ألهمت قصة حياة سيدة تدعى جاكي ديفيز، التي تقول إنها كانت أول امرأة تعمل كحارس خاص في المملكة المتحدة وسبق لها حماية أفراد من العائلة الملكية ونجوم من المشاهير، المسؤولين في شركة نتفليكس لإنتاج فيلم عنها من بطولة النجمة السويدية نومي رابيس.

وأوردت بهذا الخصوص هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن جاكي قولها "حين قررت العمل كحارس خاص، كان هذا المجال مقتصرا بشكل كبير على الرجال، وكانوا دوماً ما يطلبون مني الاعتناء بالإناث أو الأطفال، وهو الأمر الذي كان مثيراً للسخرية، حيث كان معظم هؤلاء الرجال آباءً وأنا لم أكن حتى أماً. كما أن بداية حياتي العملية كانت في جهاز الشرطة، وقد قررت بعدها أن أخوض تجربة العمل في قطاع الأمن الخاص عام 1980 لأن تلك التجربة كانت ستمنحني قدراً أكبر من التنوع، فقد كنت أريد العمل في مجال الحماية عن قرب، مجال المراقبة ومجال التحقيقات".

وكان العمل كحارس خاص في تلك الفترة أمراً مرموقاً، والفضل يعود في ذلك للمسلسل الدرامي Bodyguard الذي كان يُعرَض وقتها على قناة بي بي سي وان من بطولة كيلي هاويس (التي كانت تقوم بشخصية وزيرة الداخلية) وريتشارد مادين (الذي كان يقوم بدور ضابط الحراسة الشخصي لها)، بالإضافة لتميز سيناريو المسلسل للكاتب جيد ميركوريو بالحيل المحبوكة، البنادق والعلاقة المثيرة بين الشخصيتين الرئيسيتين. &

وعاودت جاكي لتقول "كان هذا المسلسل جيداً من الناحية الفنية، لكن بينما تحدث مثل هذه العلاقات من حين لآخر، فإنك ستُطرَد من وظيفتك على الفور دون أدنى شك". وتابعت جاكي "سافرت بحكم طبيعة عملي لدول عدة حول العالم وأقمت بفنادق خمس وست نجوم، لكني كنت أقول لنفسي أن إقامتي بمثل هذه الفنادق بعد التفكير لمدة تتراوح من 12 إلى 16 ساعة وقوفاً على القدمين ليست أمراً براقاً. وبالإضافة لذلك، هناك تأثيراً على الحياة الشخصية للحارس الخاص، فقد لا يعود لمنزله مدة 8 أو 10 أسابيع".

وربما ما كان يُمَيِّز عمل جاكي أكثر من غيرها هي أنها كانت متخصصة في الجزء الأكثر خطورة بهذا المجال، وهو المتعلق بالمراقبة والإنقاذ. ويكفي معرفة أنها تنكرت ببرقع ذات مرة وكانت تجوب شوارع العراق كجزء من عملية تهدف لإنقاذ مجموعة من عمال النفط.

وبينما تعني وظيفتها بمنع تعرض الشخص الذي تحرسه لأي خطر من خلال التخطيط المسبق لتجنب أية مخاطر محتملة، فإن الحياة الحقيقية قد تكون مثيرة أحياناً كما أي فيلم أو مسلسل تلفزيوني. وأضافت في مقابلة أجرتها مع برنامج Business Daily انتاج خدمة بي بي سي العالمية "لا أنسى حين قام أفراد من الجيش الباكستاني بمطاردتنا ونحن نجوب الشوارع في كشمير. فحينها كان يقوم المتمردون الكشميريون بإطلاق النار على الجيش الباكستاني وحوصرنا نحن وسط إطلاق النار المتبادل".

ولفتت جاكي كذلك إلى أنها وفريقها كُلِّفُوا في إحدى المرات بأن يتنكروا للقيام بعملية إنقاذ سرية غرضها تحرير فتاة بريطانية عمرها 23 عاماً بعد استدراجها للقدوم إلى باكستان رفقة زوجها الجديد. وكُلِّفَت جاكي بتلك المهمة بعد أن علمت والدة تلك الفتاة من ابنتها أنها محتجزة كرهينة وتريد المساعدة، وبالفعل تحركت جاكي وتمكنت ذات ليلة من اقتحام الفيلا التي كانت تقبع بها الفتاة، التي كانت حامل في شهرها الثالث آنذاك، وكانت مكبلة الأيدي في هيكل سرير حديدي، بعد أن تم اغتصابها، تجويعها وضربها، وبينما أخبرتها جاكي أنها ستعاود لإنقاذها في وقت لاحق، إلا أن الأمور تغيرت بعد أن وصلتها في تلك الأثناء مكالمة تخبرها بأن العملية كُشِفَت وأنها مطالبة بأن تغير خططها وأن تتصرف بشكل سريع، وهو ما دفع جاكي حينها لدفع مبلغ لأحد سائقي السيارات الأجرة كي يقتحم بسيارته بوابات الفيلا، ومن ثم نجحت برفقة من معها في تحرير الفتاة ثم توجهوا إلى الهند بينما كانت تطاردهم عناصر الجيش الباكستاني، إلى أن تمكنوا في نهاية المطاف من إعادة الفتاة إلى ذويها.&

وتابعت البي بي سي بلفتها في هذا السياق إلى أن الاضطراب السياسي المقترن بزيادة عدد الأشخاص الأثرياء في الشرق الأوسط، الصين وأماكن أخرى أدى لانتعاش قطاع الحراسة الخاصة خلال السنوات الأخيرة. وهناك أرقام من اتحاد الخدمات الأمنية الأوروبية تبين أن هناك أكثر من 230 ألف شخص يعملون في صناعة الخدمات الأمنية بالمملكة المتحدة و1.9 مليون شخص في الاتحاد الأوروبي بالإضافة لوجود 44 ألف شركة أمنية في هذا القطاع تزاول نشاطها بالقارة العجوز وحدها.&

وعن الفيلم المستوحى من قصة حياة جاكي السرية والذي ستنتجه نتفليكس بعنوان Close، قالت مخرجة العمل، فيكي جيوسون، إن تعاونهم مع جاكي سمح لهم بإضفاء أجواء حقيقية وموثوق بها لمشاهد الأكشن التي ستُقَدَّم بالفيلم، وهو ما كانت تراه أمراً مهماً للغاية.

أعدت "إيلاف" المادة بتصرف عن هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الرابط الأصلي أدناه
https://www.bbc.com/news/business-45422900