في 12 يناير/كانون ثاني عام 1976 نشرت مجلة نيوزويك في صدر غلافها عنوانا يقول :"الجنوب: الكلان تصعد أيضا". وفي ضوء الأحداث الأخيرة التي وقعت في شارلوتسفيل بفرجينيا والتي تورط فيها عنصريون بيض أعادت النيوزويك نشر القصة.

ويقول إعلان إذاعي: "هناك الآلاف من المنظمات التي تعمل من أجل مصلحة الأقليات ونحن بحاجة إلى منظمة تشعرهم بالمنافسة، تعالوا إلى تجمع الكلان".

ولكن جاء حشد الكو كلوكس كلان صغيرا بشكل مخيب للأمل، حيث تجمع نحو 350 شخصا في باتون روج في ولاية لويزيانا يتناولون المرطبات، ويسمعون الموسيقى، ويعرضون كتيباتها وزيها (غطاء الرأس والقناع) للبيع.

وعلى ظهر شاحنة بيضاء وقف ديفيد ديوك، أحد أبرز زعمائهم، محاطا بالحرس من الكو كلوكس كلان ليخطب في الحشد قائلا: "مساء الخير أيها البيض، لماذا نقف هنا في البرد في هذا المكان الذي يقف فيه الكثير من البيض اليوم؟"، وضم جمهوره لفيفا من الطلبة والعمال وأسرهم.

وأشارك ديوك في خطابه إلى "السود" ولكن الحشد رد عليه قائلا : " تقصد الزنوج أليس كذلك؟".

ولكن من هو ديوك؟

ولد ديفيد ديوك في يوليو/تموز من عام 1950، وهو قومي متطرف من دعاة تفوق الجنس الأبيض ورئيس حركة كو كلوكس كلان السابق، وكان قد أعلن عن دعمه الصريح لدونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية الماضية.

يعرف عن ديوك تطلعه للمناصب حيث نجح مرة واحدة فقط بعد تمكنه من نيل تمثيل ولاية لويزيانا في مجلس النواب مقابل فشله في الانتخابات الرئاسية التمهيدية في كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إضافة الى انتخابات مجلس الشيوخ في لويزيانا، ومجلس الشيوخ في الولايات المتحدة، كما فشل أيضا في الحصول على منصب حاكم الولاية.

ويقول ديوك: " للناس الحق الأساسي الإنساني بالمحافظة على حقهم في الحفاظ على تراثهم الخاص"، مشيرا في فيديو نشر في موقعه على الإنترنت: "أؤمن بالحقوق المتساوية لجميع الأمريكيين والاحترام الواجب لهم".

الكو كلوكس كلان
AFP
تأسست منظمة الكو كلوكس كلان في اعقاب الحرب الأهلية في عام 1865 على يد مجموعة من الضباط الذين حاربوا في صفوف جيش الجنوب الانفصالي في الحرب الأهلية الأمريكية

وأضاف قائلا: "ما يجعلني مختلفا هو أنني أيضا أطالب باحترام حقوق وميراث الأمريكيين من أصول أوروبية".

وخلال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية السابقة أعلن عن دعمه لترامب وقال : "أشعر بفرح غامر عندما أرى أن ترامب يتبنى معظم القضايا التي دافعت عنها. شعاري يظل: أمريكا أولا".

ولكن بعد الانتقادات التي وجهها الرئيس الأمريكي للعنصريين بعد الأحداث الأخيرة انقلب ديوك على ترامب وغرد قائلا له: "أنصحك بالنظر في المرآة بشكل جيد، وتذكر أن الأمريكيين البيض هم من أوصلوك إلى الرئاسة، لا اليساريين الراديكاليين".

وأضاف قائلا:" بعد عقود من استهداف البيض، تريد أن نقف معا كشعب واحد، وتهاجمنا، متسائلا: "هل ترامب يقف مع اليسار والمتطرفين الذين يختبئون خلف أعلام قوس قزح ؟ نفس الأشخاص الذين يهاجمون أنصاره؟".

وكان ديوك قد أقر بالذنب عام 2002 بسبب التهرب الضريبي، وقضى سنة في أحد السجون الفيدرالية.

بشار الأسد

كان ديوك قد غرد عن الرئيس السوري بشار الأسد قائلا: "سوريا بلد جميل، يتمتع بتاريخٍ غني وقائد مدهش. يجب أن يكون الرئيس الأسد حليفنا الوثيق فهو يحل المشكلات. الموت لداعش وجميع مؤيديها، هل لدى أمريكا أي مشكلة في ذلك؟".

وأضاف قائلا: "الأسد أحد أبطال العصر الحديث، يقف في مواجهة القوى الشيطانية التي تسعى لتدمير شعبه وأمته. بارك الله في الأسد!"

كما زار ديوك سوريا اكثر من مرة ولقي استقبالا حارا من قبل المسؤولين السوريين وله صورة تجمعه مع مفتى سوريا احمد بدر حسون.

صعود الكلان

ورغم أن مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI يقدر عددهم حاليا بنحو 2.200 موزعين على العديد من جماعات الكوكلوكس كلان إلا أن المكتب يعترف بأن العدد يتزايد بشكل كبير.

وقال جون بول روغرز من اتحاد الكلان الأمريكي: " إننا نقابل الكثيرين من الطبقة الوسطى، الأمريكيين البيض الذين قرروا أن يتحدوا، فأولئك الذين لم يكونوا يتحدثون إلينا أصلا قبل خمس سنوات باتوا يستوقفونني الآن في الطريق ليتحدثوا إلي".

ويعزو الكثيرون من قادة الكلان الاهتمام الذي تحظى بها الجماعة حاليا للصعوبات الاقتصادية الناجمة عن البطالة حيث بات الكثيرون يخشون على وظائفهم بسبب الأقليات.

ويقول روغرز: " كيف يمكن أن تقول لرجل أنه ليس بوسعه الحصول على وظيفة لأنه أبيض ثم تتحدث بعد ذلك عن الحقوق المتساوية".