الرياض: وصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب السبت الى السعودية في بداية جولة هي الاولى له في الخارج ستكون موضع اهتمام من العالم أجمع، وسيلقي خلالها خطابا منتظرا جدا عن الاسلام في الرياض.
وحطت طائرة الرئيس الاميركي "اير فورس وان" في مطار الملك خالد عند الساعة 09,50 بالتوقيت المحلي (06,50 ت غ). ونزل ترمب سلم الطائرة برفقة زوجته ميلانيا.
وكان في استقباله عند باب الطائرة الملك سلمان بن عبد العزيز الذي سار معه والى جانبهما ميلانيا وعدد من المسؤولين السعوديين على السجادة الحمراء.
وخصص السعوديون استقبالا حارا للرئيس الاميركي. من الاعلام والصور، الى الاضواء والمواكبة الاعلامية الضخمة لزيارة تصفها وسائل الاعلام السعودية ب"التاريخية".
وأغرقت سلطات الرياض شوارع العاصمة بصفوف طويلة من الأعلام السعودية والاميركية، وباللوحات الضخمة التي جمعت صورتي العاهل السعودي الملك سلمان وترمب والى جانبهما شعار الزيارة "العزم يجمعنا".
وعلى الواجهة الضخمة لمبنى الفندق الذي سيقيم فيه ترمب، يعكس عرض من الاضواء صورة البيت الابيض على المبنى، قبل ان يتحول الى معالم من السعودية، ثم يعكس صورتين كبيرتين للملك لسلمان ولترمب وبينهما يدان تتصافحان.
وسمحت السلطات في خطوة استثنائية بحضور مئات الاعلاميين الاجانب الى الرياض لمواكبة الزيارة ومنحت بعضهم تأشيرات في أقل من يوم.&
ويبتعد ترمب لبعض الوقت عن ارتدادات الزلزال السياسي الذي أحدثه في واشنطن بإقالته مدير الاف بي آي والهزات التي ما زالت تتوالى فصولا.
وبالكاد أقلعت الطائرة، كشف عن تطورات جديدة في التحقيق حول صلات فريق ترمب بروسيا، ما يمكن أن يشكل مصدر قلق إضافي للادارة الأميركية.
فقد أعلنت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي الجمعة ان المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي وافق على الادلاء بشهادته خلال جلسة علنية امام المجلس في يونيو.
من جهة أخرى، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الجمعة ان مكتب التحقيقات الفدرالي وسّع تحقيقه حول الروابط المحتملة بين فريق حملة دونالد ترمب وروسيا ليشمل مسؤولا كبيرا في البيت الابيض يعمل مستشارا "مقربا" من الرئيس الاميركي لم تذكر اسمه.
وترافق ترمب في جولته زوجته ميلانيا وابنته البكر ايفانكا وزوجها جاريد كوشنر.
ونشر ترمب على حسابه على موقع "تويتر" قبل مغادرة واشنطن تغريدة جاء فيها "أحضّر نفسي لأول أكبر رحلة الى الخارج. سأحمي المصالح الاميركية بقوة. هذا ما أحب القيام به".
وإذا كان الحذر الشديد هو السمة التي حكمت العلاقة بين حكام دول الخليج العربية والرئيس الاميركي السابق باراك اوباما، فان الملياردير الجمهوري سيستقبل في السعودية بحفاوة تعكس الاختلاف في النهج بينه وبين سلفه إزاء ملفات المنطقة.
- "شراكة جديدة" -وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي سيلتقي الرئيس الضيف عصرا دعا الى "شراكة جديدة" بين الولايات المتحدة والدول العربية والاسلامية التي سيشارك العشرات من قادتها في قمة تستضيفها الرياض الاحد ويحضرها ترمب.
وبحسب الخبير في مجلس العلاقات الخارجية فيليب غوردون، فان ترمب "سيرسل رسالة اكثر حزما بشأن ايران. لن يلقي امامهم محاضرة عن الديموقراطية وحقوق الانسان وسيلقى التصفيق. لكن المسألة الاهم تبقى معرفة ما الذي سيطلبه منهم وما الذي يمكنه ان يأمل الحصول عليه".
وعشية زيارة الرئيس الاميركي، أدرجت واشنطن والرياض رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله اللبناني هاشم صفي الدين على أول "قائمة سوداء مشتركة للارهاب" بين البلدين.&
ويدعو البيت الابيض باستمرار دول الخليج العربية الى انخراط اكبر في مكافحة ما يحرص ترمب على تسميتهم "الارهابيين الاسلاميين المتشددين".
وبحسب مستشار الامن القومي الاميركي الجنرال اتش. ار. ماكماستر، فإن ترمب "سيشجع شركاءنا العرب والمسلمين على اخذ قرارات شجاعة لنشر السلام ومواجهة اولئك الذين، من تنظيم الدولة الاسلامية الى القاعدة، يزرعون الفوضى والعنف اللذين تسببا بآلام في العالم الاسلامي وخارجه".
والاحد سيلقي ترمب امام قمة يشارك فيها حوالى 50 زعيم دولة إسلامية خطابا يشدد فيه على "آماله" بـ"نظرة مسالمة" للاسلام.
وكان سلفه اوباما ألقى قبل ثماني سنوات في جامعة القاهرة خطابا دعا فيه الى "انطلاقة جديدة" بين الولايات المتحدة والمسلمين في العالم اجمع، "انطلاقة اساسها المصلحة المتبادلة والاحترام المتبادل".
وقد تكون الرياض حيث سيمكث ترمب يومين، المحطة الاسهل للرئيس الاميركي في هذه الجولة الحافلة بالمحطات والمواعيد واللقاءات المهمة.
ويتحدث البيت الأبيض عن رحلة "تاريخية"، في إشارة إلى محطاته في السعودية والفاتيكان واسرائيل والاراضي الفلسطينية، التي سيتواصل خلالها الرئيس الخامس والاربعون للولايات المتحدة مع قادة الديانات التوحيدية الثلاث الرئيسية.&
واضافة الى هذه المحطات الثلاث، فان جولة ترمب الاولى ستقوده ايضا الى كل من بروكسل وصقلية حيث سيشارك على التوالي في قمتي حلف شمال الاطلسي ومجموعة الدول الصناعية السبع، في لقاءين سيسعى خلالهما حلفاء الولايات المتحدة الى انتزاع تعهدات واضحة من الرئيس الاميركي الجديد.
وبالاضافة الى مواقفه السياسية والدبلوماسية، سيكون سلوك الرئيس السبعيني الانفعالي في أول جولة له الى الخارج تحت المجهر، إذ ان كل كلمة سيتفوه بها وكل حركة سيقوم بها وكل تغريدة سينشرها ستلقى نصيبها من التمحيص.
&
&
التعليقات