إيلاف من نيويورك: عاصفة تويترية، أثارها الرئيس الأميركي&دونالد ترمب بعدما طالب وزير العدل جيف سيشنز بوقف التحقيقات التي يقودها المحقق الخاص روبرت مولر في عملية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016.

وهذه المرة الأولى التي يدعو فيها ترمب وزير عدله بشكل علني الى انهاء تحقيقات مولر رغم ان سيشنز حيّد نفسه عن هذا الملف منذ اذار 2017 أي قبل تعيين المحقق الخاص، وترك لنائبه رود روزنستاين مهمة الاشراف على التحقيقات.

التقليل من خطورتها

وحاول المقربون من البيت الأبيض طوال اليوم التقليل من خطورة التغريدات وربطها بحرية التعبير، عبر القول انها ليست بمثابة امر موجه من الرئيس الى وزيره عدله وانما هي ليست بأكثر من مجرد أفكار.

هجوم مستمر

ودأب ترمب في الفترة الأخيرة على توجيه انتقادات علنية الى روبرت مولر وفريقه، فقبل عاصفة صباح امس الأربعاء، شن هجوما مباشرا على المحقق الخاص مشيرا الى وجود تضارب مصالح يفترض أن يمنع مولر من تولي التحقيق بقضية التواطؤ المزعوم بين الروس وحملة الرئيس الحالي حين كان مرشحا لانتخابات الرئاسة، ودعاه إلى الإفصاح عن علاقة عمل بينهما وصفها بالسيئة، مشيرا إلى أنه رفض تعيينه على رأس مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) قبل يوم من تعيينه مدعيا خاصا في قضية التدخل الروسي، كما أنه صديق للمدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي.

أسباب عاصفة ترمب

وبعد ساعات من دعوة ترمب لوقف التحقيقات، كشفت شبكة أي بي سي نيوز، ان عاصفة ترمب جاءت بعدما علم ان المحقق الخاص يريد توجيه أسئلة اليه تتعلق بعرقلة العدالة في المقابلة المنتظرة، ويود طرح أسئلة شفهية وأخرى مكتوبة على الرئيس الاميركي.

الرد على المقترح

وكان فريق ترمب القانوني قد ارسل مقترحه الى مكتب المحقق الخاص فيما يتعلق بالمقابلة وتحديد نطاقها، وقال رودي جولياني محامي الرئيس حاليا، ان مكتب التحقيق رد على مقترحهم بعد عشرة أيام عبر رسالة وصلت اليهم"، دون ان يخوض في غمار ما ورد فيها.

لا للتطرق لملف عرقلة العدالة

ويتمسك الرئيس الأميركي ومعاونوه بالموافقة على اجراء مقابلة مع مولر بشرط امتناعه عن &تناول ملف عرقلة العدالة، والاكتفاء فقط بتوجيه أسئلة مرتبطة بتواطؤ الحملة الانتخابية مع المسؤولين الروس.

رفض ترمب وفريقه التطرق الى ملف عرقلة العدالة، يأتي على خلفية قناعتهم التامة بأن المحقق الخاص سيكون قادرا على توريط الرئيس والايقاع به بشكل سهل بحال وجود نوايا مبيّتة لذلك، فبمجرد ملاحظة أي تناقض في إجابات الرئيس في تواريخ او حوادث معينة حصلت ولو عن غير قصد بسبب مرور زمن على حدوثها، سيكون بمقدوره توجيه اتهام مباشر اليه يتعلق بالكذب على المحققين و/او الادلاء بشهادة مزيفة.

نقطتان خطيرتان

كما ان ملف عرقلة العدالة يرتبط بشكل مباشر بمدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق، جيمس كومي، حيث مولر يحقق في امرين، أول يتعلق بطرد الرئيس للأخير الذي كان يشرف على التحقيق بموضوع التدخل، واذا كانت إجابة ترمب في هذا النقطة ستكون بديهية ويحمّل رود روزنستاين المسؤولية باعتبار ان قراره بطرد كومي جاء بناء على كتاب رفعه نائب وزير العدل وتحدث عن سلبيات استمراره على رأس الجهاز مطالبا باقالته، فإن الإجابة على الامر الثاني ستكون محفوفة بالمخاطر، خصوصا وانه سيتناول طلب ترمب من كومي غض النظر عن التحقيق مع مايكل فلين مستشار الامن القومي السابق في ملف روسيا، وذلك بعد فترة قصيرة على توليه مهام الحكم في الولايات المتحدة.