نصر المجالي: وجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارته لفرنسا، اليوم الجمعة، فرصة لشن هجوم على الولايات المتحدة، مشيدًا بـ"التعاون بين تركيا وفرنسا" الذي يكتسب أهمية حيوية للسلام الإقليمي والدولي".

حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من أن الاتفاقيات القانونية المبرمة مع الولايات المتحدة "تفقد صلاحيتها"، منتقدًا واشنطن بسبب إدانة مصرفي تركي في محاكمة أميركية.

وأمس الأول الأربعاء، أدانت هيئة محلفين أميركية النائب السابق لرئيس بنك "خلق" التركي محمد هاكان أتيلا، بـ 5 تهم من أصل 6 وجهت إليه، خلال محاكمته في الولايات المتحدة.

وأدين أتيلا بتهم "خرق عقوبات واشنطن على إيران"، و"الاحتيال المصرفي"، و"المشاركة في خداع الولايات المتحدة"، و"المشاركة في جريمة غسيل أموال"، و"المشاركة في خداع البنوك الأميركية"، في حين تمت تبرئته من تهمة "غسيل أموال".

أدلة مزيفة

وتقول تركيا إن القضية قائمة على أدلة مزيفة واتهمت مسؤولي المحكمة الأميركية بأنهم على صلة برجل الدين التركي فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالمسؤولية عن محاولة الانقلاب في عام 2016.

واستندت القضية إلى شهادة تاجر الذهب التركي الإيراني ضراب الذي تعاون مع مدعين أميركيين وأقر بالذنب في اتهامات بالإشراف على برنامج للالتفاف على العقوبات الأميركية على إيران.

وفي شهادته، أشار ضراب إلى تورط مسؤولين كبار بينهم إردوغان. وقال إن إردوغان أجاز شخصيًا انضمام بنكين تركيين إلى البرنامج عندما كان رئيسا للوزراء.

عدالة أميركا

وفي أول تصريحات علنية منذ صدور الحكم، قال إردوغان في مؤتمر صحفي قبل سفره إلى فرنسا في زيارة رسمية "إذا كان هذا هو مفهوم الولايات المتحدة للعدالة فالعالم يتجه نحو الهاوية".

وأضاف "لتعذرنا الولايات المتحدة.. لكن القوانين في علاقاتنا الثنائية والاتفاقيات الثنائية بيننا تفقد صلاحيتها. أشعر بالأسف لأنني أقول ذلك لكن هذا سيكون الوضع من الآن فصاعدا". ولم يحدد الاتفاقيات التي كان يتحدث عنها.

واتهم أردوغان، الولايات المتحدة بتنفيذ سلسلة من المؤامرات وهي ليست مؤامرات قانونية فقط بل اقتصادية أيضا".

زيارة باريس

وفي مؤتمر صحفي بمطار أتاتورك الدولي في إسطنبول صباح اليوم الجمعة، قبيل مغادرته إلى فرنسا في زيارة رسمية يلتقي خلالها نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد أردوغان أنه سيبحث مع ماكرون خلال الزيارة "التعاون في مجالات ذات أولوية، مثل الاقتصاد والتجارة والدفاع ومكافحة الإرهاب".

وشدد أنه على اتصال وثيق مع الرئيس ماكرون في العديد من القضايا. مضيفًا "أولي أهمية كبيرة لهذه الزيارة على أساس شراكة شاملة وقوية". وذكر أن التطورات في المنطقة والاختبارات والأزمات التي تواجهها تركيا، "تجعل من التضامن الوثيق والدائم أمرًا أساسيًا للبلدين".

وتطرق إلى الدور الفاعل الذي تلعبه فرنسا ضمن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب. لافتًا إلى أن الزيارة ستتناول أيضا مستجدات بهذا الصدد. وأضاف، "سنجد الفرصة لبحث قضايا راهنة ومشتركة على الصعيدين الإقليمي والدولي، على رأسها التطورات في فلسطين والقدس وسوريا والعراق وليبيا".