الرباط: اعتبر أنس الدكالي، وزر الصحة المغربي، أن تنظيم الملتقى العلمي لتقاسم الخبرات حول مرض الشلل الرعاش، مناسبة للانفتاح على الطاقات والخبرات المغربية في الخارج، المختصة في المجال الطبي والبحث العلمي في العلوم الصحية.

وأضاف الدكالي ، في افتتاح اليوم العلمي لتقاسم الخبرات حول مرض الشلل الرعاش، الذي نظمته الوزارة المنتدبة المكلفة المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، اليوم الأربعاء في الرباط، أن التظاهرة فرصة لتعرف الكفاءات المغربية في الخارج على "إمكانيات العلاج في بلدهم وتوسع العرض العلاجي وتطور البحث العلمي في بلادنا".

وأوضح وزير الصحة بأن نسبة مرض الشلل الرعاش، تصل في المغرب إلى 1 بالمائة، وتصيب بشكل خاص الأشخاص الذين تفوق أعمارهم ستين سنة، مؤكدا أن هذا المرض عنده "علاج دوائي وعلاج بالتدخلات الجراحية".

وأفاد الدكالي بأن هذا النوع من المرض يعرف المجال الجراحي في علاجه تقدما ملموسا، مبرزا أن وزارة الصحة بتعاون مع الوزارة المكلفة المغاربة بالخارج تعمل على الانفتاح على الكفاءات المغربية في المجال الصحي "لأن القانون يسمح بجلب الاستثمارات الأجنبية في المجال الصحي".

وأشار الدكالي إلى أن العاهل المغربي وجه بفتح المجال أمام الكفاءات العالية بالخارج التي يمكن أن تشتغل في القطاع الصحي، معتبرا أن المهن الصحية تمثل "خزانا لفرص العمل بالنسبة للشباب وسيساهم في الرفع من جودة الخدمات الصحية والوصول إلى التغطية الصحية الشاملة بالمغرب".

من جهته، قال عبد الحميد بنعزوز، الخبير المغربي المقيم في فرنسا والذي كرم بالمناسبة رفقة زوجته ربيعة بوعلي بنعزوز، إنه سعيد بمشاركته في التظاهرة العلمية التي تنظمها وزارة المغاربة المقيمين بالخارج.

وأكد بنعزوز وهو أول من وضع مقاربة علاجية جراحية عصبية جديدة لمرض الشلل الرعاش، مبنية على التحفيز العميق للنواة تحت المهادية لدى القردة داخل وحدة بحث بالمعهد الوطني للبحث العلمي في جامعة بوردو، إن هذه التقنية تساهم في معالجة المصابين بالمرض ويمكن أن تعيدهم إلى حالتهم الطبيعية.

&

الوزيران&بن عتيق والدكالي&في مقدمة الحضور في اللقاء العلمي&

&

وعبر الخبير المغربي عن اعتزازه بانتمائه لبلاده والعمل على نقل خبرته للباحثين والخبراء المغاربة المشتغلين في القطاع الصحي، وحث على ضرورة مساهمة الطاقات المغربية عبر العالم في تنمية البلد الأم وخدمتها انطلاقا من التجارب والمعارف التي راكموها في تخصصاتهم.

&

&

الخبير المغربي& عبد الحميد بنعزوز&

&

ويمثل نجاح التقنية التي ابتكرها الخبير المغربي مساهمة نوعية في علاج مرضى "باركنسون" في فرنسا واخيرا في المغرب، حيث أشاد بنعزوز بحرص بلاده على استثمار هذه التقنية في معالجة مرضى الشلل الرعاش.

من جهتها، قالت ربيعة بوعلي بنعزوز، الباحثة المختصة في علم الدماغ بجامعة بوردو الفرنسية، إن الكفاءات المغربية في مختلف التخصصات عبر العالم، ينبغي عليها أن "تعود بشكل أو بآخر من أجل أن تفيد البلاد وتقدم تجربتها وخبرتها من أجل المساهمة في تطوره".

وأضافت بوعلي ، في تصريح ل"إيلاف المغرب"، أنها تخرجت من المدرسة العمومية وواجهت صعوبات في مسارها العلمي والبحثي، حيث كانت بدايتها انطلاقا من مسقط رأسها بمدينة القصر الكبير (شمال المغرب)، قبل ان تصل الى هذا المستوى الأكاديمي المتميز في مجال البحث العلمي بفرنسا.

ودعت الخبيرة المغربية شباب بلادها إلى التسلح بالجد والاجتهاد من أجل بلوغ الأهداف والطموحات الشخصية في مختلف المسارات العلمية، وأكدت أن العزيمة والإصرار "سلاح فعال في مواجهة الصعاب والتغلب عليها"، وشددت على أن أي مجتهد ومجد سيجد له مكانا في قائمة "المميزين والناجحين".

&

&الخبيرة ربيعة بوعلي بنعزوز&

&

ويروم اللقاء العلمي استعراض آخر التطورات العلمية المرتبطة بمرض الشلل الرعاش وبحث سبل الشراكة والتعاون بين الخبراء المغاربة المقيمين في فرنسا ونظرائهم بالمغرب، بالإضافة إلى تقاسم التقدم الحاصل في هذا المجال، وتوسيع نطاق الشراكات بين كفاءات البلدين.

كما يسعى اليوم العلمي إلى مواكبة مشاريع الكفاءات المغربية في ميادين البحث العلمي والصحة وتعزيز نقل التكنولوجيا والخبرات والمعارف عن طريق تشجيع إنشاء منصات علمية متطورة، حيث شارك في التظاهرة العلمية حوالي 100 خبير فرنسي ومغربي مقيم بفرنسا، بالإضافة إلى عدد من الأطباء المغاربة المتخصصين والباحثين في الميدان الصحي.

وشهد اليوم العلمي حضور عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب المكلف المغاربة المقيمين بالخارج، ووزير الصحة وعدد من أطر الوزارتين، بالإضافة إلى مجموعة الباحثين والأطباء المختصين والمهتمين بعلاج مرض الشلل الرعاش.