لا تزال الصحف العربية والعالمية مهتمة بالأحداث المتطورة في الشرق الأوسط وصداها على الشؤون الداخلية في الشرق والغرب.
ونبدأ من صحيفة التايمز البريطانية، ومقال يتساءل عن مدى إحكام قادة إيران قبضتهم على مجريات الأمور الداخلية في بلدهم.
في هذا المقال، يحاول علي أنصاري، مدير معهد الدراسات الإيرانية بجامعة سانت أندروز تسليط الضوء على التحديات التي تواجه المواطن الإيراني، في ضوء تصاعد التوتر مع إسرائيل.
فرغم تسليط الضوء على فرحة الإيرانيين بهجوم طهران على إسرائيل رداً على استهداف قنصليتها في دمشق، لكن المقال يكشف أن هناك كتابات على الجدران "تتبرأ من الهجوم"، وتشير إلى أن الحرب هي "الخيار المناسب" للدول التي ترغب في إبعاد الضوء عن الأزمات.
ويقول الأنصاري إن الشغل الشاغل لمعظم الإيرانيين هو "التعامل مع التضخم المتفشي وتراجع العملة"، الذي يرجع إلى "سوء إدارة النظام وعدم كفاءته".
المظاهرات في إيران: قوات الأمن تستهدف عيون المتظاهرين
مظاهرات إيران: لجنة سرية لمعاقبة الشخصيات الشهيرة المعارضة
ويوضح المقال أن متوسط دخل المواطن الإيراني الشهري يبلغ نحو 172 دولاراً، وهو ما لا يكفي ثمناً يومياً لـ"نصف كيلو من لحم الضأن الذي تضاعف سعره أربع مرات خلال عامين".
وبالتالي، يستنتج المقال أن معظم الإيرانيين حريصون على تجنب إضافة المزيد إلى الصعوبات الاقتصادية الكبيرة التي يواجهونها بالفعل من خلال صراع جديد لا ناقة لهم فيه ولا جمل.
وينتقل التقرير إلى القول بوجود "تناقض مذهل" في روايات الحكومة الإيرانية بشأن ردها على إسرائيل بين الداخل والخارج. ففي الخارج، أعطت طهران انطباعاً بأنها وجهت "ضربة محدودة، تكاد تكون رمزية، تهدف إلى إرسال رسالة".
أما في الداخل، فقد "قيل للإيرانيين إن 50 إلى 70 في المئة من الأهداف تم ضربها"، وهو ما يتعارض مع "حقيقة أن نحو 50 في المئة من الصواريخ الإيرانية إما فشلت في الإطلاق أو سقطت على مسافة أبعد بكثير من أهدافها".
كما اتهم المقال السلطات الإيرانية بالترويج لمقاطع فيديو "مزيفة" لمن قالت إنهم إسرائيليون يتدافعون للصعود على متن الرحلات الجوية الأخيرة هرباً من إسرائيل بالتزامن مع الهجوم الإيراني.
ثم ينتقل أنصاري إلى انتقاد إعادة نشر شرطة الأخلاق بكثافة لإلزام النساء بالحجاب، وهو ما لاقى منذ عامين احتجاجات حاشدة بعد مقتل مهسا أميني، واصفاً تلك الخطوة بأنها "محاولة لإعادة حبس الجني في القمقم" تخاطر بمزيد من الاستفزاز.
واستشهد المقال بما قاله أحد المنتقدين بأن "مثل هذا الوضع غير قابل للاستمرار"، واصفاً الأجهزة الأمنية للنظام الإيراني بأنها أيضاً "جيش احتلال".
ويلخص أنصاري وجهة نظره في الصراع الإيراني مع إسرائيل والعالم الغربي بأنه "يعكس قناعة أيديولوجية" لا يستطيع الكثير من الإيرانيين الاقتناع بها أو رؤية مستقبلهم من خلالها.
ويؤكد كاتب المقال أن الإيرانيين يحلمون بـ"الحكم الرشيد، والاقتصاد الجيد، والوجود الآمن الذي تنخرط في ظلاله إيران مع العالم، وتستطيع أن تتقدم إلى درجة من الاستقرار والحياة الطبيعية التي يتمتع بها الكثيرون في الغرب".
إدارة بايدن قد تضطر للنزول على رغبة الديمقراطيين الرافضين للحرب الإسرائيلية - واشنطن بوست
في صحيفة "واشنطن بوست" نطالع مقالاً عن موقف الحزب الديمقراطي الأميركي من إسرائيل.
ويأتي ذلك في أعقاب إقرار مجلس النواب مساعدات بقيمة 26.4 مليار دولار لصالح إسرائيل بجانب مساعدات أخرى لأوكرانيا وتايوان، ومن المقرر أن يبدأ مجلس الشيوخ النظر في مشروع القانون الثلاثاء، على أن يتم الإقرار النهائي خلال الأيام التالية تمهيداً لعرضه على بايدن لتوقيعه ليصبح قانوناً.
مجلس النواب الأميركي يقر مساعدات لكييف بـ61 مليار دولار
ويبدأ شادي حميد، المتخصص في العلوم السياسية، مقاله بتسليط الضوء على تحول الأميركيين ضد حرب إسرائيل في غزة للمرة الأولى منذ نحو 7 أشهر؛ حيث أشار أغلبية الأميركيين في آذار (مارس) إلى رفضهم الأعمال العسكرية الإسرائيلية.
