لندن: قبل ايام من الانتخابات البرلمانية البريطانية اتهمت صحيفة شعبية ذات انتشار واسع قنوات بي بي سي التلفزيونية والاذاعية بعدم الحياد واتخاذ مواقف معادية لحزب المحافظين طيلة الحملة الانتخابية قائلة ان (بي بي سي) مؤسسة تمول من الضرائب التي يدفعها كل من يملك جهاز تلفزيون وهي مثل سائر محطات البث الأخرى تخضغ لضوابط الحياد.
واوردت صحيفة (ديلي ميل) امثلة على تحيز (بي بي سي) بحسب تعبيرها منها اجراء مقابلة مع ممرضة نددت بالسقف الذي فرضته الحكومة على رواتب القطاع العام دون ان تشير بي بي سي الى ان الممرضة ناشطة سياسية في حزب العمال وظهرت في اجتماع عقده تجمع يساري متطرف.
وقالت الصحيفة ان قناة بي بي سي التلفزيونية الثانية عرضت مساهمة قدمتها الشاعرة اليسارية كايت تيمبست هاجمت فيها قيم المحافظين.
وفي برنامج بثته قناة بي بي سي التلفزيونية الاولى من العاصمة الاسكتلندية ادنبرة كان الجمهور من المؤيدين بصورة واضحة لحزب العمال رغم ان الحزب لا يتمتع بشعبية في اسكتلندا حيث انخفضت قوته الى مقعد واحد في الانتخابات الماضية، كما لاحظت صحيفة الديلي ميل.
جوناثان ديمبلبي
واتهمت الصحيفة المقدم في قناة بي بي سي التلفزيونية الأولى جونثان دمبلبي بتركيز هجومه على رئيسة الوزراء تيريزا ماي لرفضها المشاركة في مناظرات مباشرة مع زعيم حزب العمال جريمي كوربن وقادة الأحزاب الأخرى. وقالت الديلي ميل ان دمبلبي نفسه لا يعترف بأن ماي وافقت على المشاركة في حلقة خاصة من برنامجه للاجابة عن اسئلة المواطنين مباشرة او فاته ان يذكر ان كوربن رفض طيلة اشهر المشاركة في مقابلة معه على الهواء مباشرة في اذاعة بي بي سي.
ومضت الديلي ميل قائلة ان بعض المنتجين في بي بي سي لا يقدمون إلا متعاطفين مع حزب العمال في برامجهم بدعوى انها برامج ترفيهية ولا تغطي شؤون الساعة.
وقائع أخرى
من الوقائع الأخرى التي تستعرضها صحيفة الديلي ميل في اتهام بي بي سي بالانحياز تجمع الصحفيين داخل معمل قديم بانتظار رئيسة الوزراء في حين وقف مساعد المحررة السياسية لتلفزيون بي بي سي نورمان سمث في الباحة خارج المعمل حيث كانت تُسمع هتافات مجموعة من العمال النقابيين المحتجين قائلة ان هذه التغطية "توحي كذباً بوجود معارضة كبيرة ضد برنامج المحافظين".
كما تتهم الصحيفة لورا كونسبرغ المحررة السياسية لتلفزيون بي بي سي بتوجيه نيران النقد الى ما يتضمنه برنامج المحافظين من تخفيضات في الاعتمادات المالية المخصصة للوجبات المجانية في المدارس وللعناية بكبار السن وغيرها من الاستقطاعات. وعلى النقيض من ذلك تستخدم كونسبرغ لغة محايدة لدى الحديث عن برنامج حزب العمال قائلة "انه شيء مختلف حقاً". وتنقل الديل ميل عن المحررة السياسية لتلفزيون بي بي سي قولها "ان البرنامج يطرح رؤية ، بصرف النظر عن نفعها أو ضررها ، تتضمن زيادة الانفاق وزيادة الضرائب وزيادة الاقتراض".
