التقى وفد من الهيئة العليا للمفاوضات برئاسة المنسق العام للهيئة، رياض حجاب، الخميس، وزيري الخارجية السعودي، عادل الجبير، ووزير الشؤون الخارجية لسلطنة عمان، يوسف بن علوي كلا على حدى في مدينة نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
واستعرض حجاب مع الجبير، بحسب بيان للهيئة، تلقت "إيلاف" نسخة منه، آخر المستجدات السياسية المتعلقة بسوريا، والتحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الموسع للمعارضة السورية في العاصمة السعودية الرياض.
وتقدّم حجاب بالشكر لوزير الخارجية السعودي على مواقف المملكة الداعمة للثورة السورية، ولمطالب الشعب السوري بنيل الحرية والكرامة.
كما التقى حجاب وفد الهيئة، يوسف بن علوي وزير الشؤون الخارجية لسلطنة عمان في مدينة نيويورك، حيث تم استعراض أهم وآخر المستجدات المتعلقة بسوريا على الصعد السياسية والميدانية.
من جانب آخر التقى الوفد الخميس أيضا، أولريك فيستر غارد كنودسن وزير خارجية الدنمارك، وبحث الطرفان آخر مستجدات الوضع في سوريا، واعتبر حجاب إن "إفلات الجناة الذين ارتكبوا جرائم بحق الشعب السوري يتناقض مع مطالب السوريين في تحقيق نظام حكم ديمقراطي ومستقر يسعى إلى تحقيق العدالة والحرية والمساواة".
وأضاف حجاب أن "التغاضي عن تلك الجرائم وتثبيت الجناة حكاماً وشرعنة انتهاكاتهم تعد بحد ذاتها من أكبر الجرائم التي شهدتها البشرية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بحقِّ شعبٍ عانى أفظع جرائم التهجير والتنكيل والقتل الجماعي".
بقاء الأسد
وحذّر حجاب في ذات الوقت من اعتبار البعض أنَّ مسألة إبقاء الرئيس السوري "بشار الأسد مسألة ثانوية تتعلق بترتيبات المرحلة الانتقالية"، مؤكداً أن أسس الحكم البديل الذي يطالب به السوريون ترسم في هذه المرحلة الحاسمة، وعلى رأسها تأسيس حكم ديمقراطي يتمتع بالشرعية، والتخلص من الميليشيات الطائفية العابرة للحدود، واستعادة السيادة والقرار الوطني الذي رهنه بشار الأسد بيد الإيرانيين.
استراتيجية واضحة
كما التقى الوفد، مع وزيرة خارجية السويد مارغوت فالستروم الأربعاء ووزيرة خارجية كندا كريستيا فريلاند أيضا في وقت سابق.
وأكد حجاب خلال اللقاء على ضرورة تبني المجتمع الدولي استراتيجية واضحة إزاء عملية الانتقال السياسي، بحيث لا يُسمح لدولة مارقة ذات طموحات توسعية بالهيمنة على المسار التفاوضي والتهاون إزاء الجرائم التي ارتكبتها ولا تزال ترتكبها بحق الشعب السوري.
ورأى أن "تراخي مواقف المجتمع الدولي إزاء تطبيق القرارات الأممية، وإتاحتهم المجال لإيران وميلشياتها الطائفية بالاستمرار في انتهاكاتهم ضد الشعب السوري بات يهدد أمن المنطقة برمتها"، منبّهاً إلى ضرورة التمييز بين مناطق تخفيض التصعيد التي تخضع لمراقبة وإشراف قوى خارجية من جهة، وبين الادعاءات الكاذبة للنظام باستعادة السيطرة على الأرض من جهة ثانية، إذ يعلم الجميع أن بشار الأسد لا يتخذ القرار الميداني ولا يتحكم بالأمور، بل تتخذ القوى التوسعية الحليفة بقاء بشار الأسد شماعة لتحقيق أجنداتها التوسعية في المنطقة، على حد قوله.
وحذّر حجاب في هذا الصدد من المخاطر الكامنة خلف محاولات بعض الجهات تهديد وحدة الأراضي السورية واستغلال الأزمة السياسية وبعض مصادر الدعم الخارجي لتمرير أجندات تقسيمية أو مشاريع انفصالية، مؤكداً أن تلك التصرفات ستؤدي إلى انسياب الأزمة عبر الحدود، وستهدد أمن المنطقة برمتها.
