يمثل مستشفى هيوا بارقة أمل لمرضى السرطان في كردستان، خصوصًا للذين يشكون من الفقر، إذ يقدم رعاية صحية مجانية إلى نحو 200 مريض يوميًا.

إيلاف من السليمانية: عثمان عبود نازح عراقي من أهالي الأنبار يعاني ثنائية التشرد ومرض السرطان منذ أكثر من سنتين، وهو يراجع مشفى هيوا في مدينة السليمانية في إقليم كردستان، لتلقي العلاج اللازم على أمل الشفاء. 

يقول عبود (74 عامًا) الذي يصارع أخطر أنواع السرطان، في حديث خافت لـ"إيلاف" إنه يراجع المستشفى منذ خمسة أشهر، ويشعر الآن بتحسن في حالته الصحية منذ أن قدم إليه الأطباء هناك العلاجات اللازمة.

النزوح والسرطان
يعتبر عبود مستشفى هيوا (الأمل بالعربية) بارقة الأمل الوحيدة لمرضى السرطان في الإقليم، خصوصًا للذين يشكون من الفقر والمرض العضال. فهناك رعاية صحية من المستشفى للراقدين، وتابع قائلًا: "نحمد الله أن وفر لنا هذا المستشفى العلاجات والفحوصات والأدوية، كما وفر فرصًا للشفاء بتقديمه العلاج الفعال، بعدما أرهقنا البحث عن علاج لحالتي وإصابتي بالسرطان".

يضطر الآلاف من مرضى السرطان في المحافظات العراقية إلى مراجعة مشفى هيوا في السليمانية سنويًا بسبب انعدام النظام الصحي، واستمرار الحروب الطاحنة في أجزاء واسعة من الأراضي العراقية.

يقول سيامند كريم، مدير إعلام المستشفى، لـ "إيلاف" إن المستشفى يقدم خدمات علاجية إلى كل المصابين الذين يصارعون مرض السرطان، وإن معظمهم من النساء والأطفال. يضيف إن المستشفى مجهّز بأحدث الأجهزة التقنية الحديثة للكشف عن السرطان وغيره من الأمراض الخطرة، حيث يراجع المستشفى قرابة 200 مريض يوميًا من مختلف أرجاء العراق.

نقص الأدوية
يوضح كريم أن المستشفى يعاني الآن قلة الأدوية الضرورية لعلاج المرضى، بسبب تدفق المراجعين، داعيًا الحكومة العراقية إلى توفير العلاجات الخاصة للمستشفى، ولا سيما أن هناك حالات مستعصية تتطلب علاجًا سريعًا.

أشار مدير إعلام هيوا إلى أن المستشفى يشمل العديد من الأقسام، منها قسم الأورام وقسم أمراض الدم وقسم الأطفال وقسم الاستشاريات والإحالة وقسم السونار والأشعة، إضافة إلى أقسام العلاج الكيميائي والطوارئ، وغرف عزل المرضى الذين يعانون نقص المناعة.

إلى جانب أقسام الطوارئ والعلاج الكيميائي، يوجد قسم الإستشارة النفسية للمصابين بالسرطان، حيث يعمل فريق متخصص من خلال تفاعله مع المرضى لتقوية إرادة التحسن والشفاء الذاتي بهدف محاربة المرض عبر جلسات إرشادية.

تقول هوزان بارام، الإستشارية النفسية في المستشفى، لـ"إيلاف" إن "المصابين بالسرطان يعيشون حالة من الإضطراب النفسي والتوتر الشديد بسبب خطورة المرض، الأمر الذي يتطلب معالجات نفسية لتعزيز عزيمتهم".

عزيمة نفسية
أشارت بارام إلى أن المعالجة النفسية لا تقلّ أهمية عن العلاجات الأخرى كالعلاج الكيميائي، لذلك لا بد من التركيز على الدعم المعنوي لعزيز الثقة بالنفس من قبل المصابين بالمرض لمساعدتهم على تخطى فترة العلاج المرهقة.

يوفر مستشفى هيوا المتخصص في علاج أمراض السرطان في السليمانية في إقليم كردستان خدمات علاجية نوعية مجانًا إلى آلاف المصابين بأمراض السرطان من مختلف أرجاء العراق، تأسس في عام 2007 وتم تسجيل نحو عشرين ألف مصاب بالسرطان فيه حتى الآن، حيث يبعث الأمل في المرضى والراقدين.

تشير تقارير طبية إلى إرتفاع حالات المرض بالسرطان في العراق بشكل خطير، بسبب الكثير من الانتكاسات والحروب الطاحنة التي أدت بطريقة مباشرة إلى التلوث البيئي، حيث أكدت التقارير أن البيئة في العراق ملوثة بدرجة كبيرة، ما أدى إلى ظهور العديد من حالات السرطان.

يذكر أن العراق كان ولا يزال يمر منذ أربعة عقود من الزمن بالحروب والمعارك الإقليمية والدولية، في وقت تكشف فيه بعض الدراسات والبحوث عن الآثار المشعة للمخلفات العسكرية وآثار الحروب في العراق.