&اعترف راهب شاب بجريمة قتل الأنبا إبيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار، بالاشتراك مع آخرين بينهم الراهب فلتاؤس المقاري، الذي حاول الانتحار مؤخرًا. وقررت النيابة العامة في مصر، حبس المتهم الرئيسي الراهب المشلوح أشعياء المقاري، واسمه العلماني وائل سعد تاضروس، أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
وحسب اعترافات الراهب الجاني في التحقيقات، التي حصلت "إيلاف" على أبرز&ما جاء فيها، فإن المتهم الأول أشعياء المقاري، اتفق مع المتهم الثاني فلتاؤوس المقاري، على قتل رئيس الدير، بسبب خلافات معه حول أنصبتهم من التبرعات التي يتلقاها الدير، بالإضافة إلى خلافات عقائدية، واتهامه لهما بعدم الطاعة والتمرد على الرهبنة، ورفع مذكرة بحقهما إلى البابا تواضروس أكثر من مرة.
وقال المتهم إنه تم إنشاء جروب على "واتسآب"، يضم نحو 33 راهبًا بالدير، ويهدف إلى توحيد جهود الغاضبين من رئيس الدير ومهاجمته، بسبب عدم رضاهم عن توزيع التبرعات التي تصل إلى الدير.
وأضاف أن الدير يضم 143 راهبًا، يختلفون عقائديًا، منوهًا بأن هناك 52 راهبًا يخالفون رئيس الدير عقائديًا، ويتبعون مدرسة البابا الراحل شنودة الثالث، الذي اتهمهم بعدم الطاعة، والخروج عن قواعد الرهبنة في التجرد والانعزال عن العالم، والتعلق بالدنيا، وشراء أراضٍ&وممارسة التجارة.
وأشار إلى أنه عقد العزم على الانتقام من رئيس الدير، بسبب تقديم شكاوى ضده إلى البابا تواضروس، وتهديده له بالطرد من الدير والعودة إلى حياة العلمانية.
وأدلى المتهم باعترافات تفصيلية حول طريقة قتل رئيس الدير، وجاء في التحقيقات، أنه اتفق ليلة الحادث مع الراهب الذي حاول الانتحار على تنفيذ الجريمة أثناء خروج رئيس الدير للصلاة، مشيرًا إلى أنه جهز لذلك ماسورة حديدية مجوفة طولها نحو 90 سنتيمتراً، ويصل وزنها إلى نحو 2 كيلوجرام.
وقال الراهب في اعترافاته، أنه هاجم رئيس الدير من الخلف أثناء خروجه من القلاية الخاصة به وتوجهه إلى الصلاة، مشيرًا إلى أنه ضربه بالماسورة عدة مرات على مؤخرة رأسه حتى تهشمت، وسقط مضرجًا في دمائه، بينما تولى الراهب الآخر مراقبة الطريق.
وفي اعترافات مصورة، قام الراهب السابق المتهم بتمثيل الجريمة أمام أعضاء النيابة العامة والشرطة، وأرشد عن مكان إخفاء أداة القتل، وهي الماسورة التي استخدمها في الجريمة.
وزار أعضاء النيابة العامة بالإسكندرية، مستشفى مايكل أنجلو في العاصمة القاهرة، لاستكمال التحقيقات مع المتهم الثاني الراهب فلتاؤس المقاري واسمه العلماني ريمون رسمي منصور، الذي حاول الانتحار بقطع شرايين يده، ثم إلقاء نفسه من فوق مبنى مرتفع، ويتلقى العلاج من الإصابات التي لحقت به أثناء محاولة الانتحار.
بينما قرر أمير نصيف محامي المتهم الانسحاب من الدفاع عنه. وقال إن النيابة العامة وجهت القتل العمد لأشعياء المقاري لأول مرة أمس، وتم حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق".
وأضاف في تصريحات له، أن "رجال الأمن قاموا بدور عظيم، ومنتهى الشفافية من جهات التحقيق في القضية"، مشيرًا إلى أن المتهم "أشعياء المقاري لديه 3 شركاء في الجريمة، وقرار التخلي عن القضية جاء من تلقاء نفسي، لأن المهنة للدفاع عن الحق والمظلوم، وليس لجمع المال، وتربيتي الكنسية منعتني من المرافعة عنه".
وعقب الكشف عن هوية القاتل، كتب رجل الأعمال نجيب ساويرس، معربًا عن اندهاشه عبر حسابه على تويتر، وقال: "راهب وقاتل.. فيه أبشع من كده؟!".
وكانت الكنيسة أعلنت تجريد الراهب من رتبته الرهبانية قبل أسبوع، لكنها قالت إن القرار ليست له علاقة بالقضية، وأعلن القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن قرار تجريد الراهب أشعياء المقاري الصادر، الأحد الماضي، تم لأسباب "رهبانية بحتة".
وأضاف المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، أن الراهب المجرد سبق التحقيق معه من قبل لجنة شؤون الرهبنة والأديرة بداية العام الجاري، وصدر قرار بإبعاده عن الدير لمدة 3 سنوات، ولكن مجموعة من رهبان ديره وقعوا على التماس طلبوا خلاله العفو عنه والإبقاء عليه، وتعهدوا بمساعدته على تغيير مسلكه الخاطئ، وقدموا الالتماس وقتها لرئيس الدير، الأنبا إبيفانيوس، الذي رفع الالتماس بدوره لقداسة البابا تواضروس الثاني، مشفوعًا بتوسلٍ من نيافته.
وتابع: "وبكل أسف استمرت الأوضاع كما هي ولم تتغير سلوكياته الخاطئة، ما دعا اللجنة المجمعية إلى إعادة التحقيق معه وإصدار قرار بتجريده".
وكان مأمور مركز شرطة وادي النطرون بمحافظة البحيرة شمال غرب مصر، تلقى بلاغاً من المسؤولين في دير الأنبا مقار بالعثور على جثة رئيس الدير بجوار "القلاية" الخاصة به غارقًا في دمائه. وانتقل ضباط مباحث مركز شرطة وادي النطرون وفريق من النيابة العامة لمسرح الأحداث، وتبين من معاينة الجثة وجود إصابة في الرأس واشتباه في تهشم مؤخرة الرأس.
التعليقات