بعد إعادة فتح معبر نصيب.. هل يستفيد لبنان من الموضوع، أم هو بحاجة إلى تفاهم سياسي مع سوريا من أجل ذلك؟.. وما الذي ينتصر لبنانيًا: المصالح الإقتصادية أو التجاذبات السياسيّة الضيقة؟.
إيلاف من بيروت: بعد إعادة فتح معبر نصيب بين سوريا والأردن، هل يستفيد لبنان من الموضوع أم هو بحاجة إلى تفاهم سياسي مع سوريا من أجل ذلك؟.
يؤكد الخبير الإقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة لـ"إيلاف" أن الحكومة السورية طالبت الحكومة اللبنانية بالتقدم بطلب رسمي لموضوع الإجازة للشاحنات اللبنانية بعبور معبر نصيب.
سيناريوهان محتملان
يتحدث عجاقة عن وجود سيناريوهين في ما خص هذا.&الملف الأول يكمن في أن الحكومة اللبنانية لن تتقدم بأي طلب وتتجاهل الموضوع، وفي هذه الحالة يجري الأمر على الصعيد الفردي، يكون الأمر بشكل غير رسمي من خلال بعض الفئات في المجتمع اللبناني التي ستستفيد وحدها من الموضوع.&
أما السيناريو الثاني فمن خلال قيام الحكومة اللبنانية بالطلب الرسمي من الحكومة السورية باجتياز معبر نصيب، هنا يجب أن نرى رد فعل البلدان العربية في هذا الصدد، وخصوصًا البلدان الخليجية، لأن هذا يعني أن الحكومة اللبنانية تكون قد نسقت مع الحكومة السورية، وهذا الأمر سيطرح علامات استفهام، إذا ما كانت الدول الأخرى ستتقبل هذا الموضوع أم لا، ولسنا أكيدين أنه إذا لم نطلب من الحكومة السورية هذا الأمر أن نتمكن من عبور نصيب، ولسنا أكيدين كذلك أننا إذا طلبنا منها هذا سوف يتم تقبل الأمر من الدول الأخرى المعارضة للموضوع. ناهيك عن ارتفاع الضرائب والرسوم لعبور نصيب.
عدم النأي اقتصاديًا
يؤكد عجاقة أن هذا يبقى في الشق السياسي. أما في ما يتعلق بالشق الإقتصادي، فهذا المعبر يفيد لبنان كثيرًا، حيث كانت تخرج منه 70 % من صادرات لبنان الزراعية، و20% من الصادرات الصناعية، وهذا أمر يفيد لبنان.&
ويلفت عجاقة إلى أنه شخصيًا يؤكد على ضرورة أن ينأى لبنان بنفسه سياسيًا، لكن يجب ألا ينأى بنفسه إقتصاديًا، ومتى كانت هناك مصلحة إقتصادية للبنان يجب القيام بها، ما يقتضي بعض التضحيات من قبل لبنان.
تجاذبات سياسية
لدى سؤاله كيف يمكن للبنان أن يستفيد من فتح معبر نصيب من دون الدخول في تجاذبات سياسية تحيط بالموضوع؟. يشير عجاقة إلى أنه باعتقاده الشخصي الإستفادة على الصعيد الواسع للبنان من الموضوع لن تتم، لأن الأمر يبقى غير سهل، فكما كان في السابق لن يعود.&
ويلفت عجاقة إلى أن هناك طريقة واحدة قد يقوم بها لبنان للاستفادة فعليًا من معبر نصيب، من خلال نقل البضائع إلى الأردن، حيث الأردن يتكفل بالبيع هناك، وتبقى الطريقة الأنسب كي ينسحب لبنان من الواجهة.
من خلال تعاون دبلوماسي قوي جدًا مع الأردن نمضي اتفاقية، حيث يتكفل الأردن بالأمر، وينسحب لبنان بذلك من واجهة المشاكل السياسية، حيث يبقى لبنان داخليًا منقسمًا بين من يؤيد التعاون مع سوريا ومن يرفضه تمامًا.
إعمار سوريا
وردًا على سؤال "بعد فتح معبر نصيب، يبقى في المستقبل موضوع إعادة إعمار سوريا، فهل يستفيد لبنان من الموضوع أيضًا أم يحتاج تفاهمًا سياسيًا كذلك مع سوريا من أجل ذلك؟"، يلفت عجاقة إلى أن التفاهم السياسي مطلوب كي يستفيد لبنان من الموضوع.&
ويؤكد أن الكثير من اللبنانيين، وحتى المعارضين للنظام في سوريا، سوف يستفيدون من إعادة الإعمار في سوريا، لا يمكن أن ننأى بنفسنا عن إعادة الإعمار في سوريا، لأن الموضوع يشكل فرصة العمر بالنسبة إلى لبنان، ويجب أن نشارك ونساهم في الإعمار، لأن لبنان يبقى منصة طبيعية لإعادة إعمار سوريا، والأمر يحتاج الموانئ اللبنانية، من هنا أهمية سيدر 1 لإعادة إعمار البنى التحتية في لبنان.
وردًا على سؤال "مع فتح معبر نصيب وإعادة إعمار سوريا المرتقب.. ما الذي ينتصر: الرغبة لدى اللبنانيين في تحفيز اقتصادهم أم الحساسيات تجاه سوريا؟".. هنا يجيب عجاقة أن "كل البلدان ترجّح المصالح الإقتصادية، وهذا ما يفعله الرئيس الأميركي مثلًا دونالد ترمب مع بعض البلدان المعادية له". فالإقتصاد يبقى قبل السياسة.
يضيف: "مصلحتنا الإقتصادية يجب أن تكون الإعتبار الأول، لأننا سياسيًا لا نشكل قوة عسكرية كبيرة، وأي موقف مع أي دولة خارجية وأي اصطفاف سياسي للبنان مع الدول الخارجية يشكل ضررًا له".
التعليقات