كما ان تغطية بي بي سي الرئيسية لبرنامج حزب المحافظين تخصص وقتاً طويلا للتظاهرة الاحتجاجية الصغيرة التي نظمها عدد من نقابيي القطاع العام. وبعد عدة لقطات تبدأ كونسبرغ بالسؤال عن رأيهم ببرنامج المحافظين وتأتي الاجابات سلبية بطبيعة الحال ، كما تلاحظ صحيفة الديلي ميل.
اتهام بالسخرية
وبحسب الصحيفة فان محطة بي بي سي الاذاعية الرابعة تبث برنامجاً يقدم عرضاً ملخصاً لبرنامج كل حزب من إعداد الصحفي المؤيد لحزب العمال جون كرايس الذي يعمل في صحيفة الغارديان وتتهم الصحيفة كرايس بالسخرية من تيريزا ماي حين يتحدث عن بريكسيت وعن خطط حزب المحافظين لتقديم وجبات فطور مجانية في المدارس بدلا من وجبات الغداء.
وتعود الصحيفة الى تلفزيون بي بي سي الذي تقول ان جمهور ندواته السياسية كان في احدى هذه الندوات يسارياً بشكل واضح مشيرة الى تصاعد الهتافات والتصفيق حين ذُكر اسم زعيم حزب العمال كوربن.
وتقول صحيفة الديلي ميل ان نشرات اخبارية على تلفزيون بي بي سي خصصت الكثير من وقت البث المباشر لاحتجاج عمال القطاع العام رغم حجم تظاهرتهم الصغير وان كتاباً يساريين يستخدمون برامج اخبارية للتعبير عن اعتراضاتهم الشديدة على سياسات المحافظين دون ان تحاول بي بي سي إيجاد تغطية متوزانة بمعاملة برنامج حزب العمال وما يتضمنه من سياسات معاملة مماثلة.
هجوم مانشستر
وكانت الحملة الانتخابية توقفت لمدة يومين بعد هجوم مانشستر. ولكن خلال مقابلة مع وزيرة الداخلية امبر راد بشأن قرار الحكومة رفع مستوى الخطر من "شديد" الى "حرج" اتهمت المقدمة التلفزيونية سارة مونتاغ حكومة ماي بالانتهازية قبل ايام على الانتخابات. وفي وقت لاحق بادرت زميلتها مشعل حسين الى مساعدة اندي برنهام عمدة مانشستر العمالي على الادلاء بتصريح انتخابي يدافع فيه عن موقف حزبه حين سألته عما سيفعله حزب العمال في حال مجيئه للحكم بشأن استراتيجة منع التطرف ومكافحة الارهاب ، كما اشارت صحيفة الديلي ميل في تقريرها الذي يتهم بي بي سي بالتحيز ضد المحافظين لصالح حزب العمال.
انزعاج
وتقول الصحيفة في ختام التقرير ان تلفزيون بي بي سي كان منزعجاً من قرار تيريزا ماي عدم المشاركة في المناظرة التلفزيونية بين قادة الأحزاب. وسألت المحررة السياسية للقناة لورا كونسبرغ رئيسة الوزراء بلغة شديدة اللهجة "أليس قرارك بعدم المشاركة في المناظرة هذه المساء استعارة تعبر عن حملتك الانتخابية كلها؟ وهي ان تكوني سعيدة جدا بتكرار انتقاداتك لحزب العمال ولكنكِ تمتنعين عن اعطائنا أي تفاصيل تُذكر بشأن خططكِ أنتِ ، سواء عن بريكسيت أو نظام الهجرة الذي ستعتمدينه في المستقبل أو عدد المشمولين بعلاوة وقود التدفئة في الشتاء ، الخ فأنتِ من حيث الأساس تقولين بشأن هذه القضايا "سأعود اليكم لاحقا"..."
اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديل ميل". الأصل منشور على الرابط التالي:
http://www.dailymail.co.uk/news/article-4564762/Impartial-BBC-s-relentless-attack-Tories.html
التعليقات