الدار البيضاء: كرمت جهة (منطقة) الدار البيضاء بشراكة مع جمعية الوصل أزيد من 20 شخصية من أبنائها المهاجرين، والذين تألقوا في مجالات مختلفة كريادة الأعمال والفكر والثقافة والرياضة والعمل الجمعوي، وذلك خلال حفل فني احتضنه مقر جهة الدار البيضاء، المبنى التاريخي المعروف بمعماره الأصيل وزخارفه التقليدية في حي الأحباس قرب القصر الملكي،مساء امس ، في إطار احتفال المغرب بيوم المهاجر. 

وتخلل الحفل الذي حضره عشرات المهاجرين المتحذرين من الدار البيضاء، معزوفات أندلسية وعروض فكاهية، إضافة إلى توزيع الجوائز على المهاجرين الذين جرى تكريمهم.

وقال صلاح المانوزي، رئيس جمعية الوصل "إن تنظيم هذا الملتقى، بمبادرة الجمعية وشراكة مع مجلس الجهة، نابع من قناعتنا المشتركة بضرورة إيجاد صيغ متقدمة لإشراك مغاربة العالم في تنمية جهتهم". واضاف المانوزي أن هجرة البيضاويين حديثة مقارنة مع مناطق الشمال والجنوب المغربي، غير أنها تتقاسم معها عدة مميزات، خاصة كونها هجرة عائلية ونسائية وشبابية وذات كفاءات وخبرات عالية، وتشمل أزيد من 100 بلد.

وأوضح المانوزي أن هدف هذا الملتقى هو المساهمة في تعميق علاقة المهاجرين بالوطن، وقال "ما يحفزنا هو أن نجعل من هذا اليوم قوة تفاعلية واقتراحية. وبهذا الصدد نحن بصدد تحضير كتاب حول مغاربة العالم المنحدرين من جهة الدار البيضاء".

من جانبه ، أشار عبد الحميد جماهري، نائب رئيس مجلس جهة الدار البيضاء إلى الشعور المتبادل بين المهاجرين وباقي المغاربة والروابط القوية المتبادلة بين مغاربة العالم ووطنهم الأم. وقال جماهري موجها كلامه للمشاركين في الحفل "أنتم لستم فقط سفراء للمغرب في الخارج، بل أنتم الجينات التي زرعها المغرب في كل تراب العالم، أنتم حملة الحضارة المغربية، ونعول عليكم في التعريف بقيمه الإنسانية المنفتحة، قيم التسامح والتعايش. كما نعول عليكم في تخصيب الحضارة المغربية بما تأتوننا به من قيم كونية وإنسانية، وأيضا في تخصيب الحضارات الأخرى في بلدان الاستضافة بما تحملونه من جينات ثقافية وحضارية وإنسانية مغربية. فأنتم لستم مجرد سفراء، بل أنتم أكبر من ذلك. أنتم بلدكم وهو يتجول . أنتم المغرب وهو يتفتح ويبدع تحت سماء أخرى ، وأنتم بطبيعة الحال هويتنا الجماعية وحراس دارنا لا سيما المهاجرات اللواتي نحمل لهم حبا وتقديرا خاصين". 

واشار إسماعيل المغاري، مدير القسم الاجتماعي والثقافي والتربوي والشؤون القانونية لدى الوزارة المكلفة شؤون المهاجرين، أن العاهل المغربي الملك محمد السادس قرر خلال سنة 2003 تخصيص يوم 10 أغسطس من كل سنة للاحتفال بعيد المهاجر تكريسا للروابط القوية التي تربط المغرب بأبنائه عبر العالم. وأضاف أن هذا اليوم يخصص للتواصل مع مغاربة العالم، وتقييم البرامج والسياسات الحكومية الموجهة لهم. وأوضح أن اختيار هذا التاريخ جاء بتزامن مع العطلة الصيفية التي تعرف عبور زهاء مليونين من المهاجرين للحدود من أجل صلة الرحم وزيارة العائلات وقضاء العطلة في الوطن.

وأوضح المغاري أن الوزارة قررت وضع احتفالات هذا العام بعيد المهاجر تحت عنوان "الاستثمار"، مشيرا إلى أنه من دون استثمارات وخلق الثروات لا يمكن تحقيق الرقي والتنمية التي يصبو إليها المغاربة. وفي هذا السياق، أشار المغاري إلى أن الحكومة أحدثت صندوقا خاصا لدعم استثمارات المهاجرين، خاصة المشاريع التي تفوق كلفتها الاستثمارية مليون درهم (100 ألف دولار)، كما أحدثت بشراكة مع الإتحاد العام لمقاولات المغرب "برنامج الجهة 13” الموجه لمواكبة استثمارات المهاجرين في المغرب. واشار إلى إطلاق منصة إلكترونية للتوجيه والإرشاد في مجال الاستثمار ونسج الشبكات وربط الإتصالات.

وقال المغاري إن الوزارة المكلفة شؤون المهاجرين وضعت العديد من البرامج لفائدة مغاربة العالم، منها على الخصوص الجامعة الصيفية الموجهة للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة، إي إلى الجيل الثاني والثالث من المهاجرين، لضمان استمرار العلاقات والإرتباط بالوطن. إضافة إلى برنامج فتح المراكز الثقافية المغربية في بلدان وجود المهاجرين، التي تلعب دورا في التعريف بالثراث الثقافي المغربي، ليس فقط وسط المهاجرين بل أيضا وسط مواطني البلدان المضيفة. كما وضعت الوزارة برامج خاصة في مجال الخدمات والأعمال الإجتماعية، إضافة إلى توفيرالمساعدة القانونية للمهاجرين عبر التعاقد مع مكاتب محاماة متخصصة.

وأشار إلى أن المهاجرين المغاربة منتشرين في 180 بلدا عبر العالم مع تركيز كبير في أوروبا الغربية.