"لقد علمتنا الصحراء أن نصبر طويلًا حتى ينبت الخير".. هذا ما قاله الأب زايد، وهو ما يسير عليه الابن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فقد عاصر ولي عهد أبوظبي مراحل بناء الدولة كافة، وتشبّع من روح الأب والإمارات، وهي الروح التي تقوم على القوة الناعمة، ومد يد الخير إلى شعوب المنطقة كافة.

 إيلاف من دبي: ما يحسب لولي عهد أبوظبي في عهد رئيس الدولة الشيخ خليقة بن زايد، أنه تمكن من نقل الإمارات من مرحلة القوة الناعمة إلى التأثير القوي في المحيطين الخليجي والعربي، بل والشرق أوسطي. 

فقد كان للإمارات حضورها القوي في التصدي لمحاولات إيران التغلغل في البحرين، كما وقف بكل قوة وحزم في مواجهة المشروع الإخواني في المنطقة، وساند الشرعية في اليمن، وتحالف مع الشريك القوي المملكة العربية السعودية، ووقف إلى جانب مصر لكي تعود درعًا للأمة، وها هو يواجه مع حلفاء المصير في السعودية ومصر الأجندة القطرية التي تثير الفرقة بين أبناء الخليج في ظل التحالف مع قوى خارجية مثل إيران وتركيا.

بعيدًا عن توهج الجانب السياسي في شخصية محمد بن زايد، فقد كان له دور كبير في تعزيز روح الاتحاد داخل الإمارات مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، فقد عملا على تطبيق مقولة المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي قال :"إن أي دولة متماسكة ومستقرة ولا تعرف الخلافات أو الإنقسامات في الداخل، فإنه لا يهمها أي شيء يأتي من الخارج".

10 أشياء مؤثرة قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال السنوات الماضية تجعل منه نجمًا ساطعًا في سماء السياسة الخليجية والعربية.

(1)
بناء جيل واعد


اهتمت الإمارات برئاسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وولي عهده الشيخ محمد بن زايد ببناء جيل إماراتي شاب يمكنه تحمل مسؤولية الحاضر والمسقبل على المستوى التنفيذي، وهو ما تجلى في حصول هؤلاء الشباب على أفضل مستويات التعليم في الداخل والخارج، فكانت الثمرة في ظهور وجوه شابة أثبتت نجاحها في مختلف المجالات.

(2)
عقلية المستقبل


بعقلية تبحث عن المستقبل، لم يتردد الشيخ محمد بن زايد في الإعتراف بأن الإمارات لن تعتمد في المستقبل على "برميل النفط" وأكد أن المواطن الإماراتي هو "نفط الوطن"، وأطلق مقولته الشهيرة "اليوم نفكر ونخطط لخمسين سنة قادمة من أجل مصلحة أجيال المستقبل"، وأصبحت الإمارات واحدة من الدول التي أدخلت الطاقة الشمسية، وظهرت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، وهي مؤشرات تؤكد التمسك بالتنمية المستدامة.

(3)
خدمة عسكرية إلزامية


إنتقلت الإمارات من دولة رفاه تقدم إلى المواطن كل مقومات الحياة والرفاهية، إلى بلد يضمن هذه المكتسبات، ولكنه في الوقت عينه يجعل من المواطن جنديًا يدافع عن ترابه، فكان قرار الخدمة العسكرية الإلزامية الذي تفاعل معه شباب الوطن بكل حماسة.

(4)
درع الجزيرة


كان الشيخ محمد بن زايد حاضرًا في حرب الخليج، ثم شريكًا للسعودية في درع الجزيرة للتصدي للتدخلات الإيرانية في البحرين، ليتأكد للجميع أن الخيار العسكري الذي لا تفضله الإمارات يتم اللجوء إليه حينما يتعلق الأمر بمصير ووجود الكيان الإماراتي والخليجي.

(5)
إسقاط أيديولوجية الإخوان


بعدما نجحت الإمارات في التصدي بكل حزم للمشروع الإخواني، سواء على أراضيها أو كذلك في مصر، ارتفعت أسهم محمد بن زايد بقوة، وأصبح نجمًا سياسيًا لامعًا، وأدرك الجميع أن ولي عهد أبوظبي كان سباقًا في التحذير والتصدي للمشروع الإخواني الذي كان يحمل في طياته ما يكفي من أسباب لخراب المنطقة.

(6)
مصر وصية أب


أصبحت زيارات الشيخ محمد بن زايد لمصر في السنوات الماضية أمرًا معتادًا يؤشر إلى وقوفه إلى جانب مصر سيرًا على وصية الأب، حيث أكد أن مصر وجيشها من دروع الأمة، ويجب أن تستعيد القاهرة مكانتها لمصلحة الجميع، وتنوع الدعم الإماراتي لمصر في فترة ما بعد التجربة الإخوانية التي كادت تمزّق الأمة، بين الإقتصادي والمعنوي بصورة أسرت قلوب المصريين.

(7)
الشرعية في اليمن


ذهبت الإمارات إلى اليمن للوقوف إلى جانب السعودية في عاصفة الحزم للتصدي للتمدد الإيراني في المنطقة وإعادة الشرعية إلى اليمن، فقد كان القرار ضروريًا وفقًا لاستراتيجية الدفاع عن الكيانين الإماراتي والخليج بضربات إستباقية، حتى لو إقتضى الأمر الدفاع عن الوطن خارج حدوده.

(8)
مع سلمان الحزم


حرص الشيخ محمد بن زايد على تقوية التحالف مع السعودية باعتبارها القوة الخليجية الكبيرة، وتعززت الرؤية المشتركة بين أبوظبي والرياض في القضايا كافة، فقد أدركا وحدة المصير، وهما الركيزة الأساسية في تعزيز قوة الكيان الخليجي، وهي رؤية "سلمان الحزم" نفسها.

(9)
كشف أجندة قطر


بعدما نفذ صبر الرياض وأبوظبي من مماطلات الدوحة في العودة إلى الصف الخليجي، قرر الشيخ محمد بن زايد كشف الحقائق كافة التي تتعلق بالأجندة القطرية، وأصبحت المواجهة السياسية والإقتصادية أمرًا حتميًا، فكان قرار مقاطعة الدوحة أمرًا لا مفر منه، حرصًا على سد هذه الثغرة التي تهدد الكيان الخليجي.

(10)
حوار الحضارات


في زيارته للفاتيكان في منتصف سبتمبر الماضي نجح محمد بن زايد في رسم صورة حضارية للعالم الإسلامي، وأرسى قواعد جديدة في حوار الأديان والحضارات، وفي سابقة تاريخية جلس البابا مع محمد بن زايد 40 دقيقة، كما يحرص ولي عهد أبوظبي على الإشادة الدائمة بدور الأزهر، وما بين زيارة الفاتيكان وحفاوته باستقبال الدكتور أحمد الطيب وصلت رسالة "أبو خالد" التي تقول إنه حريص على الإسلام المعتدل البعيد عن الأجندات السياسية والعنف والإرهاب.