إيلاف من&دبي: افتتح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي اليوم في فندق أرماني دبي أعمال "القمة العالمية للتسامح" التي ينظمها "المعهد الدولي للتسامح" التابع لمؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" تحت شعار "تحقيق المنفعة الكاملة من التنوع والتعددية: مجال حيوي للابتكار والعمل المشترك"، بمشاركة ما يزيد على 2000 من المسؤولين رفيعي المستوى والخبراء والأكاديميين وأعضاء السلك الدبلوماسي وممثلي المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية.

التسامح حق إنساني

وغرد الشيخ محمد على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا "شهدت اليوم جانبا من القمة العالمية للتسامح.. &شخصيا أؤمن بأن التسامح حق انساني .. وأؤمن بأنه أداة تطوير حضاري وتنموي ... وأؤمن بأن الشعوب المتسامحة هي شعوب إنسانية عالمية تستحق الريادة .. ولعل أكثر &ما تحتاجه منطقتنا اليوم أن تتسامح شعوبها وأطيافها الدينية والثقافية مع نفسها".

قبول اختلاف الآخر

وفي كلمته بالقمة، قال الشيخ محمد "التسامح قوة تدفع المجتمع إلى الأمام .. نحن نربي أولادنا على التسامح ونغرس فيهم قيم التعاون واحترام التنوع والاختلاف ليكونوا أقوياء بثقتهم في أنفسهم.. فالإنسان القوي هو الأقدر على قبول اختلاف الآخر والتعايش معه.. فعندما يعي أي مجتمع هذه القيمة فإنه يضمن لأفراده تلاحمهم ويصون عليهم تكاتفهم و يهيئ لهم مساحات أرحب للتعاون لحياة أفضل.. فالتسامح يكفل للناس السعادة ويمنحهم الطمأنينة والسكينة ويعينهم على مواصلة رحلة الحياة بتفاؤل وأمل".

وتابع "نعمل على ترسيخ مكانة الإمارات عاصمةً للتسامح والتعايش الإيجابي.. وتأكيد إسهامها في تحقيق تقارب حقيقي بين الثقافات لكي تبقى دولتنا دائماً صاحبة الإسهام الأكثر تأثيراً في إقامة وتفعيل حوار عالمي يعين على إقرار أسس التفاهم بين الشعوب في مختلف ربوع العالم على اختلاف أفكارهم وتنوع ثقافاتهم".

مدرسة زايد

وأضاف الشيخ محمد "تربينا في مدرسة زايد على قيم نبيلة عديدة من أهمها التسامح.. والإمارات ستظل النموذج والقدوة في الانفتاح الواعي على الآخر وتقبّل أفكاره وتفهّم متطلباته.. فالجميع في بلدنا يعيشون ويعملون دون تفريق بين مواطن ومُقيم.. الكل يعمل من أجل بناء المستقبل بروح الفريق الواحد.. فالتسامح لا نعليه شعاراً ولكننا نعيشه نهج حياة.. فنحن لا ندخر جهداً في توفير أسباب السعادة للجميع، بكل الإعزاز والتقدير لكل إسهام مخلص يعين على بناء غد مشرق لدولتنا ومنطقتنا والعالم".

وأكد أن دولة الإمارات حريصة على تهيئة المناخ الذي تدعم من خلاله كل حوار جاد يسهم في نشر مقومات السلام حول العالم ويعين على تعزيز روح المودة والتسامح بين شعوبه ومد مزيد من جسور التواصل التي يمكن من خلالها العبور إلى مستقبل يكفل للناس السعادة والاستقرار في إطار من التعايش وتقبّل الآخر وتفهم الاختلاف الذي لابد ألا يعيق الإنسان عن تحقيق طموحاته.

التعاون والابتكار

من جهته، ألقى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح الإماراتي رئيس مجلس أمناء المعهد الدولي للتسامح، كلمة بعنوان "التعاون والابتكار من أجل بناء مجتمع حاضن للتنوع الثقافي
وتحدث عن واقع التسامح في دولة الإمارات الذي قال أنه يتأكد في كافة ربوعها بفضل رؤية القيادة الإماراتية وقيم شعبها المتسامح والحريص على تحقيق كل ما يرتبط بالتسامح والسلام، من تقدم إنساني واجتماعي واقتصادي، مؤكداً أن شعب الإمارات ملتف حول قيادته في إطار تتكاتف فيه كافة مؤسسات المجتمع لمكافحة التعصب والتطرف والتمسّك بالقيم والمبادئ الإنسانية التي يشترك فيها البشر جميعاً.

&وأضاف الشيخ نهيان "من فضل الله على دولة الإمارات، أن قيّض لها قادةً حكماء ومخلصين بدءاً بمؤسس الدولة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان منفتحاً على العالم يتفاعل بإيجابية مع الجميع، وأقر قيم التسامح والتعايش، والمساواة والعدل بين الناس وهي القيم ذاتها التي واصلت الإمارات السير على نهجها بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، ومعهم حُكّام الإمارات."

بث الأمل في المستقبل

وتابع وزير التسامح "أقف أمامكم دليلاً حياً على التزام دولة الإمارات بأن التسامح والتعايش يتطلبان من الجميع العمل الجاد وبذل الجهد بشكلٍ دائم على ترسيخ أسسهما سواء من خلال التعليم والتوعية، أو على مستوى وسائل الاتصال والإعلام، أو من خلال بناء الشراكات المحلية والعالمية، التي تسهم في بث الأمل في المستقبل، وتؤدي إلى تحقيق السلام والرخاء والحياة الكريمة للجميع ". معتبرا القمة تعبيراً واضحاً لحرص دولة الإمارات على التعاون من أجل نشر التسامح وبث الأمل والتفاؤل، ومنبراً عالمياً يدعم الحوار الإيجابي بين الحضارات والثقافات لتبادل الأفكار آملا في أن تكون القمة مجالاً للعمل المشترك نحو تحقيق التسامح والسلام في العالم.

ودعى الشيخ نهيان جميع المشاركين إلى العمل المشترك من أجل تحقيق الإسهام الفاعل والإيجابي لتصحيح المفاهيم الخاطئة لكي يصبح التسامح مجالاً للريادة والابتكار والمبادرة من أجل تحقيق الرخاء والخير للجميع. مشيرا إلى أن دولة الامارات تتمتع بالقدرة على الريادة والمبادرة والابتكار وأنها دولة قائدة ورائدة في تنمية الجوانب الإيجابية في العلاقات بين الثقافات والحضارات وتعميق الوعي بها بما يسهم في توطيد أواصر الود والتفاهم والتعايش بين الأمم والشعوب.

حوار الحضارات

ويبحث المشاركون في القمة العالمية للتسامح سبل نشر قيم التسامح عالمياً ودعم الحوار البناء بين مختلف الحضارات والثقافات والأديان والتأكيد على احترام المبادئ الأساسية للعدالة وحقوق الإنسان، والتوصل إلى خارطة طريق للتحالف بين دول العالم بغرض ترسيخ ثقافة التسامح وتعزيز السلم العالمي وحماية مستقبل البشرية، فيما يتمثل الهدف الاستراتيجي للحدث في فتح الباب أمام حوار جاد يخدم أهداف الإنسانية في التعايش السلمي والتسامح العقائدي والديني، ويركز على جوهر الديانة وبعدها الحضاري والايجابي في حياة البشر، بما يسهم في تحديد آفاق الحلول التي يمكن أن يتبناها قادة الرأي وأصحاب القرار.
&