الرباط: قال رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، إن لقاء الأمانة لحزب العدالة والتنمية لم يتطرق لموضوع حراك الريف بشكل موسع، مؤكدا في الآن ذاته، أنه "كانت هناك إشارة إلى التطورات الجارية في الملف".
وأضاف العثماني ، في تصريح لـ"إيلاف المغرب"، عقب مغادرته مقر حزب العدالة والتنمية قبل قليل، ردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك بوادر لإيجاد حل لملف "حراك الريف": "ليس بعد ولكن دعوا هذا اليوم يمر ويحن الله"، وذلك في إشارة إلى أن هناك تحركات ومساعي لإيجاد حل لملف الاحتجاجات.
وكشف رئيس الحكومة المغربية أن زيارته المرتقبة لمدينة الحسيمة ومنطقة الريف التي أعلن عنها الأسبوع الماضي، لم يتم برمجتها بعد، حيث قال "مازلت لم أقرر بعد".
وتأتي تصريحات العثماني لتؤكد ما سبق ونشرته "إيلاف المغرب" نقلا عن مصادرها الخاصة، بكون حل ملف احتجاجات الريف بات قريبا، وأن مساعي الوساطة جارية بشأنه وتعرف تقدما.
من جهته، رفض ابن كيران أن يفصح عن أي شيء بخصوص ما دار بين أعضاء الأمانة العامة للحزب خلال اللقاء، كما امتنع عن الرد على مستشار العاهل المغربي فؤاد عالي الهمة، الذي خرج بتصريح قوي ضد ابن كيران حول تسريب خبر زيارته له ببيته في حي الليمون بالرباط، مجددا التأكيد على موقفه السابق بأن "لا تعليق لديه حول الموضوع".
واكتفى أمين عام الحزب القائد للتحالف الحكومي، بالتعليق عقب مغادرته مقر الحزب في تصريح صحافي، على استضافته لوالدي متزعم "حراك الريف" ناصر الزفزافي، مذكرا بما تداوله معهما في اللقاء، حيث قال تحدثت معهما عن "أصالة انتماء أهل الريف الأشاوس الذين كانوا دائما في مقدمة الدفاع عن الوحدة الترابية لبلادهم ولا في موقفهم من الملكية وجلالة الملك".
وأضاف ابن كيران أنه قال لوالدي متزعم "حراك الريف": "أن تكون لديكم ملاحظات على الحكومة أو تكون مقصرة بخصوص "حراك الريف" فهذا أمر مقبول ولا يوجد أي مشكل فيه"، وذلك في ما اعتبر انتقادا مبطنا من ابن كيران لحكومة العثماني وتدبيرها لملف احتجاجات الريف.
وتأتي تصريحات ابن كيران، بعد يوم واحد على تنظيم مسيرة وطنية حاشدة بالرباط للتضامن مع "حراك الريف" والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها الحسيمة والمدن المجاورة لها، منذ وفاة بائع السمك محسن فكري، الذي قضى طحنا داخل شاحنة لتدوير النفايات نهاية أكتوبر الماضي.
وعكس ما كان متوقعا، أنهت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في وقت وجيز اجتماعها الذي عقدته بعد زوال اليوم الإثنين، برئاسة ابن كيران، وحضور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، دون أن يسفر ذلك عن إعلان أي مواقف رسمية للحزب بخصوص التطورات التي تعيشها الساحة الوطنية.
وأكد أكثر من مصدر من داخل الأمانة العامة للحزب الذين حضروا الاجتماع أنه انعقد في ظروف عادية، وجرى الاتفاق على عقد عدد من اللقاءات المتواصلة في غضون الأيام والأسابيع المقبلة.
وقال أحد أعضاء الأمانة العامة للحزب لـ"إيلاف المغرب" عقب خروجه من الإجتماع، إن الحزب "لن يصدر أي بيان بخصوص ما دار في الاجتماع "، الأمر الذي يؤكد أن اللقاء لم يسفر عن أي نتائج تذكر ، ويضفي المزيد من الغموض حول ما يجري في البيت الداخلي لحزب العدالة والتنمية.
التعليقات