وبحسب المقال، كانت معارضة الحرب أكثر وضوحا بين الديمقراطيين، حيث رفضها 75 في المئة.
ورغم أن الرئيس جو بايدن انتقد القصف الإسرائيلي على غزة ووصفه بأنه "عشوائي"، إلا أن ذلك "لم يُحدِث تغييرات كبيرة في السياسة"، حيث رفض بايدن وضع شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل.
ويسلط المقال الضوء على أن هناك 37 من أصل 213 عضواً ديمقراطياً في مجلس النواب الأميركي صوتوا مؤخراً ضد تلك المساعدات، ورغم أن الرقم ليس بالكبير، إلا أنه "يوضح انقساماً في قلب الحزب الديمقراطي".
واستعان المقال باستطلاع أجرته شبكة سي بي إس نيوز هذا الشهر، يوضح أن 32 في المئة فقط من الديمقراطيين يؤيدون إرسال أسلحة وإمدادات عسكرية إلى إسرائيل.
ويشرح حميد أن المشكلة في مشروع القانون الذي ينتظر موافقة مجلس الشيوخ، يكمن في "فشل وضع أي شروط على تلك المساعدات"، ما يعني تخلي السلطة التشريعية عن سلطاتها الرقابية.
وينتقد المقال حصول أحد حلفاء الولايات المتحدة "على شيك على بياض" لفعل ما يريد بالأسلحة الأميركية، وهو ما يعني أن إدارة بايدن "تكافئ حكومة نتانياهو بامتيازات معززة واستثنائية، تمكّن إسرائيل من استخدام الأموال لشراء أسلحة من صناعتها المحلية وكذلك شراء أسلحة أميركية بأقل من "القيمة السوقية العادلة".
ويوضح المقال أن المشرّعين المعارضين للمساعدات الأميركية إلى إسرائيل، يفرّقون بين الأسلحة الدفاعية والهجومية، فهم ضد "أسلحة الحرب التي تُستخدم لتدمير غزة وقتل المدنيين الفلسطينيين بأعداد كبيرة".
بايدن يواجه معارضة داخلية متزايدة بخصوص الحرب الإسرائيلية على غزة
وأشار حميد إلى أن من بين المعارضين من صوتوا سابقاً لصالح أسلحة ومساعدات لإسرائيل، ومع ذلك، يرى أحد النواب الديمقراطيين أن هناك "انفصالاً كاملاً" بين واشنطن والديمقراطيين العاديين عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.
ويحذر كاتب المقال من أن استمرار المواطنين الديمقراطيين في تسجيل سخطهم في الأشهر المقبلة، قد يضطر إدارة بايدن "إلى الانحناء"، لأن "قيادة الحزب لا تستطيع تجاهل موقف أعضائها من مثل هذه القضية المشحونة".
يوم الأرض.. فرصة للتوحد من أجل مستقبل مستدام
ونختتم جولتنا بصحيفة عرب نيوز السعودية، ومقال بعنوان يوم الأرض الذي يأتي في 22 نيسان (أبريل)، ويركز هذا العام على "الكوكب في مواجهة البلاستيك".
في هذا المقال، يحذر السياسي الأميركي الإيراني، الدكتور ماجد رافي زاده، من عواقب التلوث البلاستيكي التي يقول إنها "عميقة وبعيدة المدى"، منبهاً إلى أن المواد البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة، تشكل تهديداً خطيراً للنظم البيئية والحياة البحرية وصحة الإنسان.
ويوضح المقال ذلك بأن الأكياس البلاستيكية تسد الممرات المائية، كما أن المواد البلاستيكية الدقيقة تلوث السلسلة الغذائية، ويتطلب معالجة هذه الأزمة جهوداً شاملة وتنسيقاً على المستويات المحلية والوطنية والعالمية.
ويشدد المقال على أهمية وضع "سياسات لحظر أو تقييد المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، والاستثمار في المواد والتقنيات البديلة، وتعزيز نماذج الاقتصاد الدائري التي تعطي الأولوية لإعادة الاستخدام وإعادة التدوير بدلاً من التخلص منها".
كما يحث الشركات على لعب دور حاسم في دفع الابتكار واعتماد الممارسات المستدامة في جميع أنحاء سلاسل التوريد الخاصة بها.
الحياة البرية: كيف يؤثر انقراض نوع واحد من الحيوانات على كوكب الأرض بأكمله؟
ويربط رافي زاده بين يوم الأرض وتغير المناخ وإزالة الغابات وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث، والتي يراها جميعاً "أعراض لأزمة أعمق تضرب بجذورها في أنماط الإنتاج والاستهلاك غير المستدامة".
كما يؤكد على التقاطع بين القضايا البيئية والعدالة الاجتماعية، حيث "يتحمل الضعفاء، والشعوب الأصلية والمجتمعات ذات الدخل المنخفض والملونين، وطأة التدهور البيئي والمخاطر الصحية والنزوح والصعوبات الاقتصادية".
ويلفت مقال الصحيفة السعودية الانتباه إلى أهمية التعليم في تعزيز الوعي البيئي، بما يسمح بتنمية جيل جديد من قادة البيئة وصناع التغيير الملتزمين بخلق عالم أكثر استدامة وإنصافا.
التعليقات