فيما أنهى وفد للمجلس الاعلى للاستفتاء في اقليم كردستان العراق الشمالي مفاوضات في بغداد، أكد رئيس الاقليم مسعود بارزاني اليوم أن الأكراد يريدون دولة مستقلة ولن يتنازلوا عن الاستفتاء تحت أي ضغط فيما طالب التركمان حمايتهم من هجمات اتهموا بها الأكراد بينما اثار تقسيم طائفي لمسؤولي مفوضية الانتخابات فوضى برلمانية في وقت صادق الرئيس معصوم على أحكام بالاعدام.

إيلاف من لندن: أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني اليوم ان وفد مجلس الاستفتاء المفاوض الذي انهى اليوم زيارة لبغداد لم تكن مهمته اعادة التفاوض بشأن الفيدرالية وحصة الإقليم من الميزانية المالية الاتحادية وانما لبحث مرحلة ما بعد الإستفتاء.. مشددا على عدم تأجيل الاستفتاء المزمع اجراؤه يوم 25 من الشهر المقبل "تحت أي ضغط".

وقال بارزاني في كلمة له خلال اجتماع مع وفد من نقابات نسائية وطلابية في أربيل "نحن بحاجة إلى وجود دولة كردستان مستقلة لنكون جيرانا جيدين مع العراق".. مضيفا "لقد حاولنا وبجميع الاشكال تحسين العلاقات مع بغداد إلا ان محاولاتنا باءت بالفشل".

وقال إن "وفدنا في بغداد لا يعيد التفاوض بشأن الفيدرالية أو قضايا الميزانية بل يفاوض بشأن الاستفتاء".. مؤكدا العمل على بناء "دولة وأمة كردية على أساس الديمقراطية والتعددية الدينية والعرقية" كما نقلت عنه وكالة "شفق نيوز" الكردية في تقرير اطلعت عليه "إيلاف" مؤكدا أنه "لن نؤجل الاستفتاء تحت أي ضغط". وقال متسائلا ان "أولئك الذين يقولون ان توقيت الاستفتاء ليس مناسبا نحن نقول ما هو التوقيت والبديل الأفضل"؟

وشدد بالقول "علينا ان نحسم الامر بين البقاء تحت حكم بغداد او ان نستقل".. مجددا تأكيده انه "سوف لا يكون هناك أي تأجيل للاستفتاء". وقال إن "أمامنا خيارين إما الاستقلال أو القبول بأن تحكمنا بغداد".

 

وفد المجلس الاعلى للاستفتاء في كردستان لدى وصوله الى بغداد

 

وأضاف انه "من المخجل على الحكومة الاتحادية في بغداد ان تتحدث عن الدستور وهي قد خرقت معظم بنوده". وأشار إلى أنّ "الدستور العراقي نص على ان وحدة العراق مرهونة بتطبيق بنوده". 

وتابع قائلا "سبق وأخبرتُ نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بأنني سأرى دولة كردستان وفي حياتي". وبالتزامن مع ذلك فقد دعت مفوضية انتخابات إقليم كردستان الأحزاب في الإقليم اليوم لتسمية مراقبيها لعملية الاستفتاء على الانفصال عن العراق.

يذكر أن الاستفتاء يواجه معارضة داخلية وخارجية واسعة حيث حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مؤخرا من المخاطر التي سيسببها الاستفتاء على العراق برمته ومن ضمنهم الأكراد مؤكدا ان الانفصال غير شرعي ولا دستوري مشددا على ان حكومته لن تتعامل معه. 

وخارجيا فقد رفضت ايران وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة والمانيا وفرنسا استفتاء اقليم كردستان.. كما اعرب الاتحاد الاوروبي عن تحفظه وحذره تجاه الاستفتاء وقال متحدث باسم خدمة العمل الخارجي الاوروبي في تصريح صحافي "إن المصلحة العامة للشعب العراقي ككل ستتحقق على أفضل وجه في عراق موحد تعمل فيه جميع الاطراف المختلفة معاً لتحقيق الاستقرار الطويل الأجل للبلاد في هذه اللحظة الحاسمة".

طائفية مفوضية الانتخابات تربك البرلمان

إلى ذلك، شهدت جلسة البرلمان العراقي اضطرابا وتراشقا بالقناني الفارغة على ضوء تقرير للجنة الخبراء حول اختيار مفوضي مفوضية الانتخابات العراقية نص على تقسيم طائفي لاختيار هؤلاء الاعضاء ما اثار غضب نواب.

وقال رئيس الجبهة التركمانية ارشد الصالحي على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وتابعتها "إيلاف" ان اضطرابات حدثت داخل مجلس النواب بسبب محاولة لجنة الخبراء لمفوضية الانتخابات فرض اجندات حزبية وطائفية بحيث يكون تقسيم اعضاء مجلس المفوضية على الشكل التالي: 

 خمسة شيعة واثنان سنة واثنان كرد وهو "ما نرفضه نحن التركمان واكثرية الاعضاء البرلمان فحصلت مشادات ما اضطر المجلس إلى تأجيل التصويت إلى ما بعد العيد الشهر المقبل.

