في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه رئيسا للبرلمان العراقي فقد بحث الحلبوسي اليوم تعزيز علاقات بلاده بالكويت مع أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الذي أكد رفضه لاي تدخل خارجي في شؤون العراق الداخلية.. فيما أطلقت الامم المتحدة اليوم خطا ساخنا لانقاذ الناجيات والناجين في اقليم كردستان العراق الشمالي من العنف الاسري والمجتمعي معلنة انها تخطط لرعاية أكثر من 3600 منهم في أول عام من هذا المشروع.&

إيلاف من لندن: أكد أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح خلال استقباله لرئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي في الكويت الاربعاء وقوف بلاده إلى جانب وحدة واستقرار العراق ورفض اي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية.&

وأعرب عن تفاؤله بقدرة العراق على حسم الاستحقاقات المقبلة للعملية السياسية.. مشيرا إلى أنّ العراق يمثل ثقلا استراتيجيا كبيرا في المنطقة وان استقراره سينعكس ايجاباً على عموم الاوضاع فيها.

ومن جهته أشار الحلبوسي إلى أنّ الجهات المعنية في العراق عازمة على الانتهاء من حسم جميع البيانات والمتعلقات التي من شأنها تفعيل مقررات مؤتمر الدول المانحة لاعمار العراق الذي عقد في الكويت في شباط فبراير الماضي.&

وقال المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان في بيان صحافي تلقت "إيلاف" نصه ان الحلبوسي بحث مع امير دولة الكويت العلاقات الثنائية ومجمل الاوضاع على الساحتين العربية والاقليمية مثمنا الدور المتميز لدولة الكويت اميراً وحكومةً في دعم ومساندة العراق والوقوف إلى جانبه "وهو ما تجلى واضحاً في احتضان الكويت لمؤتمر المانحين لاعادة اعمار العراق اضافةً إلى ملف اغاثة النازحين".

وكان الحلبوسي تلقى الاسبوع الماضي دعوة رسمية من رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم لزيارة بلاده لتكون الكويت بذلك أول بلد عربي يدعو الحلبوسي لزيارته. وجاء ذلك خلال تلقي الحلبوسي اتصالا هاتفيا من نظيره الكويتي الغانم هنأه فيه بانتخابه وبحثا تعزيز سبل التعاون المشترك في المجال البرلماني.

يشار إلى أنّ تعهدات الدول المشاركة في مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق قد بلغت 30 مليار دولار حيث ستكون هذه المساعدات على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية واستثمارات تقدم للعراق من أجل إعادة بناء ما دمرته الحرب مع تنظيم داعش فيما كان العراق يأمل في الحصول على تعهدات بنحو 88 مليار دولار.

ونتج هذا المبلغ اثر مشاركة 76 دولة ومنظمة إقليمية ودولية و51 من الصناديق التنموية ومؤسسات مالية إقليمية ودولية و107 منظمة محلية وإقليمية ودولية من المنظمات غير الحكومية و1850 جهة مختصة من ممثلي القطاع الخاص".

وفي أول رد فعل على الإعلان قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري "كنا نأمل بمبلغ أكبر". وإلى جانب الدمار الكبير الذي خلفته الحرب فإن النزاع تسبب في نزوح الملايين ولا يزال هناك حوالي مليوني نازح يقيمون في مخيمات في مناطق مختلفة من البلاد.

