«إيلاف» من دبي: غالبًا ما يترّفع خبراء العلوم السياسية عن التعليق على الحملات الانتخابية، إذ يعتقدون أن تأثيرها في نتائج الانتخابات محدود. يقول آلان أبرامويتز، الخبير الأميركي في العلوم السياسية، إن وسائل الإعلام تركز في الأغلب على القصص التافهة لجلب اهتمام الناخبين، في حين أن الأساسيات هي ما يدير دفة الحملات الانتخابية.
أسوأ حملة
ينطبق هذا الرأي على الانتخابات البريطانية الأخيرة. عندما أعلنت تريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، عن إجراء انتخابات تشريعية في 18 أبريل الماضي، كان حزب المحافظين يتقدم على حزب العمال بنحو 20 نقطة. وفي انتخابات 4 مايو الماضي، تقدم حزب المحافظين على حزب العمال بزهاء 10 نقاط، وتمكن من اكتساح معاقله.
في انتخابات 8 يونيو، خسرت ماي الأغلبية البرلمانية. ربما تُرد هذه الخسارة إلى أنها أدارت أسوأ حملة انتخابية في التاريخ السياسي الحديث.
في المقابل، قاد جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال، حملة ملهمة، إذ تعامل مع محاوريه العدائيين بكثير من الهدوء، وأوضح آراءه بصبر. ففي حين، اعتمد المحافظون بكثافة على المحازبين للظهور بمظهر الشعب الحقيقي، كانت تجمعات كوربين تعج بالمؤمنين بمبادئ الحزب الذين توافدوا لرؤية زعيمهم.
أربعة أخطاء
ارتكب فريق ماي أربعة أخطاء لا يمكن التغاضي عنها: أولًا، تعاملوا بغطرسة مؤكدين مسبقًا أنهم سيحققون فوزًا كاسحًا في معاقل حزب العمال. ثانيًا، ركزوا الانتخابات كلها على شخص تيريزا ماي، وكان هدفهم تحويل الانتخابات إلى استفتاء بين شخصين ومدى قدرتهما على التفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فسوقوا لماي على أنها شخصية "قوية ومستقرة" في مقابل كوربين "الهمجي والغامض".
ثالثًا، خسر المحافظون تعاطف أنصارهم المؤمنين، وبدأت حملتهم بالتفكك بعد نشر بيان تضمن إعلان "ضريبة الشيخوخة" في القسم المتعلق برعاية المسنين. وعلى الرغم من تراجع تيريزا ماي عن اقتراحها، اتضح أن مدير حملتها أدرج ضريبة الشيخوخة في البيان في اللحظة الأخيرة من دون استشارة أي شخص. هذا أثار القلق بشأن أسلوب قيادتها. رابعًا، تعامل المحافظون مع ناخبيهم بازدراء، فكانت خطاباتهم مملة كرروا فيها الشعارات نفسها.
واعتبرت ماي أن الانتخابات "ضمان اليقين والأمن لسنوات مقبلة"، لكن إدارتها هذه الحملة الكئيبة بهذا الأسلوب ضمنت لها عكس ما أرادت.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "إيكونومست". الأصل منشور على الرابط:
http://www.economist.com/
التعليقات