لا يخفي الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما اقتناعه بقدرته على الفوز بولاية رئاسية ثالثة في الولايات المتحدة لو كان الدستور يسمح بترشحه، وسبق له أن أعلن ذلك على الملأ.

إيلاف من نيويورك: ثقة أوباما العالية بالنفس أولًا ونوايا الناخبين الأميركيين ثانيًا، هدفت إلى الغمز من قناة الرئيس الحالي دونالد ترمب، الذي يتفاخر بإنزاله هزيمة كبيرة بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، بعكس التوقعات عام 2016، فسناتور إلينوي السابق يريد على الدوام إغاظة ترمب والانتقاص من نجاحه.

تصفية حسابات قديمة
الحساسيات بين الرجلين ليست وليدة الانتخابات الأخيرة، بل تعود إلى سنوات مضت يوم فتح حزب الشاي ملف مكان ولادة أوباما، وسرعان ما تلقف ترمب المبادرة وحمل مشعلها، علمًا بأن سيد البيت الأبيض السابق شكل دافعًا كبيرًا للرئيس الحالي كي يخوض غمار الانتخابات.&

وقد مثل عشاء المراسلين عام 2011 نقطة تحوّل كبيرة في حياة ترمب، الذي كان حاضرًا يومها، وتعرّض لسخرية كبيرة من أوباما على خلفية ملف وثيقة ولادته. ورصدت الكاميرات تفاعل ترمب الغاضب على وقع تصفيق مئات الحاضرين. وبحسب مقربين منه، فقد اتخذ يومها قراره بالترشح للانتخابات الرئاسية، بسبب شعوره بالإهانة.

الامتحان الثلاثاء
سيشكل يوم الثلاثاء المقبل امتحانًا لفائض القوة الذي يتملك الرئيسين، ولثقتهما العالية بالفوز في أي سباق انتخابي يدخلانه.&
فالانتخابات النصفية جعلت أوباما يعود بقوة إلى الساحة السياسية، متنقلًا بين الولايات. أما ترمب فيمضي غالبية أوقاته أخيرًا بين حشود الجمهوريين ومرشحيهم، وستكون معركة حاكم فلوريدا الحدث الأهم، لأن طرفي الصراع وضعا كل ثقلهما في محاولة كسب الولاية المتأرجحة والمهمة.

معركة حاسمة
سيواجه أندرو غيلوم عمدة مدينة تالاهاسي، المرشح الجمهوري رون دي سانتيس، المدعوم بقوة من قبل الرئيس دونالد ترمب، الذي زار فلوريدا أكثر من مرة في الفترة الأخيرة لشد عصب الجمهوريين.&

واللافت أن المرشح الديمقراطي – غيلوم - محسوب على التيار الذي يقوده سناتور فيرمونت بيرني ساندرز، لكن أهمية فلوريدا جعلت أوباما يتوجّه إليها، في مسعى إلى إعادة إحياء أمجاد الديمقراطيين، حيث إن أصوات مندوبيها في انتخابات الرئاسة لعامي 2008 و2012 صبّت في مصلحته، لكن ترمب الذي يعد نفسه أحد أبنائها نجح في قلب الأمور عام 2016.

تباين الشعارات
المهرجانات الانتخابية أظهرت مدى التباين بين أوباما وترمب، فالأخير تحدث عن تأمين الحدود لا فتحها، ووقف قوافل المهاجرين، معتبرًا أن التصويت للديمقراطيين يعني التصويت لتدفق المخدرات إلى البلاد، التي تؤدي إلى مقتل سبعين ألف أميركي سنويًا.&
وذهب أوباما باتجاه الحديث عن استحضار الانقسامات العرقية، وعلت صافرات الاستهجان وسط مؤيدي الطرفين عند ذكر أسماء الخصوم، فكان ترمب يتناغم مع جمهوره، بينما قاطع أوباما أنصاره بالقول "لا تصفروا، بل اذهبوا وصوّتوا".

تقارب في الأرقام
قبل ثلاثة أيام فقط من الموعد الكبير، تشير استطلاعات الرأي إلى تقارب كبير في الأرقام، مما يجعل مستحيلًا الآن توقع الفائز.&
ويريد غيلوم أن يصبح أول سياسي أسود يصل إلى منصب حاكم فلوريدا، وأول ديمقراطي يُنتخب منذ عقدين، فيما يرغب منافسه في إكمال هيمنة الجمهوريين على هذا المنصب، وخلافة ريك سكوت، الذي حكم لولايتين، وهي الفترة التي يُجيزها قانون فلوريدا، ويتصارع حاليًا مع السناتور الديمقراطي بيل نيلسن، لنيل أحد مقعدي الولاية في مجلس الشيوخ.

&