نصر المجالي: في مفاجأة على غرار قنبلته السياسية بالحوار مع كوريا الشمالية، ولقائه اللاحق مع رئيسها، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن استعداده للقاء القادة الإيرانيين "دون شروط مسبقة وفي أي وقت أرادوه"، لكن طهران استبقت الاعلان برفض أي إمكانية للتفاوض والحوار مع الادارة الاميركية الحالية نظرا لسياساتها التي تنتهجها".&

وأكد الرئيس الأميركي الذي تبادل الاتهامات والتهديدات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في الأيام القليلة الماضية، للصحافيين في البيت الأبيض يوم الإثنين قائلا: "سألتقي بأي شخص، أنا أؤمن باللقاءات"، مضيفاً "إذا أرادوا أن نلتقي سألتقيهم".

وإذا عُقد هذا اللقاء سيكون الأول من نوعه بين القادة الأميركيين والإيرانيين منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979 في عهد الرئيس الأسبق جيمي كارتر.

وكان ترمب رد في تغريدة غاضبة على روحاني ونصحه بعدم تهديد الولايات المتحدة مجدداً وإلا "ستواجه بلاده تداعيات لم يختبرها سوى قلة في التاريخ".

وقال روحاني لدبلوماسيين إيرانيين "على أميركا أن تعرف أن السلام مع إيران هو أم كل السلام والحرب معها هو أم كل المعارك"، ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) تصريحاته.

يشار إلى أن الاتصال اليتيم بين رئيسي أميركا وإيران في الأربعين سنة الماضية، كان تم عبر الهاتف بين روحاني وباراك أوباما في عام 2013، وحينها رفض الرئيس الأميركي عرضا من نظيره الإيراني لمقابلته على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

تصريح بومبيو

وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اشار إلى أنه يدعم إجراء محادثات مع إيران "إذا أظهرت التزاماً بتغيير تصرفاتها". وقال لمحطة سي.ان.بي.سي التلفزيونية "يريد الرئيس الاجتماع مع الناس لحل المشاكل".

وفي مايو الماضي، وضع بومبيو 12 شرطاً للتوصل لأي اتفاق جديد مع إيران، من بينها سحب قواتها من سوريا ووضع حد لدعمها للحوثيين في اليمن. وفي ذات الشهر أعلنت الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران الموقع عام 2015 لإيقاف أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

وتستعد واشنطن لإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران خلال الأيام المقبلة رغم اعتراض كل من بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا على ذلك.

تصريحات قاسمي

وإلى ذلك، فإن عرض الرئيس الأميركي، يأتي متزامنا مع تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي بأن لا امكانية للتفاوض والحوار مع الادارة الاميركية الحالية نظرا لسياساتها التي تنتهجها وقد اثبتت بانها غير جديرة بالثقة ولا تعتبر طرفاً مطمئناً لأي عمل.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية، في مؤتمره الصحفي الاسبوعي، يوم الإثنين، وجود مؤشرات ایجابية في الحوارات المستمرة بين ايران وبعض الاطراف الاوروبية قائلا:"إن اتصالاتنا مع الاطراف الاوروبية مستمرة وهناك استشرافات ايجابية وخطوات مقبولة الى الأمام".

النووي

وأكد قاسمي أن "ما تطرحه الولايات المتحدة من مزاعم حول ايران، ليس له أدنى صلة بالاتفاق النووي" مذكراً بأن "اميركا اخلت بالتزاماتها عبر خروجها من الاتفاق النووي، فيما بقيت ايران تسعى لتكريس حقوقها عبر مختلف الآليات الدولية، مشيراً إلى ان اميركا تواصل سياساتها العدائية ضد ايران وهو ما يجعل الحوار معها غير ممكن، في الظروف الراهنة".

وفي ما يخص بعض المواضيع التي تطرحها بعض الجهات في اميركا، وتجد لها آذانا صاغية من قبل البعض داخل ايران، قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية، نظرا لخروج أميركا من الاتفاق النووي وإستمرارها بسياساتها العدائية ضد الشعب الايراني، وتشديد الحصار الإقتصادي عليه، كيف يمكن في ظل هذه الظروف أن تكون الأرضية مؤاتية للحوار مع واشنطن؟ بل في الواقع اننا تفصلنا مسافات طويلة عن ذلك، لأن اميركا الحالية وسياساتها العدوانية، ازالت أي احتمال للحوار او التعامل معها، خاصة وان الحكومة الحالية أثبتت أكثر من الف مرة و مرة، أنها غير جديرة بالثقة ولا يمكن الإعتماد عليها.

لا وساطة عمانية&

كما نفى الناطق باسم الخارجية الايرانية إمكانية توسط وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي للتفاوض بين واشنطن وطهران، مؤكداً ان زيارته الأخيرة لطهران كانت ضمن إطار الزيارات المستمرة والمتبادلة بين البلدين، فيما قام وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف بزيارة سلطنة عمان، ردا على زيارة السيد بن علوي الاخيرة لطهران، وانه لا علم له إن كانت قضية الوساطة مطروحة على اجندة الزيارتين، والافضل ان لا يضيع المرء اوقاته في التفكير بمثل هذه الأفكار ومحاولة ربطها بالزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين.

وحول ما يطرحه بعض المسؤولين الاميركيين بشأن تغيير النظام في الجمهورية الاسلامية الايرانية، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الايرانية هذا الكلام بأنه كلام عبثي وآمال ساذجة لن تتحقق. وبشأن مدى احتمال اندلاع الحرب بين ايران واميركا قال قاسمي بانه لا يتصور مثل هذا الامر.&
&