قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016، بذل بيرني ساندرز، سناتور فرمونت، جهودًا كبيرة لإقناع دونالد ترمب بالموافقة على إقامة مناظرة بينهما، يستعرض خلالها كل مرشح برنامجه.

إيلاف من نيويورك: قابل ترمب العرض بإيجابية في بادئ الأمر. ووجد ساندرز نفسه قاب قوسين أو أدنى من نيل مراده، إلا أن الرئيس الأميركي الحالي سرعان ما تخلى عن الفكرة، عازيًا السبب إلى خسارة سناتور فرمونت في الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي أمام هيلاري كلينتون، مفضّلًا الاستعداد لمناظرتها بدلًا من إضاعة الوقت مع المرشح المهزوم.

معركة فلوريدا
خسر ساندرز الانتخابات، والفرصة التي أرادها من أجل إحراج المرشح الجمهوري وطروحاته الانتخابية. وبعد عامين من الواقعة حصل سناتور فرمونت على فرصة غير متوقعة لمواجهة ترمب، ليس عبر مناظرة أو حلقة تلفزيونية، بل من خلال معركة على منصب حاكم ولاية فلوريدا، التي تعد من الولايات المؤثرة في الانتخابات الرئاسية.

النتائج التي أفرزتها الانتخابات التمهيدية لمنصب حاكم الولاية في الحزبين الديمقراطي والجمهوري ليل الثلاثاء، ضربت موعدًا لمعركة كبيرة بين ترمب وساندرز في السادس من نوفمبر المقبل، بعد تمكن مرشحيهما من الفوز في انتخابات الحزبين.

مرشح ساندرز يعيد سيناريو كورتيز
أندرو جيلوم، عمدة مدينة تالاهاسي، أعاد التذكير بفوز أليكساندرا أوكاسيو كورتيز قبل شهرين في انتخابات نيويورك. إذ حقق انتصارًا على النائبة السابقة غويندولين غراهام، ابنة بوب غراهام حاكم الولاية السابق، وعضو مجلس الشيوخ حتى عام 2005.

اليساريون أثبتوا وجودهم
جيلوم الذي ينتمي إلى مدرسة بيرني ساندرز السياسية، قلب التوقعات رأسًا على عقب، فكل الاستطلاعات أظهرته متأخرًا عن النائبة السابقة، غير أن بيرني ساندرز أيقظ حماسة اليساريين التقدميين، بعدما شارك في مهرجانات انتخابية عدة في تامبا وأورلاندو.

موعد مع التاريخ
مرشح ساندر الذي يخاصم الرئيس الأميركي بشكل شرس، ويدعو إلى وضع حدّ لرئاسته، سيكون على موعد مع دخول التاريخ في حال فاز في الانتخابات العامة، لأنه سيصبح أول أميركي من أصل أفريقي يصل إلى منصب حاكم فلوريدا.

ترمب لا يزال الأقوى جمهوريًا
على المقلب الجمهوري، أثبت الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه لا يزال يُمسك باللعبة السياسية داخل الحزب، بعدما تمكن مرشحه النائب رون ديسانتيس من تحقيق انتصار كبير على منافسه آدم بوتنام بفارق تجاوز الثلاثمئة ألف صوت.

الولاء مقابل الوفاء
بادل ترمب ديسانتيس الولاء بالوفاء، بعد إعلانه دعم النائب في الكونغرس للترشح إلى منصب الحاكم، والترويج له على خلفية تأثره بشعارات دونالد ترمب السياسية المتعلقة بالهجرة وتأمين الحدود، والنظام الصحي.

كما أتقن ديسانتيس لعبة الإعلام والإعلان. فوفق بوليتيكو أظهرت استطلاعاته الانتخابية أن سبعين في المئة من الناخبين الجمهوريين في فلوريدا يشاهدون "فوكس نيوز" و"فوكس بيزنس"، فعمد منذ الثاني والعشرين من ديسمبر (يوم حصوله على دعم ترمب) إلى تكثيف إطلالاته الإعلامية على القناتين، وكانت النتيجة 121 إطلالة منذ ذلك الحين، قلبت الأمور على بوتنام المدعوم من لوبي النفط.

&