خط أممي ساخن لانقاذ أكراد العراق من العنف الاجتماعي

إلى ذلك، أطلقت الامم المتحدة اليوم خطا ساخنا لانقاذ الناجيات والناجين في اقليم كردستان العراق الشمالي من العنف الاسري والمجتمعي معلنة انها تخطط لرعاية أكثر من 3600 منهم في أول عام من هذا المشروع.&

وقالت بعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي" الاربعاء ان الناجين والناجيات من العنف القائم على التنوع الاجتماعي في إقليم كردستان العراق يستطيعون الان الإتصال على رقم الهاتف 119 للحصول على الدعم والمشورة والإحالة إلى الخدمات المجتمعية في المنطقة حيث أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان والمديرية العامة لمناهضة العنف ضد المرأة في إلاقليم اليوم أول خط ساخن لمساعدة من يتعرض للعنف القائم على النوع الاجتماعي.&

واشارت البعثة في تقرير لها تسلمت "إيلاف" نسخة منه ان مركز اتصالات الخط الساخن يعمل على مدار 24 ساعة لتقديم الدعم والإرشاد للناجين والناجيات بصورة تحفظ سرية معلوماتهم وبياناتهم حيث سيتم ربط المتصلين مع باحثين وباحثات اجتماعيات حصلوا على درجة عالية من التدريب ومع مستشارين متخصصين لتقديم الدعم القانوني والدعم النفسي الاجتماعي للذكور والإناث.

كما بدأ صندوق الأمم المتحدة للسكان بتنظيم دورتين تدريبيتين للباحثين والباحثات ومشغلي الخط الساخن العاملين في المديرية العامة لمناهضة العنف ضد المرأة في إقليم كردستان على إجراءات وتوجهيات التعامل مع المتصلين والتي تتمثل في آلية الإجابة على الهاتف وطريقة طرح الأسئلة، وكيفية تقديم الدعم وآلية متابعة الاتصالات التي ترد إلى مركز الإتصال.

وقال كريم سينجاري، وزير داخلية إقليم كردستان "ستمكن هذه المبادرة مشغلي الخط من المديرية العامة لمناهضة العنف ضد المرأة المدربين من توفير المشورة والنصيحة والدعم للناجين والناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي وللأفراد من الفئات الهشة والضعيفة في إقليم كردستان العراق".

ومن جانبه شدد راماناثان بالاكريشنان، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، على أهمية هذا المشروع قائلاً "صحيح أن تعزيز الخدمات العلاجية بحاجة للمزيد من الدعم للتأكد من تقديم أفضل رعاية للناجين والناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، إلا أن خط المساعدة هذا يعد خطوة إيجابية في هذا الإتجاه. نحن على يقين بأن خط المساعدة رقم 119 هو أحد الأدوات القوية التي ستساعد الحكومة في تعزيز جهودها نحو مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي ودعم الناجين والناجيات".

ومن المتوقع أن يغطي هذا المشروع، والذي يدعمه برنامج التنمية الإقليمية والحماية أكثر من 3600 ناج وناجية في أول عام عمل له.&

ويكشف مسؤولون في اقليم كردستان عن تصاعد أعمال العنف ضد النساء بشكل خاص وسط تعقيدات اجتماعية تزداد مع اتساع نطاق تكنولوجيا الاتصالات في حين يقترح برلمانيون قوانين تتضمن عقوبات للحد من هذ الظاهرة.&

وينتشر العنف الاسري في المناطق الكردية العراقية بحيث أصبح تسجيل حالات ارتكاب أعمال عنف مختلفة ضد الزوجات والشقيقات أمراً يومياً. وتشير الإحصائيات إلى تسجيل 7 آلاف و445 حالة عنف ضد المرأة خلال الاشهر التسعة الاولى من العام الماضي في إقليم كردستان وخلال الفترة نفسها كان هناك 38 حالة قتل، 166 حرق، و6987 حالة تعذيب وشكوى.&

وبحسب أرقام المديرية العامة لمكافحة العنف ضد النساء، فإن حالات العنف بجميع أشكالها ارتفعت بنسبة 28.9% خلال التسعة أشهر ألاولى لعام 2017 بالمقارنة مع معدل العنف للفترة نفسها عام 2016.&

يشار إلى أنّ انتشار العنف قد اصبح مشكلة عالمية حيث تشيرتقارير صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أنّ واحدة من كل ثلاث نساء في العالم تتعرض للعنف على يد أفراد أسرتها مثل الأب والأخ والزوج أو أحد أقاربها.