اجتمع وزراء خارجية مصر والبحرين والإمارات والسعودية اليوم في القاهرة لمناقشة التدخل القطري ودعمه الإرهاب مؤكدين أن قطر قدّمت ردًا سلبيًا على مطالب الدول الأربع المقاطعة.
إيلاف من القاهرة: أصدر وزراء خارجية الدول المقاطعة لقطر، بيانًا مشتركًا، بعد دراسة الرد على رفض قطر المطالب العربية. وعقدوا مؤتمرًا صحافيًا، اليوم الأربعاء للغاية.
تلا سامح شكري وزير الخارجية المصري البيان، وقال إن التنسيق جار باستمرار بين الدول الأربع لتعزيز الأمن القومي العربي، لافتًا إلى أن الاجتماع تناول مستجدات الأزمة مع قطر، بالتزامن مع تلقي رد دولة قطر على ما طرحته الدول الأربع. وأوضح شكري أن البيان الخاص بالاجتماع يحدد موقف الدول الأربع، وليس ردًا على الرد القطري.
لا تحتمل تسويفًا
أضاف: "أولًا: مصر والإمارات والسعودية والبحرين اجتمعت لوقف دعم قطر للإرهاب والتدخلات في الشؤون الداخلية للدول، وتأثير ذلك على الأمن القومي العربي، ثانيًا: التأكيد على أن موقف الدول الأربع يستند إلى المواثيق الدولية ومواثيق الجماعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وثالثًا: التشديد على ضرورة مكافحة الإرهاب، وتوفير الملاذات الآمنة لهم، وإيقاف خطاب التحريض على العنف، والالتزام الكامل باتفاق الرياض في العام 2014، رابعًا: الالتزام بمخرجات القمة العربية الإسلامية الأميركية في الرياض، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتحميل مسؤولية المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب".
وأكد بيان الدول الأربع في بنده الخامس: أن "دعم الإرهاب ليس قضية تحتمل التسويف، المطالب التي قدمت لدولة قطر جاءت لحماية الأمن القومي العربي ومكافحة التطرف والإرهاب، وتوفير الظروف الملائمة للتسوية السياسية في المنطقة، ومواجهة الدور التخريبي الذي تقوم به قطر".
الوقت حان
وأوضح شكري أن "قطر تخالف القانون الدولي بدعم التطرف والإرهاب، ما يهدد أمن المنطقة، وأن الدول الأربع شكرت أمير الكويت على مساعيه وجهوده لحل الأزمة مع قطر، لكن ما أظهرته قطر من رد سلبي لم يتعامل بجدية مع مطالب الدول الأربع". أضاف وزير الخارجية: "أكدت الشعوب في الدول الأربع ضرورة أن تتغلب الحكمة، وتتخذ قطر القرار الصائب، وأن الوقت حان لمحاربة التطرف والإرهاب".
وأعربت الدول الأربع عن تقديرها الموقف الحاسم في القمة الأميركية، بعدم إمكانية التسامح مع من يدعم الإرهاب. واتفقت الدول الأربع على عقد الاجتماع المقبل في المنامة. وقال شكري إن مصر مستمرة في تقديم التضحيات، إزاء ما تتعرض له من إرهاب ضد الجيش والشرطة، وتصديها مستمر للكيانات الإرهابية.
وزير الخارجية الإماراتي: لدينا أزمة كبيرة
من جهته قال عبدالله بن زايد، وزير الخارجية الإماراتي: "لدينا أزمة كبيرة مع قطر، ونواجه مشكلة في مكافحة التطرف والإرهاب"، مشيرًا إلى أن "الدول العربية عليها القيام بكل جهد ممكن لإخلاء المنطقة من الإرهاب".