ومن جانبه قال مقرر مجلس النواب نيازي معمار اوغلو ان "رئيس البرلمان سليم الجبوري عرض على المجلس طلب لجنة الخبراء النيابية لاختيار أعضاء مفوضية الانتخابات بقراءة التقرير لدرجه على جدول أعمال الجلسة".. مبينا ان "التصويت لم يتحقق بأكثرية واضحة وتم رفض درجه على جدول الأعمال".

واضاف ان النائب "فائق الشيخ اعترض على ذلك وطالب بعرض مقترح اشراف القضاة على الانتخابات".. مشيرا إلى أنّ "رئيس البرلمان سليم الجبوري قرر شطب مداخلات الشيخ علي بسبب رفع صوته داخل قاعة مجلس النواب".

التركمان يدعون إلى حمايتهم من هجمات عصابات "كردية"

ومن جهتهم، دعا النواب التركمان في البرلمان العراقي وزير الداخلية بإرسال قوات لحماية اراضي ابناء مكونهم في محافظة كركوك. 

وقال النائب حسن توران في مؤتمر صحافي مشترك مع النائبين ارشد الصالحي وجاسم محمد جعفر إن "النظام البائد استولى على اراضي التركمان في كركوك ومناطق بشير والطوز ومناطق اخرى وقد تفاءل التركمان بعد سقوطه خيرا بان تعود الحقوق إلى اهلها وتحركنا بالطرق القانونية لاسترجاع تلك الاراضي لان الشعب يعتقد ان الارض هي الهوية لهم".

 واوضح ان "تلك الاراضي تتعرض اليوم لهجمات من عصابات منظمة تابعة لقومية واحدة (في اشارة إلى الأكراد) وبتواطؤ او عجز من قبل اللجنة الامنية في محافظة كركوك" مشيرا إلى أن "تلك الاراضي لم يتم اعادتها وتم بناء مجمعات سكنية عليها بحجج واهية كما كان يحصل من قبل النظام السابق".

وأكد ان "العصابات المنظمة بدأت اليوم بمهاجمة مناطق جديدة في منطقة 90 ومعسكر كركوك القديم واراضي شركة نفط الشمال ونواح اخرى وبرغم كثرة المناشدات لايقاف تلك الهجمات إلا أن القوات الامنية الموجودة هناك لاتفعل شيئا لعجزها او تواطؤها معها.

وطالب النواب التركمان وزير الداخلية بإرسال قوات امنية إلى محافظة كركوك لحماية تلك المناطق من تلك العصابات المنظمة.

معصوم يصادق على أحكام بالاعدام

وأعلنت الرئاسة العراقية اليوم ان الرئيس فؤاد معصوم قد صادق اليوم على عدد من أحكام الإعدام موضحة أن المشمولين بها من المدانين بارتكاب جرائم خطيرة.

وقال مكتب رئاسة الجمهورية إن رئيس الجمهورية فؤاد معصوم صادق، اليوم على عدد من أحكام الإعدام.. موضحا أن "المراسيم الموقعة أرسلت إلى السلطة التنفيذية المعنية لغرض تنفيذ هذه الأحكام بالمدانين بها".

وأشار إلى أنّ المصادقة على هذه الاحكام تمت بعد دراسة الملفات من اللجنة القانونية الخاصة المشكلة لهذا الغرض"، مبينا أن "المشمولين بها من المدانين بارتكاب جرائم خطيرة.وأشارت إلى أنّ اللجنة القانونية في رئاسة الجمهورية مستمرة في دراسة الملفات المتبقية لحسمها والمصادقة عليها وفق الأصول الدستورية والقانونية النافذة.

وكانت محكمة الجنايات المركزية في العراق قد اصدرت في الثامن من الشهر الحالي حكماً بالإعدام بحق 27 مدانا بالاشتراك في جريمة سبايكر والافراج عن 25 متهماً لعدم ثبوت الأدلة.

وقال القاضي عبد الستار بيرقدار المتحدث الرسمي لمجلس القضاء الأعلى إن المحكمة الجنائية المركزية أصدرت حكماَ بالإعدام بحق 27 مدانا بالاشتراك في جريمة سبايكر وإن القرار جاء استنادا إلى أحكام قانون مكافحة الإرهاب.

وسبايكر وهو معسكر للجيش في قاعدة جوية في محافظة صلاح الدين نفذ فيه تنظيم داعش عمليات إعدام في يونيو عام 2014 طالت أكثر من 1700عسكري عراقي غالبيتهم قتلوا في مجمع القصور الرئاسية في محافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد.