أعلن والد المغربي موسى أوكبير، الذي قُتل مع مشتبه فيهم آخرين إثر الاعتداء الدامي في كامبريلس في إسبانيا، الجمعة لوكالة فرانس برس أنه تبلّغ مقتل ابنه من الشرطة، معربًا عن "صدمته".
إيلاف - متابعة: قالت الشرطة الكاتالونية إنّها تعرفت إلى هويات ثلاثة مغاربة قتلتهم بعد الاعتداء في كامبريلس (شمال شرق إسبانيا) هم موسى أوكبير (17 عامًا) وسعيد علاء (18 عامًا) ومحمد هشامي (24 عامًا).
تقبل التعازي
وفي منزل العائلة في قرية ملوية، التي تتحدر منها عائلة أوكبير، والواقعة في منطقة ريفية فقيرة في جبال الأطلس في وسط المغرب، كان الوالد سعيد أوكبير يتلقّى التعازي من الأقارب والسكان، بعد تلقيه نبأ مقتل ابنه.
قال لفرانس برس والدموع تملأ عينيه "الشرطة الإسبانية اتصلت اليوم (الجمعة) بوالدته الموجودة في إسبانيا لإخبارها بأنّ موسى مات". وكان الوالد محاطًا بأفراد العائلة والجيران والأصدقاء، فيما كانت هناك نساء يبكين. وأوضح الوالد أنّ زوجته تعيش في منطقة ريبول في شمال إسبانيا. وكان إدريس، شقيق موسى أوكبير، قد اعتُقل الخميس في ريبول مع ثلاثة أشخاص آخرين.
اضاف "لم يبد عليهما اي شيء يدل على تطرفهما. كانا يعيشان مثل كل الشبان من عمرهما ويرتديان ملابس مثلهم". تابع ان "موسى كان فتى لطيفا لا يؤذي احدا. كان يتابع دروسه بشكل طبيعي، ويفترض ان يحصل على البكالوريا في العام المقبل". وأوضح ان موسى "بدأ في الفترة الاخيرة يصلي (...) لكن الامر لم يتجاوز ذلك". الا انه اكد في الوقت نفسه ان ابنه "كان يافعا لم ينضج بعد وقد يكون خضع لتأثير" ما.
وقال سعيد اوكبير ان ابنه الثاني "ادريس ترك المدرسة في وقت مبكر ليعمل بنزاهة ويكسب قوت يومه". واضاف "انه اليوم بين يدي الله والشرطة ويخضع لتحقيق. آمل ان يقولوا انه بريء"، مؤكدا "لا اريد ان اخسر ابنيّ الاثنين".
واكد عم الشابين ان موسى "كان هادئا ومبتسما دائما. لم يكن يدخن ولا يشرب الكحول"، مؤكدا ان "كل المنطقة صدمت".
أمر لا يصدق
وقال الوالد سعيد أوكبير إنه "تحت تأثير الصدمة" بعد إعلان شرطة كاتالونيا أنّ ابنَيه مشتبه في علاقتهما بالاعتداءات في إسبانيا. وعبّر عن أمله في أن تتم "تبرئة" ابنه إدريس البالغ السابعة والعشرين. وكانت شاحنة دهست الخميس المارة في جادة في برشلونة، ما أدى إلى مقتل 14 شخصًا فضلًا عن عشرات الجرحى.
وبعد ثماني ساعات على هذا الاعتداء، دهست سيارة من نوع أودي آي 3 مارة على شاطئ كامبريلس على بعد 120 كلم جنوب برشلونة، ما أدى إلى مقتل امرأة وجرح عدد من المدنيين وشرطي. واصطدمت سيارة منفذي الاعتداء بسيارة لشرطة كاتالونيا التي قتلت خمسة اشخاص "يُشتبه في أنهم إرهابيون".
المحيط مصدوم
على بعد امتار من منزل عائلة اوكبير المتواضع المبني من الحجارة والطين، نصبت خيمة لاستقبال حفل زفاف مبدئيا مقرر منذ فترة طويلة، لكن الامسية تحولت الى سهرة حزينة.
وقال عبد الرحيم الذي يبلغ من العمر حوالى اربعين عاما، وهو احد اعمام الاخوين اوكبير ان "الحزن والالم حلا محل الفرح".
اما شقيقه ادريس (27 عاما) فقد اوقف الخميس في ريبول المدينة التي تضم نحو عشرة آلاف نسمة والقريبة من جبال البيرينيه، مع ثلاثة اشخاص آخرين.
بين ضفتين
ين قال احد سكان ملوية "نحن اناس بسطاء ومسالمون، لا نعرف التطرف ولا الارهاب". ويعتمد اقتصاد البلدة الواقعة في وسط المغرب ويشكل الامازيغ غالبية سكانها، بشكل اساسي على تربية الماشية والزراعة وتحويلات المغاربة المقيمين في اوروبا وخصوصا في فرنسا واسبانيا وايطاليا.
وقد سافر سعيد اوكبير ليجرب حظه على الضفة الاخرى من المتوسط في تسعينات القرن الماضي، الى منطقة جيرونا في كاتالونيا.
كان عمر ابنه ادريس الذي امضى طفولته في اغباله البلدة الريفية التي تضم 12 الف نسمة وتبعد نحو ثمانية كيلومترات عن مسقط رأسه، حينذاك عشر سنوات. وولد ابنه موسى الذي كان يفترض ان يحتفل بعيد ميلاده الثامن عشر في اكتوبر المقبل، في ريبول. وتعيش العائلة منذ ذلك الحين بين ملوية واغباله واسبانيا.
التعليقات