رفضت القوات العراقية تقارير بريطانية أشارت اليوم الى مقتل 40 ألف مدني خلال عمليات تحرير مدينة الموصل مؤكدة أن عدد الضحايا المدنيين بلغ 1429 شخصًا انتشلوا من بين الانقاض.. فيما تمكنت القوات من تحرير قرية غرب الموصل وسط دعوات برلمانية بالتعجيل في تحرير قضاء تلعفر الشمالي.
إيلاف من لندن: قالت القوات العراقية المشتركة إن خلية الاعلام الحربي والناطقين الرسميين مستمرون بايصال المعلومات الى الرأي العام من خلال بياناتها وتصريحات اعتمدت على الدقة في النقل لكنه "في غمرة انتصارات العراق التي ابهرت العالم تطل علينا تقارير ﻻ نستطيع القول انها اخبارية لكونها لم تنقل المعلومات بصورة دقيقة عن اعداد الضحايا من المدنيين خلال عمليات التحرير يبدو ان الذين كتبوا هذه التقارير تغاضوا عن الحقائق في كون هذه المعارك تأخرت بسبب الحفاظ على الأبرياء وحيث إن القيادات أكدت ولأكثر من مرة ان تحرير الانسان قبل تحرير اﻻرض" كما قالت في بيان صحافي الخميس تابعته "إيلاف".
وأكدت أن "الاحصائيات الرسمية الصادرة عن مديرية الدفاع المدني وهي الجهة المسؤولة عن هذا الموضوع بينت ان الجثث التي تم انشالها خلال عمليات تحرير الموصل بلغت 1429شهيدا وإنقاذ 102 مواطن من الأحياء السكنية فيما تم اخلاء 200عائلة وهذا اﻻمر يدعو الى الوقوف امام ادعاءات غير صحيحة ﻻ نعرف الام استندت وهل كاتبو هذه التقارير كانوا في المعركة ويعدون بأيديهم اعداد الضحايا وذكروا أن عددهم في عملية تحرير الجانب اﻻيمن للموصل بلغت 40 ألف شخص اضافة الى ان هذه التقارير لم تذكر ان هؤلاء الضحايا رغم عدم دقة الأرقام كان من بينهم الفارون من ظلم داعش وسقوط الهاونات على الأبرياء واستخدامهم دروعا بشرية فضلا عن تفخيخ المنازل من قبل عناصر تنظيم داعش واستهدافهم المواطنين ايضا بالأحزمة الناسفة والقناصين وقد قامت القوات الامنية بإخلائهم وتقديم الدعم الصحي لهم.
وأكدت القوات أن "قطعاتها العسكرية قتلت اكثر من 30 ألف ارهابي".. وتساءلت قائلة: "هل يحسبون قتلى عصابات داعش الارهابية على انهم من الضحايا المدنيين؟".
وجاءت هذه التوضيحات ردا على ما نشرته صحيفة "آي" البريطانية الخميس بأن أكثر من 40 ألف مدني قتلوا في معركة تحرير مدينة الموصل مشيرة إلى أن عدد القتلى أكثر بكثير مما قدرته بعض الجهات الحكومية فيما أكدت أن المعاناة الإنسانية في المدينة لا توصف.
وفي تقرير للصحيفة كتبه مراسلها "باترك كوبيرن فقد اشار الى ان "أكثر من 40 ألف مدني قتلوا في معركة تحرير الموصل المدمرة وذلك تبعاً لتقارير استخباراتية حيث عدد القتلى أكثر بكثير مما قدرته بعض الجهات الحكومية".
وقالت إن "العراقيين في المدينة المحاصرة قتلوا من قبل القوات العراقية التي كانت تهدف إلى دفع المقاتلين إلى خارج المدينة وجراء الضربات الجوية ومن قبل مقاتلي تنظيم داعش تبعاً لمصادر استخباراتية كردية" على حد قولها.
العبادي: بقايا النظام السابق انتجوا داعش
واليوم كشف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال احتفال في بغداد لتكريم عائلات شهداء الحرب ضد داعش عن رفضه ما اسماها بمقايضات تقضي بالسماح لعناصر داعش بالهروب حتى لا يعودوا مرة اخرى.. وقال "اننا تمكنا من تحرير الموصل رغم معارضة وتشكيك البعض وقررنا عدم الانجرار للمهاترات السياسية وعملنا بصمت ونجحنا بتوحيد الجهود لمحاربة داعش وايجاد تعاون وتنسيق بين البيشمركة والجيش لالحاق الهزيمة بداعش وتحرير الارض وحيث تغيرت صورة الجيش واصبح مرحبا به في كردستان".
