لندن: في اواخر عام 2004 نشرت وزارة الدفاع البريطانية على موقعها الالكتروني بياناً مقتضباً اعلنت فيه أن منشأة حكومية تحت الأرض في جنوب غرب انكلترا كانت مقراً بديلاً للحكومة في حال اندلاع حرب نووية لم تعد ضمن المعلومات المصنفة. &

كان ذلك أول اعتراف رسمي بوجود مدينة تحت رقعة من الريف الانكليزي ظلت على امتداد 40 عاماً من أكبر الأسرار التي حافظ عليها الجيش البريطاني بكتمان شديد. &

أُنشأت المدينة حين كان خطر الحرب يخيم على اوروبا إبان الخمسينات، وقرر مكتب مجلس الوزراء البريطاني ان من الضروري توفير مقر بديل تنتقل اليه الحكومة تحسباً لأسوأ الاحتمالات، وهو اندلاع حرب نووية مع الاتحاد السوفياتي. &

في عام 1955 صدرت الموافقة على بناء "المقر الحربي للحكومة المركزية" وبدأ العمل لتحويل الموقع الذي وقع عليه الاختيار في مقاطعة ويلتشاير الى مدينة كاملة تحت الأرض كان يُشار اليها في المراسلات الحكومية باسم "الملجأ"، ولكن "ملجأ برلنتغون" كان احد اسمائها السرية العديدة، وهو الذي عُرفت به المنشأة المضادة للسلاح النووي بعد ذلك. &

تضم المدينة التي بُنيت تحت مقلع مهجور شبكة تربو مساحتها على 141 الف متر مربع من المداخل والشوارع والمطاعم والغرف المصممة لايواء رئيس الوزراء&وقتذاك واعضاء حكومته وافراد العائلة المالكة في حال تعرض بريطانيا الى هجوم نووي. &

وكانت تتوفر في المدينة التي صُممت لاستضافة 4 آلاف مسؤول وموظف حكومي كل مستلزمات البقاء لمدة 90 يوماً في ظروف حرب حرارية نووية أو نزاع كبير مع الاتحاد السوفيتي ، بما في ذلك جدران خرسانية وغرف نوم ومكاتب وهواتف ومخبز ومستشفى وحتى استوديو لاذاعة بي بي سي يتيح التواصل مع الناجين ، كلها على عمق 30 متراً تحت الأرض.

حجم الموقع

ولتكوين فكرة عن حجم الموقع، فإن لوازم&المطبخ والطعام تضم 225 مائدة و2320 طبقاً و2320 كوب شاي و1152 قدحاً و11 عربة لتقديم الشاي الى جانب آلاف الكراسي المكتبية والهواتف والشراشف والمحارم الورقية ونفاضات السجائر والمغاسل والحمامات وغير ذلك الكثير.& كما أُنشئ مصعد داخل الموقع يؤدي الى السطح وعربات كهربائية للتنقل بين انفاق الموقع أو شوارعه.& وصُمم نظام التهوية لوقف دخول الهواء في حال وقوع هجوم بالغاز أو لتفادي دخول الغبار الذري. &

افترضت خطط الطوارئ التي اعدتها الحكومة في عام 1955 ان بريطانيا ستُقصف بنحو 132 قنبلة ذرية إذا اندلعت حرب نووية 35 قنبلة منها تستهدف لندن. &

وتوقع المخططون ان يسفر القصف عن مقتل زهاء 1.7 مليون شخص واصابة مليون آخرين وتدمير 40 في المئة من منازل بريطانيا ونصف صناعتها.& &

ونشرت مجلة "بيزنس انسايدر" صوراً للمدينة المحصنة تحت الأرض حصلت عليها من وزارة الدفاع.& والتُقطت هذه الصور في عام 2005.&

المدينة مدرجة الآن على قائمة الأبنية التاريخية، وتُعد من المعالم المهددة بسبب مشاكل ناجمة عن الرطوبة.&

&

أعدّت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف عن «بيزنس انسايدر».& الأصل منشور على الرابط التالي:

http://uk.businessinsider.com/inside-burlington-bunker-britains-secret-underground-city-2017-1/#a-lift-which-carried-passengers-to-the-site-from-ground-level-23

&& &

&