عمان: دعا الاردن والامارات السلطات الاسرائيلية الى فتح المسجد الأقصى "كليا وفورا" أمام المصلين في القدس واحترام الوضع القائم في المدينة، على ما افاد مصدر اردني رسمي الجمعة.

وأكد وزير خارجية الاردن أيمن الصفدي ووزير الخارجية والتعاون الدولي الاماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان خلال اتصال هاتفي بينهما مساء الخميس، "ضرورة فتح المسجد الأقصى كليا وفورا أمام المصلين".

كما شددا بحسب وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) على ضرورة "احترام اسرائيل الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات".

وحض الوزيران المجتمع الدولي على "بذل جهود سريعة وفاعلة لإنهاء التصعيد وتطويق الأزمة عبر ضمان احترام اسرائيل التزاماتها القانونية والدولية والغاء كل اجراءاتها الاحادية".

وحذر الصفدي مساء الخميس خلال اتصال هاتفي مع الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغريني من "عواقب استمرار التوتر الذي يجب تطويقه عبر احترام اسرائيل الوضع التاريخي والقانوني القائم وفتح المسجد الأقصى بشكل كامل وفوري".

وتعترف اسرائيل بموجب معاهدة السلام الموقعة مع الاردن عام 1994 بوصاية المملكة على المقدسات في مدينة القدس التي كانت تخضع اداريا للاردن قبل احتلالها عام 1967.

ومنعت الشرطة الاسرائيلية الجمعة الرجال دون سن الخمسين من دخول البلدة القديمة في القدس حيث تزداد حدة التوتر بعد التدابير الامنية التي فرضتها اسرائيل للدخول الى الحرم القدسي.

وتصاعدت حدة التوتر حول المسجد الاقصى بعدما ثبتت الشرطة الاسرائيلية آلات لكشف المعادن عند مداخله، عقب اعتداء وقع على مقربة منه وأسفر عن مقتل عنصري شرطة. 

وأثارت الاجراءات الاسرائيلية غضب الفلسطينيين وغيرهم من المسلمين الذين رأوا أن الدولة العبرية تحاول إحكام سيطرتها على الموقع.

الابقاء على كاشفات المعادن في الاقصى 

وأعلنت الشرطة الاسرائيلية صباح الجمعة انها ستبقي على البوابات لكشف المعادن التي وضعت الاسبوع الماضي امام مداخل المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة لكنها أشارت في الوقت نفسه الى ان لديها صلاحية استخدامها بشكل محدود.

وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا سمري في بيان انه بناء على قرار الحكومة الاسرائيلية فأن "بوابات كشف المعادن ستبقى في مكانها. وفي الوقت نفسه، فان لدى الشرطة صلاحية اتخاذ القرار حول مستوى التدقيق الامني الذي ستقوم به عبر هذه البوابات"، مشيرة الى ان الشرطة ستتصرف استنادا الى تقييمها للوضع وللضرورة.

وأعلنت الشرطة ايضا منع الرجال دون سن الخمسين من دخول البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة لاداء الصلاة مع ازدياد حدة التوتر بسبب التدابير الامنية التي فرضتها اسرائيل للدخول الى الحرم القدسي.

وتزايدت الدعوات الى "جمعة غضب" مع رفض الفلسطينيين منذ الاحد الماضي أداء الصلاة داخل المسجد احتجاجا على الاجراءات الاسرائيلية التي فرضت الجمعة الماضي بعد هجوم قتل خلاله شرطيان اسرائيليان وثلاثة مهاجمين من عرب إسرائيل.

وفرضت السلطات الإسرائيلية التدابير بعد قرار غير مسبوق بإغلاق باحة الأقصى أمام المصلين ما أثار غضب المسلمين وسلطات الأردن الذي يشرف على المقدسات الإسلامية في القدس.

وأغلقت القوات الإسرائيلية أجزاء من القدس الشرقية السبت وبقي المسجد الأقصى مغلقا حتى ظهر الاحد عندما فتح بابان من أبوابه أمام المصلين بعد تركيب أجهزة لكشف المعادن، فرفض مسؤولون من الأوقاف الاسلامية الدخول الى المسجد وأدوا الصلاة في الخارج.

ويضم الحرم القدسي المسجد الاقصى وقبة الصخرة، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.

ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق) الواقع أسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو أقدس الأماكن لديهم.

وتسمح السلطات الإسرائيلية لليهود بزيارة الباحة في أوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة هناك.

ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى المسجد الاقصى وممارسة شعائر دينية والمجاهرة بانهم ينوون بناء الهيكل مكانه.

وتشهد الأراضي الفلسطينية واسرائيل موجة عنف تسببت منذ الاول من اكتوبر 2015 بمقتل نحو 284 فلسطينيا بينهم عرب من اسرائيل و44 إسرائيليا وأميركيين اثنين وأردني وأريتري وسوداني وفق تعداد لوكالة فرانس برس.