها البرنامج ستخضع لعملية مراجعة تاريخية موثقة عن الحضارة العريقة في دبي.
التعليقات