اتهمت أسرة الشاب المصري المتوفي في سجن في مدينة فيتربو، اتهمت السلطات الإيطالية بقتل ابنها، انتقامًا لمقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة عام 2016.

إيلاف من القاهرة: قال فخري شرف، عمّ الشاب المصري الذي مات في سجن في إيطاليا، إن ابن شقيقه قتل في السجن الانفرادي في مدينة فيتربو، انتقامًا لمقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة في مطلع العام 2016.

تعذيب ومعاملة سيئة
أوضح عم الشاب، حسن رمضان، إنه نقل إلى أحد مستشفيات مدينة فيتربو الإيطالية، متأثرًا بتعذيبه داخل الحبس الانفرادي. وأضاف لـ"إيلاف" أن ابن أخيه يقيم في إيطاليا منذ خمس سنوات، بشكل شرعي.

وأشار إلى أن حسن قبض عليه أثناء عودته إلى منزله، بعد انتهاء العمل، لافتًا إلى أن مشاجرة وقعت في القطار بين مجموعة مصريين وآخرين، وتم اقتياده إلى السجن بدون أن يكون طرفًا في المشكلة.

ونبّه إلى أن حسن كان يتعرّض للمضايقة والتعذيب في السجن، منوهًا بأنه اتصل بوالدته أكثر من مرة، وأخبرها بما يتعرّض له من تعذيب ومعاملة سيئة، وطلب تفويض محام إيطالي للدفاع عنه، وبالفعل تم توكيل محامية إيطالية للدفاع عنه، وطلبت وضعه تحت الإقامة الجبرية وقضاء العقوبة، وقبل استكمال الإجراءات، فوجئوا بنقله إلى المستشفى متأثرًا بالتعذيب، وسرعان ما أعلنت وفاته.

قالت والدته عايدة الشحات، إن ابنها لم يكن يتبق له في السجن سوى شهر، ويتم الإفراج عنه، مشيرة إلى أنه اتصل بها أكثر من مرة، وأخبرها أنه يتعرّض لمعاملة سيئة ومضايقات.

الخارجية تتابع
أضافت لـ"إيلاف" أن ابنها كان يرفض أن يفصح لها عن أسماء من يضربونه، مشيرة إلى أنه كان يشعر بالرعب والخوف أثناء الحديث معها تليفونيًا.

لفتت إلى أنها تشعر بالكثير من الحزن والحسرة على رحيل ابنها بهذه الطريقة البشعة، مطالبة السلطات المصرية بضرورة العمل على إعادة جثمانه حتى يدفن في مصر، ويبرد نار قلبها، والتحقيق في القضية حتى يحصل الجناة على عقابهم.

وقال السفير أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، إن وزارته تتابع مع السلطات الإيطالية عبر السفارة المصرية في روما ملابسات وفاة المواطن حسن رمضان مخيمر شرف إكلينيكيًا، بعد نقله من محبسه في سجن مدينة "فيتربو" في إيطاليا إلى مستشفى المدينة، نتيجة محاولته الانتحار طبقًا لما أفادت به إدارة السجن.

تداعيات محاولة انتحار!
وأوضح المتحدث باسم الخارجية، في تصريحات له، أن السفارة المصرية في روما تحركت فور تلقيها خطابًا رسميًا من إدارة السجن الإيطالية يوم 24 يوليو الماضي بشأن نقل المواطن المصري في حال حرجة إلى المستشفى نتيجة مضاعفات ناتجة من محاولته الانتحار في محبسه الانفرادي، مطالبة بإبلاغ والدة المواطن بالواقعة مع موافاتها بدعوة من إدارة السجن الإيطالي إلى زيارته في المستشفى في إيطاليا، حيث قامت السفارة المصرية في روما بالتواصل مع أحد أقرباء المواطن في إيطاليا لإبلاغه بما تقدم.

ونقلت السفارة المصرية في العاصمة الإيطالية روما رغبة الأسرة إلى المستشفى والسجن الإيطالي في الحصول على التقارير الطبية الخاصة بالمواطن المصري للإطلاع على ملابسات الحادث، إلا أن إدارة المستشفى الإيطالي أبلغت السفارة المصرية في روما بوفاة المواطن إكلينيكيًا نتيجة المضاعفات الناتجة من محاولة الانتحار.

أضاف أبو زيد، أن السفارة المصرية في روما أرسلت وفدًا في اليوم التالي مباشرة إلى مدينة فيتربو الإيطالية، وذلك لمقابلة مسؤولي المستشفى والسجن للوقوف على ملابسات الحادث، حيث اجتمع الوفد المصري مع مسؤولي المستشفى الإيطالي، الذين أفادوا بأن الفقيد قد نقل إلى المستشفى في مدينة فيتربو الإيطالية يوم 23 يوليو الماضي في حالة فقدان وعى تامة، حيث اتضح أنه حاول الانتحار شنقًا في محبسه.

ثأرًا لريجيني؟
وأكد مسئولو المستشفى الإيطالي أن المواطن المصري توفي إكلينيكيًا. كما التقى وفد السفارة المصرية في روما مع مسؤولي السجن في مدينة فيتربو، والذين أكدوا ما سبق أن أفادت به المستشفى.

مقتل جوليو ريجيني تسبب في توتر العلاقات بين مصر وايطاليا

وكان الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، عثر عليه مقتولًا في شهر فبراير من العام 2016 بالقاهرة. وتسبب مقتله في أزمة دبلوماسية بين مصر وإيطاليا، بعدما اتهمت بعض الدوائر في إيطاليا أجهزة الأمن المصرية بالتورط في خطفه وتعذيبه. وقال النائب العام الإيطالي، جيوسبي بينياتوني، في رسالة موجّهة إلى الإعلام نشرتها صحيفتان إيطاليتان رئيستان في الذكرى الثانية لاختفائه: "إن حادث مقتل ريجيني ارتبط بموضوع البحث الذي أجراه في القاهرة في الشهور السابقة لمقتله بسبب نشاطاته المتعلقة بنقابات العمال المستقلة في مصر، وذلك في إطار استعداداته لإنهاء رسالة الدكتوراه حول المشهد النقابي في مصر".

وأكد بينياتوني أن أجهزة الاستخبارات المصرية كانت ترصد تحركات ريجيني حتى يوم اختفائه، وتابع: "التحقيقات الإيطالية كشفت أن ريجيني جذب انتباه جهاز أمن الدولة المصري، واستمرت ملاحقته على نحو متصاعد حتى يوم 25 يناير 2016"، في إشارة إلى يوم اختفائه.

استطاع البلدان تجاوز تلك الأزمة، وتشهد الفترة الحالية تطورًا ملحوظًا في العلاقات، وأعادت إيطاليا سفيرها لدى القاهرة، كما قدم السفير هشام بدر أوراق اعتماده للرئيس الإيطالي سيرجيو ماتريلا، ليتسلم مهام عمله سفيرًا لدى روما، بعد ما يقرب من أسبوع على عودة السفير الإيطالي جيامباولو كانتينّ إلى القاهرة.

&