يصل الأمير محمد بن سلمان السبت إلى الكويت في زيارة أجمع الكل على أنها حلقة جديدة من حلقات العلاقة التي تربط بين البلدين، يبحث خلالها سبل تعزيز هذه العلاقة.

إيلاف من دبي: &يحل الأمير محمد بن سلمان، ولي العھد نائب رئیس مجلس الوزراء ووزیر الدفاع السعودي، السبت ضيفًا على دولة الكويت، حيث يجد ترحيبًا رسميًا وشعبيًا، لاحت بوادره مع ترحيب مجلس الوزراء الكویتي الأحد في بيان قال فيه إن ھذه الزیارة "تأتي في إطار الروابط الأخویة التاریخیة القائمة بین البلدین الشقیقین، وحرص قیادتیھما على التشاور المستمر حول مختلف القضایا والموضوعات، وسبل تدعیم التعاون المشترك في مختلف المجالات والمیادین"، ومع ترحيب مرزوق الغانم، رئیس مجلس الأمة الكویتي، بالزیارة مؤكدًا عمق وصلابة العلاقات التي تربط بین الكویت والسعودیة، وذلك في تصریح صحفي في أثناء مشاركته في احتفال السفارة السعودیة لدى الكويت بالیوم الوطني السعودي الثامن والثمانين.

ونسبت "السياسة" الكويتية إلى مصدر مسؤول قوله إن ولي العهد السعودي سيلتقي خلال الزيارة القيادة السياسية وكبار المسؤولين ورجال الدولة، للبحث في سبل دعم وتعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين. ومن المتوقع أن تتطرق المحادثات إلى المستجدات الاقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

في مصلحة البلدين

رحب خالد الجار الله، نائب وزير الخارجية الكويتي، بزيارة الأمير محمد بن سلمان، مؤكدًا أنها تصب في مصلحة العلاقات الأخوية بين الكويت والسعودية، وفقًا لـ "القبس" الكويتية، لافتًا إلى الزيارة فرصة تاريخية للبلدين لتداول أوجه العلاقات الثنائية المتميزة والسعي لتطوير تلك العلاقة لمزيد من التماسك.

وعن أهم الملفات التي ستطرح خلال الزيارة، قال الجار الله: "إنها تتمحور حول القضايا الثنائية وملفات المنطقة ذات الاهتمام المشترك"، مؤكدًا أن السعودية تحتل مكانة مميزة ومتقدمة على خريطة العالم من خلال عضويتها في مجموعة العشرين الاقتصادية، "وذلك التميز لم يأت من فراغ بل عبر بوابة الإنجازات والعمل الدؤوب"، منوهًا بالدور السياسي المهم الذي تؤديه المملكة على الساحتين الإقليمية والدولية، إذ بات العالم يحسب لها ولرأيها ألف حساب.

من جهة أخرى، أكد مراقبون أن الزيارة المزمعة تعكس تقديرا عاليا للكويت ولقيادتها السياسية، وتعد امتدادا للعلاقات التاريخية المتجذرة بين الشعبين، متوقعين أن تكون نقطة انطلاق جديدة للعلاقات بين البلدين، وأن يبحث الجانبان خلالها كل الملفات والقضايا العالقة وبما يسهم في تعزيز أواصر الأخوة والمودة بين البلدين.

إلى ذلك، أثنى أحمد الجار الله، رئيس تحرير "السياسة"، على زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى وطنه الثاني. وغرد على حسابه في تويتر قائلًا: "أمير محمد بن سلمان، ستحط فى الكويت، يوم السبت، مرحبًا بك، ستختلط بشعب محب لوطنك ولأسرتك، شعب كويتي يتابع همساتك... والدك سلمان أضاء سماء المملكة، بكل صراحة كانت البلاد كتمه التنفس فيها، فيه من يحصيه ويراقبه".

يُذكر أن الأمير محمد بن سلمان قام بزيارة رسمية إلى الكويت قبل ثلاث سنوات حين كان وليًا لولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، حيث التقى آنذاك رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك، والنائب الأول لرئيس الوزراء في حينه الشيخ صباح الخالد.

سجل حافل

الجدير ذكره أن علاقات عميقة تجمع السعودية بالكويت، وسجل الزيارات بين الدولتين حافل. كانت زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الكويت في 8 ديسمبر الماضي هي الرسمية الأخيرة، أتت بعد زيارات من وقت ما كان وليًّا للعهد، إذ زار الكويت في ديسمبر 2013 ممثلًا الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في اجتماعات الدورة 34 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي.

في مارس 2014، ترأس الملك سلمان وفد السعودية في اجتماعات القمة العربية الخامسة والعشرين بالكويت، فيما كانت آخر زياراته قبل توليه مقاليد الحكم في منتصف يناير 2015 لحضور اجتماعات المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية.

قبل ذلك، زار الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الكويت في عام 1910 خلال حكم الشيخ مبارك الصباح. بعد وفاته في عام 1915، زار الملك عبدالعزيز الكويت للتعزية في الفقيد الراحل. عقب تولي الشيخ أحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم، وجه دعوة أخوية إلى الملك عبدالعزيز، فلبى الدعوة وزار الكويت في عام 1936.

&

علاقات متوارثة

بعد وفاة الملك المؤسس في عام 1953، تولى الملك سعود الحكم، وهو المولود على أرض الكويت في عام 1902. حين زار الملك سعود الكويت في عام 1954، استُقبل بحفاوة بالغة. وفي عام 1961، زار الملك سعود الكويت ثانية بعد إعلان استقلالها. كما زار الملك فيصل بن عبدالعزيز الكويت مرتين، في ديسمبر 1965 وفي إبريل 1968.

في 21 مارس 1975، زار الملك خالد بن عبدالعزيز الكويت تلبية لدعوة رسمية من أمير الكويت في ذلك الوقت الشيخ صباح السالم الصباح.

بعد تولي الملك فهد بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في عام 1982، زار الكويت مترئسًا وفد المملكة في اجتماعات الدورة الخامسة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي في عام 1985.

في عام 1987، ترأس الملك فهد الوفد المشارك في أعمال مؤتمر القمة الإسلامية في الكويت. وبعد تحرير الكويت، زارها الملك فهد في ديسمبر 1991 مترئسًا وفد المملكة في أعمال الدورة الـ12 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي.
بعد وفاة الملك فهد في عام 2005، خلفه الملك عبدالله الذي زار الكويت في يناير 2009 مشاركًا في مؤتمر القمة العربية الاقتصادية.

&

زيارات كويتية&

فور تولي الشيخ صباح الأحمد الصباح حكم الكويت، قام في مارس 2006 بجولة خليجية بدأها بالسعودية. في يوليو 2007، زار أمير الكويت المملكة، وفي الخامس من إبريل 2008 زار الرياض حيث عقد خلالها مباحثات رسمية مع الملك عبدالله تركزت على بحث العلاقات الأخوية وسبل تقوية أطر التعاون بين البلدين الشقيقين على مختلف الأصعدة.

في مارس 2009، لبى الشيخ صباح الأحمد الصباح دعوة الملك عبدالله لحضور القمة العربية المصغرة في الرياض.

في 23 سبتمبر 2009، حضر أمير الكويت حفل الافتتاح الرسمي لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. كما زار السعودية في أكتوبر 2014 ليبحث مع الملك عبدالله العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين وسبل تطويرها.
في فبراير 2015، زار أمير الكويت السعودية والتقى الملك سلمان، واستعرضا معًا روابط التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها.