أسامة مهدي: أعلنت الرئاسة العراقية الجمعة أن الرئيس برهم صالح سيبدأ غدا جولة إقليمية يبدأها من طهران وتشمل السعودية من المنتظر أن تتصدر مباحثاتها العقوبات الاميركية على ايران والصراع في المنطقة واسعار النفط وتعزيز علاقات العراق مع جاريه الشرقي والجنوبي.

وقالت الرئاسة العراقية في بيان صحافي اليوم تابعته "إيلاف" ان "الرئيس برهم صالح يرافقه عددٌ من الوزراء والمستشارين سيتوجه السبت الى العاصمة الايرانية طهران في جولة اقليمية تشمل كذلك المملكة العربية السعودية لبحث سبل التعاون وتعزيز العلاقات الثنائية فضلا عن مناقشة التطورات في المنطقة".

ومن المنتظر ان تتناول مباحثات الرئيس صالح في الرياض مع العاهل السعودي الملك سلمان وولي عهده الامير محمد تعزيز علاقات البلدين في مختلف المجالات وخاصة الامنية والسياسية ومساهمة المملكة في إعادة اعمار العراق اضافة الى الصراعات التي تشهدها المنطقة.

واعلنت السعودية خلال مؤتمر الكويت لاعمار العراق في فبراير شباط 2018 عن تعهدها بتخصيص مليار دولار لمشاريع استثمارية في العراق ونصف مليار دولار إضافية لدعم الصادرات العراقية بناءً على توجيهات الملك سلمان وولي العهد الامير محمد "الحريصين على الوقوف مع العراق في جميع أزماته والمساهمة في استعادة وضعه الطبيعي والعمل على ان تتحول هذه المبالغ الى مشاريع وفرص عمل على ارض الواقع" كما قالت.

وفي الخامس من مارس 2018 أعلن العاهل السعودي الملك سلمان خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي عن تبرعه بتشييد مدينة رياضة متكاملة في بغداد تضم ملعبا لكرة القدم يتسع الى 100 الف متفرج ومنشآت تدريبية مختلفة.

والاسبوع الماضي أجرى وزير الطاقة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح مباحثات في بغداد استهدفت وضع الآليات المناسبة للإسراع في تحقيق الشراكة الاقتصادية وتفعيل التعاون المشترك والتكامل الاقتصادي اضافة الى القرارات المتعلقة بخفض الإنتاج النفطي والتعاون مع بقية أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط &"اوبك" لتحقيق الاستقرار في السوق.

وكان العراق والسعودية قد اعلنا تشكيل مجلس تنسيقي اعلى مشترك في 20 يونيو حزيران عام 2017 وذلك للارتقاء بالعلاقات إلى المستوى الاستراتيجي من التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والتجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية والتحرك لتشكيل لجان مشتركة على مستوى الوزراء للبدء بنشاطاتها في العراق.

وجاءت هذه الخطوة في إطارالتقارب الذي بدأ بين بغداد والرساض قبل ثلاثة اعوام بعد قطيعة دامت نحو 27 عاما اثر انقطاع العلاقات بينهما عقب اجتياح الرئيس العراقي السابق صدام حسين للكويت في العام 1990. &وكان العبادي قد زار السعودية في حزيران يونيو عام 2017 بعيد زيارة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى بغداد للمرة الأولى لوزير خارجية سعودي منذ 14 عاما.

وتأتي جولة الرئيس صالح الجديدة هذه الى الرياض وطهران ضمن زيارات بدأها الاحد الماضي وشملت الكويت والامارات والاردن حيث اكد خلالها "سعي العراق لان يكون ساحة لتلاقي المصالح بين دول المنطقة لاساحة للصراعات".

العقوبات الاميركية تتصدر محادثات صالح في طهران

وفي طهران التي يصلها الرئيس صالح صباح غد السبت سيكون موقف العراق من العقوبات الاميركية على ايران في مقدمة القضايا التي سيبحثها مع نظيره الايراني حسن روحاني اضافة الى أمن الحدود المشتركة وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.

واشارت مصادر عراقية تحدثت الى "إيلاف" الى انه من المؤكد ان موقف العراق من العقوبات الاميركية على ايران والاستثناءات التي حصل عليها منها وخاصة في مجال الطاقة ومدتها 45 يوما وخصوصية وضع العراق بشأن تلك العقوبات ستتصدر مباحثات الرئيس صالح مع محاوريه الايرانيين.

وخلال زيارته الى الكويت الاحد الماضي قال الرئيس صالح في لقاء مع الصحافيين ان العراق "لا يريد أى أذى يمس الشعب الايرانى، ونحن فى حوار حقيقى مع واشنطن لمراعاة خصوصية العراق ولا نريد أن يكون العراق محملا لأعباء ووزر تلك العقوبات".

ومن جهته قال رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي خلال مؤتمر صحافي الاسبوع الماضي ان "العراق ليس جزءاً من منظومة العقوبات او الاعتداء على أي دولة ويراعي مصالحه أولاً وموقفنا شبيه بالموقف الاوروبي وروسيا والصين واليابان وهو حفظ المصالح الوطنية وبدون ضرر او ضرار على الآخر كما لا يريد ان يكون جزءاً من صراع هو ليس طرفاً فيها".

واعلنت الادارة الاميركية في الثامن من الشهر الحالي عن منح العراق اعفاء مدته 45 يوما من عقوباتها على ايران حتى يحقق استقلاليته عنها في مجال الطاقة .. واكدت ان العقوبات لاتستهدف الشعب الايراني وانما سلوكيات نظامه منوهة الى انها لاتشمل الغذاء والدواء وكذلك التجارة مادامت لاتسدد بالدولار.

ودخلت الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران في الخامس من الشهرالحالي حيز التنفيذ حيث تستهدف على وجه التحديد قطاع الطاقة وذلك بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق الدولي النووي مع إيران في ايار مايو الماضي.

وسيسعى الايرانيون خلال الزيارة الى اقناع العراقيين بزيادة التبادل التجاري بين البلدين وتصديرالمزيد من السلع والبضائع الى العراق للتخفيف من اثار الحصار الاقتصادي الدولي على ايران حيث يعتبر العراق متنفس طهران التجاري.

وترتبط بغداد بعلاقة قوية مع واشنطن وتنسق معها حول الأمن والسياسة والحكم لكن اقتصادها متشابك بشكل كبير مع اقتصاد إيران. ولا تنتج المصانع العراقية سوى القليل جدا من المنتجات إثر الحصار الدولي الذي فرضته الولايات المتحدة في مطلع التسعينات والغزو الذي قادته ضد العراق في عام 2003 وبدلا من ذلك تغزو حاليا المنتجات الايرانية الأسواق العراقية ابتداءا من المعلبات الغذائية مثل الألبان الى السجاد والسيارات.

وفي السادس من الشهر الحالي اعلن السفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي عن وصول حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران إلى ثمانية مليارات ونصف المليار دولار سنوياً، مبيناً أن هناك 79 شركة إيرانية مختلفة الاختصاصات تعمل في العراق في مجالات الطاقة والبناء والسياحة والبنى التحتية وان حجم مشاريع تلك الشركات بلغ عشرة مليارات دولار.