بهية مارديني: اقترحت روسيا تأجيل الجولة الخامسة من اجتماعات أستانة حتى ٢٠ الشهر الجاري.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن الموعد المحتمل لانعقاد لقاء أستانة حول سوريا قد يكون في 20 حزيران الجاري وذلك بعد أن أعلن متحدث باسم الخارجية الكازاخستانية عّن تأجيله الى موعد لم يتم تحديده.
وكانت محادثات استانة بشأن سوريا قد جرت في الثالث والرابع من مايو الماضي والتي أسفرت عن اعتماد الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا (روسيا وتركيا وإيران) مذكرة تفاهم حول إقامة 4 مناطق لتخفيف التصعيد لمدة 6 أشهر ودخلت حيز التنفيذ اعتبارا من 6 مايو 2017.
وحول أسباب التأجيل اعتبرت مزن مرشد عضو المكتب السياسي لتيار الغد السوري في تصريح لـ"إيلاف" أن "هذه النتائج تهدف إلى تخفيف العنف والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا بالإضافة إلى الحل السلمي للنزاع وبات من الواضح ان هذه البنود الاربعة لم يتم تحقيقها على الارض بشكل حقيقي".
وقالت "على ما يبدو فإن خلافات عميقة ظهرت بين الاطراف الضامنة من جهة وبين موقف الولايات المتحدة التي بات واضحاً انها تريد العودة وبقوة الى ملفات الشرق الاوسط وعلى رأسها الملف السوري ما يوحي بشكل جلي بأن الخلاف الروسي الأميركي يتعمق بما يخص سوريا وبما يخص توكيل هذا الملف الشائك لروسيا بعد ان كان واضحاً انه سُلِم لروسيا أثناء ولاية الرئيس السابق باراك اوباما".
وأشارت الى قيام الطائرات الاميركية يوم ١٨ من الشهر الحالي بتوجيه ضربة عسكرية لقافلة عسكرية ايرانية تضم عشرات المسلحين وعشرات العربات العسكرية وتمت ابادتها عن بكرة أبيها داخل منطقة من المفترض انها ضمن مناطق خفض التصعيد شمال غرب النتف قيل ان هذه القافلة كانت تعبر الحدود العراقية السورية، لدعم قوات بشار الأسد الامر الذي يعد خرقا للاتفاق من جهة وعدم التنسيق بين القوى الضامنة للاتفاق من جهة ثانية".
وأضافت أن الايام الماضية لم تحمل أي جديد في الملف السوري او على الارض ما يستدعي انعقاد الاجتماع فمازال الحال على ما هو عليه بانتظار أي جديد بين اميركا وروسيا أكبر قوتين مؤثرتين في الوضع السوري حتى الآن.
وأشار بوغدانوف إلى أن الروس اقترحوا تأجيل الاجتماع إلى 20 الشهر الحالي، استناداً إلى اتصالات مع الضامنين الآخرين، تركيا وإيران، و بالتنسيق مع الشريك الكازاخي.
وجاء تصريح بوغدانوف، بعد أن كان متحدث باسم وزارة الخارجية الكازاخستانية أعلن في وقت سابق من يوم الخميس، إنه تم تأجيل موعد عقد جولة جديدة من اجتماع استانة بشأن سوريا، إلى وقت لم يحدد بعد.
وكان من المقرر أن تجري جولة جديدة من مشاورات أستانة في الـ12 والـ13 من الشهر الحالي، حيث تم توجيه دعوة لواشنطن لحضور الاجتماع بصفة مراقب، ووصلت دعوة النظام إضافة لدعوة فصائل المعارضة المسلحة للمشاركة أيضاً.
من جانبه دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الخميس، لضرورة تنسيق جهود اللاعبين داخل وخارج سوريا، بما يحقق أمن سوريا بمكوناتها كافة.
لافروف قال خلال لقائه المبعوث الأممي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا "أعتقد أن المهم في الوقت الراهن هو ضمان انسجام كافة الجهود التي يبذلها اللاعبون داخل وخارج سوريا نحو تحقيق نتيجة تضمن سيادة الدولة السورية وحقوق كافة المجموعات الإثنية والطائفية القاطنة هناك، إضافة إلى ضمان أمن المنطقة برمتها والحيلولة دون تحول سوريا إلى مصدر للخطر الإرهابي".
وتحدث لافروف عّن التكامل بين عمليتي أستانا وجنيف للتفاوض بين السوريين، وأكد أن موسكو تعتز بالتنسيق بين الدول الراعية لعملية أستانة والفريق الأممي الراعي لمفاوضات جنيف.
من جانبه قال دي ميستورا إنه من "المستحيل إنجاح عملية جنيف دون الجهود المبذولة في محفل أستانة".
ووصف دي ميستورا عملية تخفيف التوتر في سوريا بأنها "صعبة للغاية"، وثمّن التعاون مع التحالف الدولي ضد "داعش" والدول التي تبذل جهوداً في أستانة.
وكشف أنه سيلتقي في موسكو أيضا بوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، حيث سيركز الحديث على مسائل تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين والخطوات الرامية إلى تخفيف التوتر.
التعليقات