وشدد على ان العراق انتصر بتضحيات الشهداء والجرحى وعوائلهم المضحية وهم صناع النصر بحق وقال "ان واجبنا رعاية عوائل الشهداء والجرحى وتكريمهم ونحن واياهم نفخر بهؤلاء الابطال الذين حققوا الانتصارات الكبيرة ودافعوا عن الارض والعرض والانسان بمنتهى الايثار والاستعداد لتقديم مزيد من التضحيات".. مؤكدا ان افضل تكريم لهم هو بناء الدولة وتحقيق العدالة".
واتهم العبادي من اسماهم بقايا النظام المباد بإنتاج تنظيم داعش.. وقال انه لم يكن لولا الدعم والتسهيلات التي قدمت له نافيا الارقام المضخمة للضحايا التي يروج لها لتحقيق أهداف مشبوهة".
تحرير قرية غرب الموصل ودعوات لبدء تحرير تلعفر
واليوم تمكنت قطعات الجيش والحشد المحلي والشرطة في محافظتي نينوى وصلاح الدين من استعادة السيطرة على قرية "امام غربي" جنوب الموصل واعادة فتح طريق الشرقاط - القيارة القديم.
وقالت قيادة الحشد الشعبي في بيان ان قوات اللواء خمسين في الحشد مع القوات الأمنية قد حررت اليوم قرية امام غربي جنوب القيارة من قبضة تنظيم داعش الذي كان سيطر عليها مؤخرا وباشرت بعمليات تمشيط وتطهير المنطقة من جيوب التنظيم ورفع العبوات الناسفة.
ومن جانبها قالت القوات العراقية إنه استنادا لمعلومات خلية استخبارات وأمن عمليات قادمون يانينوى فقد نفذت طائرات F16 العراقية ضربات جوية أسفرت عن تدمير مخزن للأسلحة والاعتدة تابع لتنظيم داعش وإحراق اعداد كبيرة من الأسلحة والمواد المتفجرة التي كانت داخله في الحي العسكري بقضاء تلعفر شمال غرب الموصل كما تم تدمير مقرين وقتل مايقارب 6 ارهابيين في ناحية العياضية - شمال تلعفر التي يحتلها تنظيم داعش.
وحول ضرورة الاسراع بتحرير قضاء تلعفر فقد أكد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري اليوم ان هذه المدينة تلعفر تمثل جسرا عراقيا بما تشكله من تنوع وتعدد حيث عانت اقسى الأوضاع بعد احتلالها من قبل داعش وحرصه على الاحتفاظ بها لما تشكله من موقع جغرافي مهم وقد آن الاوان ان يبدأ الزحف العراقي نحوها وتخرج من هذا النفق وتكسر هذا القيد وتتنفس هواء الحرية وتبدأ مرحلة الإعمار فيها والحفاظ على تنوعها العراقي ولونها الوطني.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في الوقفة الاحتجاجية التي نظمها عدد من النواب والشخصيات للمطالبة بالاسراع بتحرير تلعفر من وقال "ان الجيوب التي اختارها التنظيم الارهابي لتكون مقبرته الاخيرة ستكون هدف قواتنا المحررة بعد ان طهرت جانبي الموصل وأسقطت خرافته المزعومة وتستعد لمعاركها الاخيرة في تلعفر والحويجة والشرقاط وغرب العراق وجميع الجحور التي اختبأت فيها فلول الشر ".
وأكد بالقول "قلوبنا مع اهلنا المحاصرين في تلعفر ومع اهلنا المهجرين منها والذين يترقبون العودة السريعة اليها بعد ان عانوا وطوال ثلاث سنوات من الظروف القاسية في مناطق النزوح".
وتلعفر من المدن التركمانية الشيعية العريقة ويقع على بعد 70 كم شمال غربي الموصل وهي من كبرى المدن في محافظة نينوى ويبلغ عدد سكانها حوالى نصف مليون نسمة ومساحتها 28 كيلومترا مربعا وتبعد عن غرب الموصل حوالى 45 كيلومترا وعن جنوب الحدود العراقية التركية بحوالى 55 كيلومترا وعن شرق الحدود العراقية السورية بحوالى 60 كيلومترا.
ويتبع قضاء تلعفر 3 نواح وهي: ناحية ربيعة وتسكنها عشيرة شمر وناحية زمار وتتكون من 78 قرية: 49 قرية عربية و29 قرية كردية وناحية العياضية ويسكنها خليط من العرب والتركمان واقلية من الاكراد.
التعليقات