إيلاف من لندن: قال عادل عبد المهدي لدى تسلمه رئاسة الحكومة العراقية من سلفه حيدر العبادي إن أمام حكومته الكثير من التحديات والعمل الجاد في مجال تطوير الإقتصاد وتوفير الخدمات وكل متطلبات الشعب، فيما أشار سلفه إلى أنّه تسلم المسؤولية في 2014 والعراق على ابواب التقسيم وبغداد تحت التهديد والخطاب الطائفي هو السائد.&

جاء ذلك خلال مراسيم تسليم واستلام الحقائب الوزارية التي جرت في القصر الرئاسي ببغداد اليوم.

وقال عبد المهدي خلال مراسيم التسليم والاستلام "بحمد الله والتوكل عليه نتسلم اليوم مهامنا الرسمية بعد نيل حكومتنا ثقة ممثلي الشعب".. وأضاف "قدمنا برنامجا وزاريا طموحا وتفصيليا بمدد زمنية واضحة وسنعمل على تنفيذه وان هدفنا الأسمى هو تحقيق تطلعات شعبنا الذي عانى طويلا وآن له ان يقطف ثمار صبره وتضحياته"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".&

وأشار إلى "انه علينا جميعا التعاون والعمل يداً بيد من اجل حاضرنا ومستقبلنا، حيث ان امامنا الكثير من التحديات والعمل الجاد في مجال تطوير الاقتصاد وتنشيط سوق العمل وتوفير الخدمات وكل متطلبات شعبنا".&

وقدم عبد المهدي الشكر للعبادي "على تعاونه خلال هذه المرحلة وحرصه على التداول السلمي للسلطة".. مشيرا إلى أنّه "تقليد يليق بشعبنا ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون".. مبينا ان مجلس الوزراء سيعقد اليوم اول اجتماع للحكومة الجديدة للبدء بالعمل وتحديد الاولويات والتوجيه بالالتزام بالبرنامج الحكومي وتنفيذه في اوقاته المحددة.

ومن جانبه، أشار العبادي إلى أنّه وفي مثل هذه الايام من عام 2014 " كنا قد تسلمنا مسؤولية رئاسة الحكومة في ايام فقدان الأمل وضياع المدن ونزوح ملايين المواطنين وسيطرة داعش الارهابية على مساحات واسعة من العراق وكانت بغداد تحت تهديد داعش وتحت القصف وكذلك باقي المحافظات والمدن المقدسة وكان الخطاب الطائفي هو السائد والعراق على حافة التقسيم".

&

&

مراسيم تسليم العبادي لرئاسة الحكومة الى عبد المهدي بالقصر الجمهوري في بغداد

&

&

واضاف " نسأل الله ان نكون قد ادينا الامانة بكل مانستطيع رغم ان الظرف الاقتصادي كان صعبا في ظل انهيار اسعار النفط العالمية وفي ظل فساد عميق ووضع مالي خانق".. مبينا ان "مدن العراق اليوم آمنة وان ملايين النازحين قد عادوا لمدنهم المحررة واصبحت لدينا قوات امنية وجيش وطني".

&واوضح العبادي ان "تداول السلطة بشكل سلمي هو غاية ما نحرص عليه اليوم وهذه الامانة نسلمها بكل ود وتعاون وارتياح من اجل ان تستمر الحياة ويزدهر الأمل بمستقبل هذا الوطن الذي عانى طويلا " متمنيا لخلفه "النجاح والتوفيق في مهمته".

ثم عقد مجلس الوزراء الجديد جلسته الاعتيادية الاولى برئاسة عادل عبد المهدي خارج المنطقة الخضراء.&

وقال المكتب الإعلامي لعبد المهدي في بيان تابعته "أيلاف" إن "مجلس الوزراء عقد جلسته الاعتيادية الاولى برئاسة رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي في مقره الجديد خارج المنطقة الخضراء".