وكان وفد الهيئة العليا للمفاوضات، قد وصل مساء الأحد الماضي إلى مدينة نيويورك للقاء عدد من قادة الدول والمسؤولين، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
انتخابات
وفيما تستمر الادارة الذاتية بانتخاباتها شمال سوريا ووسط مخاوف من تقسيم سوريا جدد الائتلاف الوطني السوري المعارض تأكيده على أن جميع المشاريع التي تحاك بالالتفاف على إرادة الشعب السوري هي "مشاريع باطلة وغير شرعية أو قانونية".
وأضاف الائتلاف في بيان، تلقت "إيلاف" نسخة منه، أن انتخابات مزعومة يحاول حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) تسويقها لتمرير مشاريعه في سوريا، ويُصر على إجرائها، مستخدماً كافة وسائل الترهيب المستوحاة من أساليب النظام، والقائمة على مختلف ألوان الضغط والتهديد بحق أبناء الشعب السوري.
وأكد الائتلاف أن أية خطوة في اتجاه مستقبل سوريا لا بد أن تنطلق من قاعدة أساسها احترام حق الشعب السوري في الاختيار الحرِّ، وأن يحدد مستقبله دون تدخل أو إملاء.
انتهاك حق السوريين
وأشار البيان إلى أن الإصرار على تسويق أي خيار استباقي، بالقوة والإكراه، في توقيت مقصود، سواء جاء تحت اسم انتخابات محلية أو بلدية أو في ظل عناوين أخرى، هو انتهاك لحق الشعب السوري في تقرير مصيره ومستقبله، كما أنه محاولة واضحة لالتفاف على نضال السوريين الطويل في سبيل الحرية والكرامة.
وبدأت اليوم أولى الخطوات لتأسيس فيدرالية شمال سوريا، بانتخابات وحدات صغيرة، من المفترض تعقبها خطوات تؤدي إلى تأسيس برلمان وهيئة تنفيذية (حكومة) بداية العام المقبل لإدارة ثلاثة أقاليم وست مقاطعات.
فيما طالب المجلس الوطني الكردي المنضوي تحت مظلة الائتلاف المعارض بمقاطعة الانتخابات أدلت الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمقاطعة عفرين بصوتها، وأكدت مصادر كردية لـ"ايلاف" أن الاقبال على الانتخابات "منقطع النظير"، وتحدثت عن " تزاحم المواطنين للادلاء بأصواتهم في" كوباني"، وقالت أنه بسبب الاقبال الكبير في عفرين فقد تمددت الانتخابات ساعتين اليوم .
كل ذلك يجري وسط تقدم لقوات سوريا الديمقراطية في القتال ضد داعش في الرقة ودير الزور .
مجلس عربي
وفي المقابل أنهت قبائل عربية سورية ونخب فكرية الملتقى التشاوري الأول للقبائل والقوى السياسية العربية السورية في المنطقة الشرقية (دير الزور – الرقة – الحسكة)، وقررت تشكيل (المجلس العربي في الجزيرة والفرات) ليكون "معبرًا سياسيًا عن مصالح سكان المنطقة وحقوقهم ودورهم في إدارة شئون محافظاتهم والمشاركة الفاعلة في رسم مستقبل سوريا، كما تم تشكيل هيئة تنفيذية، ونظام داخلي، وبرنامج عمل تكون فيه الهيئة التنفيذية مسئولة أمام الهيئة العامة للمجلس العربي في الجزيرة والفرات".
لا للتقسيم
ورفض البيان الختامي للقبائل أية فكرة لتقسيم سوريا، وقال إن القبائل التقت من أجل العمل على تحقيق عدة أهداف منها" التأكيد على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا بحدودها الدولية ومكوناتها الاجتماعية، وأن المنطقة الشرقية هي جزء رئيسي لا يتجزأ من الدولة السورية، والعمل على تفعيل دور العرب في المنطقة الشرقية في محاربة الإرهاب بكل اشكاله وأطرافه، وتوجيه نداء للاتحاد الروسي، والولايات المتحدة بأن عرب المنطقة هم الذين اكتووا بنار الإرهاب، وتقع عليهم مسؤولية تحرير مناطقهم بقيادة عربية كاملة".
كما تضمنت الأهداف التوجه إلى كل المكونات الاجتماعية والسياسية في المنطقة وفي عموم سوريا للتعاون والعمل معًا من اجل تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة، وأن الحل السياسي هو الخيار الاستراتيجي المطلوب.
التعليقات