ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية مسألة استفتاء كردستان على الاستقلال.
وشدد عدد من الكتاب على ضرورة إبقاء العراق موحدة وتفادي تقسيمه خوفاً من اندلاع صراع بين الأطياف العراقية، كما حذروا من "مشكلات ضخمة" قد يتسبب فيها الاستفتاء للعراق والدول المحيطة به.
ويقوم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط بزيارة رسمية للعرق بحثاً عن "استئناف الحوار السياسي الناضح بين بغداد وأربيل"، بحسب صحيفة الأهرام المصرية. وتأتي الزيارة في ظل تصاعد الجدل مع اقتراب موعد الاستفتاء المزمع في 25 سبتمبر/أيلول الحالي.
"تحد" لوحدة العراق
يقول إبراهيم درويش في القدس العربي اللندنية إن الاستفتاء المزمع عقده في كردستان علي استقلال الإقليم يمثل "تحديا جديدا لوحدة العراق التاريخية، ويحمل معه على التصميم الصادر من أربيل، مؤشرات صراعات جديدة على أراضي العراق ومع جواره. كما أنه مؤشر عما حققته البيشمركه في الحرب ضد تنظيم الدولة مع الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي".
ويضيف: "تظل إيران من الأطراف المعارضة للاستفتاء إلا أن إسرائيل مهتمة به وتدعمه".
ويؤكد سامي الزبيدي في الزمان العراقية علي وحدة العراق ورفض تقسيمه حيث إنه "منذ آلاف السنين والعراق واحد موحد حكمته العديد من الدول والسلالات فمن الآشوريين الى الأكديين والبابليين، ولم يعرف للأكراد أي وجود في تاريخ العراق القديم لأنهم لم يكونوا شعبا بل كانوا قبائل وافدة أشبه بالبدو الرحل جاءت الى بعض مناطق العراق من دول الجوار".
يقول الزبيدي في مقاله تحت عنوان "استفتاء تقرير المصير أم استفتاء التقسيم؟" إن دعوة البرزاني وبعض السياسيين الكرد لإجراء الاستفتاء تمهيداً للانفصال ما هي "إلا لتنفيذ مشاريع أعداء العراق في تقسيم بلدنا الواحد الموحد وشعبنا الواحد المتآخي الى دويلات طائفية تنفيذاً لأهداف أمريكا والصهيونية".
من ناحيتها، تدعو الأهرام المصرية السياسيين إلى التفكير في مآلات هذا الاستفتاء "قبل الإقدام علي خطوات قد تترتب عليها عواقب وخيمة"، وتقول إن استفتاء كردستان "جاءت لتلقي بظلال غير مريحة علي هذه الرغبة الشعبية العارمة بأن يبقى العراق وطناً واحداً يضم بين جناحيه كل أبنائه".
تقول الصحيفة في افتتاحيتها: "يعرف الجميع أن انفصالهم عن العراق سوف يتسبب في مشكلات ضخمة، ليس للعراق وحده بل للدول المحيطة به، خاصة تركيا وإيران وسوريا".
تضيف: "العرب لا ينقصهم هذه الأيام مزيد من التشتت والتفكك، وسوف يدفع الجميع الثمن".
"انبعاث الكراهية"
يتحدث عبد الحليم الرهيمي في الصباح العراقية عما يسميه "انبعاث الكراهية خلال الدعوة للاستفتاء".
يشير الكاتب إلى أن "ضعف أو اهتزاز الثقة بين الأكرد ومواطنيهم الآخرين من العرب والتركمان وغيرهم" لم تكن إلى الدعوة للاستفتاء "كي يسٌعّر خطاب وممارسات الكراهية المقيتة غير المبرر الذي عبرت عنه السجالات والمواقف المتشنجة حول هذه الدعوة سواء في كردستان أو في عموم العراق والتي تمثل بعضها بتأجيج روح الكراهية ومشاعر التطرف والحقد وكذلك اثارة التعصب القومي العنصري".
ويرى الكاتب أنه مهما كان الهدف من إجراء الاستفتاء ونتيجته فإن الأكراد "يبقون الجيران الأقرب والأهم للعراق وشعبه الذي يمثل لهم عمقاً استراتيجياً وسياسياً وسياحياً واقتصادياً. وبهذه النظرة تتعزز العلاقات بين الكرد والعرب والتركمان، وبعكسه ستنتعش وتسعر روح الكراهية والحقد المتبادل ويصفق القائلون بالنظرة الشوفينية أن ( دولة كردستان) هي اسرائيل ثانية ينبغي معاداتها ومحاربتها".
يرى صبحي حديدي في القدس العربي اللندنية أن "كركوك هي النموذج الأبرز على معادلة برميل النفط، حامل الثروة، الذي قد ينقلب إلى برميل بارود، لا يحمل سوى الدمار".
يضيف الكاتب: "صحيح أنّ غالبية السكان من الكرد، إلا أنّ الوجود السكاني للعرب والتركمان لا يستوجب منحهم ما يستحقونه من حقوق مختلفة، فحسب؛ بل يشكّل بوّابة لامتداد نطاق النزاع إلى الجوار التركي، وربما تدويله أيضاً، إذا اختارت إيران أن تعرب عن معارضتها للاستفتاء، ولاستقلال الكرد إجمالاً، بوسائل تتجاوز اللفظ والبيان".
يقول حامد الكيلاني في العرب اللندنية: "حلم الدولة الكردية هو حلم الملا مصطفى البارزاني رغم واقعيته في قراءة الاستقلال، مسعود الابن ينفذ وصية والده إلى الأجيال الكردية، عبارة التوقيت غير المناسب التي تتردد كثيرا لإجراء الاستفتاء تطرح سؤالاً: هل كان في العراق توقيت مناسب لمراجعة شاملة للعملية السياسية الفاشلة والمحكوم عليها بالإعدام منذ المربع الأول ونقطة الصفر؟".
التعليقات