عبد المهدي من الشيوعية الماوية إلى البعثية ثم الشيعية الاسلامية

وعبد المهدي من مواليد عام 1942 في بغداد وشغل والده منصبا وزاريا في عهد الملك فيصل الأول في عشرينيات القرن الماضي.&

وقد تبنى عبد المهدي&أفكارا واتجاهات سياسية مختلفة منها عضوية حزب البعث ثم إلى الشيوعية الماوية قبل أن يختار التوجه الإسلامي وينضم إلى المجلس الاعلى الاسلامي الشيعي قياديا فيه بعد الثورة الايرانية عام 1979.&

وهو ينحدر من عائلة برجوازية سكنت مدينة الناصرية بجنوب العراق وقد تأثر في شبابه بالأفكار القومية العربية واكمل دراسته الثانوية في كلية بغداد بمنطقة الاعظمية في العاصمة إلى عام 1968.. ثم غادر إلى فرنسا لاكمال زمالة دراسية وبقي فيها إلى عام 1972 حيث ذهب إلى سوريا ومن ثم إلى لبنان التي بقي فيها إلى وقت الاجتياح الإسرائيلي عام 1982وغادر بعدها إلى فرنسا مرة أخرى إلى ان عاد للعراق عام 2003.

وقد تبنى عبد المهدي الفكر الاشتراكي في بادئ الأمر إلى ان انتهى به الأمر بالفكر الإسلامي الشيعي المعتدل واصبح قياديا في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وأسهم في تأسيسه بإيران في ثمانينيات القرن الماضي.&

شغل منصب وزير المالية ممثلا لهذا المجلس في حكومة إياد علاوي عام 2004 وقبل ذلك كان عضوا مناوبا عن رئيس المجلس الاسلامي الاعلى عبد العزيز الحكيم في مجلس الحكم وشارك مع الإدارة الأميركية في المفاوضات الخاصة بشطب الديون الخارجية العراقية وأقنع عددا من المانحين الدوليين أثناء توليه المنصب بإسقاط جزء كبير منها.&

ويبرر عبد المهدي تحولاته الفكرية والسياسية بقوله إن الأمر استغرق 50 عاما وهي فترة طبيعية ليتغير المرء، كما يصف نفسه بالسياسي الواقعي لكن مع الحفاظ على المبادئ.. وله كتابات عدة اثرت ادبيات المعارضة العراقية سابقا تمثلت باصداره كتبا عدة منها ما يتعلق بتطوير الاقتصاد العراقي المستقبلي، وما يتعلق بانضاج الاطروحة السياسية للمعارضة العراقية وساهم كذلك في وضع نظريات سياسية واقعية لها في فترة التسعينيات من القرن الماضي ساهمت في ايجاد آليات سياسية عراقية توافقية، حيث تم تبني اطروحات عدة منها في مؤتمرات المعارضة العراقية في لبنان ولندن ومدينة صلاح الدين في كردستان العراق.

&كذلك تولى إدارة بنك المعلومات العراقي وهو مؤسسة توثيقية تعنى بجمع الوثائق واصدار دراسات عراقية مقرها في طهران ولها فرع في دمشق انذاك تهتم بتغطية جميع جهود المعارضة العراقية في المنفى بالإضافة إلى وضع دراسات توثيقية حول الشخصيات القيادية في حكومة صدام حسين انذاك، كما ساهم في تنظيم قاعدة بيانات واسعة للشخصيات السياسية العراقية منذ العهد الملكي وحتى عهد صدام حسين.&

وقد عاد عبد المهدي إلى العراق من فرنسا التي حصل فيها على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي بعد سقوط نظام الرئيس صدام السابق حسين عام 2003 و شغل منصب وزير المالية في حكومة إياد علاوي عام 2004.

ثم أصبح عبد المهدي أحد نائبَي الرئيس العراقي عام 2005 بعد أن كان مرشحا أساسا لمنصب رئيس الوزراء قبل أن يتنازل لصالح إبراهيم الجعفري. وآخر منصب تولاه عبد المهدي كان وزارة النفط التي استقال منها في مارس&عام 2016.

وصوت مجلس النواب العراقي مساء الاربعاء على منح الثقة لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي و14 وزيرا من تشكيلته الوزارية التي تضم 22 وزيرا فيما تم تأجيل اختيار ثمانية وزراء آخرين بسبب اعتراضات على ترشيحهم وهم وزراء الداخلية والدفاع والعدل والتخطيط والتعليم العالي والبحث العلمي، اضافة إلى التربية والهجرة والمهجرين والثقافة.

والوزراء الـ14 الجدد منهم 11 منهم لم يسبق لهم شغل منصب وزير سابقا بينما شغل الثلاثة المتبقون مناصب وزارية في الحكومتين الموقتة بين عامي 2003 و2004 والانتقالية بين عامي 2004 و2005.
&