أضاف: "المنطقة عانت الكثير من الفوضى والتدمير، بسبب دعم الإرهاب، وعلينا عدم تضييع الفرص، وأمامنا الكثير لتقديم مستقبل أفضل لبلادنا وحياتنا". وقال: "علينا تفعيل جميع آليات مكافحة الإرهاب وتمويله، ونحن كدول لدينا القدرة على مكافحة الإرهاب"، مضيفًا: "نشكر الحكومة المصرية على استضافتنا لتقديم رؤيتنا بشأن قطر".
الجبير: إيران دولة معزولة
أما وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، فاعتبر أنَّ إيران هي الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم، وكل من يتعامل معها فالنتيجة تأتي سلبية.
وأضاف الجبير خلال المؤتمر الصحافي أن إيران دولة شبه خارج القانون الدولي، ودولة معزولة في العالم، وليس من الغريب أن تحاول التقرب من قطر.
خالد بن حمد: لا تسرع في القرارات
في حين قال وزير خارجية البحرين، خالد بن حمد آل خليفة، إن" قرار تعليق عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي سيصدر من المجلس وحده".
أضاف خليفة، في المؤتمر الصحافي إن "اجتماع اليوم تنسيقي، وقراراتنا لن تكون متسرعة، بل واضحة ومدروسة"، وتابع: "جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، وأضرت بمصر ودول الخليج، واستباحوا دماء شعب مصر"، مشيرًا إلى أن "من يظهر انتماؤه إلى تلك الجماعة ستتم محاكمته فورًا بتهمة الانتماء إلى الإرهاب".
نص البيان المشترك لوزراء الخارجية
تنشر "إيلاف" نص البيان المشترك لوزراء خارجية الدول المقاطعة لقطر الذي جاء فيه:
اجتمع وزراء خارجية جمهورية مصر العربية والممكلة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين في القاهرة في 5 يوليو 2017، للتشاور حول الجهود الجارية لوقف دعم دولة قطر للتطرف والإرهاب وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية والتهديدات المترتبة على السياسات القطرية للأمن القومي العربي وللسلم والأمن الدوليين.
تم التأكيد على أن موقف الدول الأربع يقوم على أهمية الالتزام بالاتفاقيات والمواثيق والقرارات الدولية والمبادئ المستقرة في مواثيق الامم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي واتفاقيات مكافحة الارهاب الدولي مع التشديد على المبادئ الآتية:
1 ـ الالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب بكافة صورهما ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة.
2ـ إيقاف أعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف كافة.
3ـ الالتزام الكامل باتفاق الرياض لعام 2013 والاتفاق التكميلي وآلياته التنفيذية لعام 2014 في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
4ـ الالتزام بمخرجات القمة العربية الإسلامية الأميركية كافة التي عقدت في الرياض في مايو 2017.
5ـ الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول ودعم الكيانات الخارجة عن القانون.
6ـ كل دول المجتمع الدولي مسؤولة في مواجهة كل أشكال التطرف والإرهاب بوصفها تمثل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.
وأكدت الدول الأربع أن دعم التطرف والإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ليس قضية تحتمل المساومات والتسويف، وأن المطالب التي قدمت لدولة قطر جاءت في إطار ضمان الالتزام بالمبادئ الستة الموضحة أعلاه وحماية الأمن القومي العربي وحفاظ السلم والأمن الدوليين ومكافحة التطرف والإرهاب وتوفير الظروف الملائمة للتوصل إلى تسوية سياسية لأزمات المنطقة والتي لم يعد ممكنًا التسامح مع الدور التخريبي الذي تقوم دولة قطر فيها.
وشددت الدول على أن التدابير المتخذة من قبلها جاءت نتيجة لمخالفة قطر التزاماتها بموجب القانون الدولي ودعمها التطرف والإرهاب ما ترتب على ذلك تهديدات للأمن القومي العربي.
في هذا السياق أعربت الدول الأربع عن تقديرها الموقف الحاسم الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن ضرورة الإنهاء الفوري لدعم التطرف والإرهاب والقضاء عليه وعدم إمكانية التسامح مع أي انتهاكات من أي طرف في هذا الشأن.
التعليقات