بهية مارديني: عبّرت مصادر سورية عن خيبة أملها بنتائج اجتماعات أستاناوالتي انتهت اليوم ببيان ختامي بعد يومين من النقاشات، فيما دعا خالد المحاميد النائب السابق لرئيس هيئة التفاوض السورية، وعبيدة نحاس رئيس حركة التجديد الوطني، إلى تركيز الجهود على إطلاق سراح المعتقلين السوريين، وتثبيت وقف إطلاق نار شامل في سوريا.

وكان النظام السوري والمعارضة تبادلا 20 معتقلاً للمعارضة، و10 معتقلين للنظام، قبل أيام من جولة مفاوضات أستانا الحالية.

وأعلنت موسكو أنها تعمل لحصول تبادل المزيد من المعتقلين بين الطرفين قبل نهاية العام.

وأعرب المحاميد ونحاس في اتصال اليوم الخميس بحسبما علمت "إيلاف"، عن رغبتهما في رؤية المزيد من الجهود لإطلاق سراح المعتقلين في سوريا، ولاسيما خلال مفاوضات أستانا، وكذلك استمرار خفض التصعيد في إدلب، الذي طالبا بتحويله إلى "وقف دائم لإطلاق النار، مؤكدين على ضرورة إخراج المجموعات الأجنبية المرتزقة والإرهابية من سوريا".

انتقال سياسي&

تطرق المعارضان السوريان الى الجهود المبذولة "لتحقيق انتقال سياسي في سوريا، وأهمية إعادة بناء الدولة السورية"، مؤكدين ضرورة البناء على ما تم من اتفاقات لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار، لأن "الهدف في النهاية هو حماية المدنيين في كل من درعا والغوطة الشرقية وإدلب، وفي سوريا كافة".

وأكد الطرفان أن تعطيل مفاوضات جنيف أثر سلباً على الوضع في سوريا، وأن الوصول إلى حل سياسي شامل في سوريا بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2254 يبقى هدف المعارضة السورية، لكن من مهمات المعارضة السورية أيضاً "أن تنظر إلى الأمور الإنسانية بجدية أكبر وتعمل لتخفيف معاناة السوريين وتسعى لتحقيق ذلك".

وتشارك حركة التجديد الوطني في وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات أستانا التي اختتمت اليوم في العاصمة الكازاخية، وتناولت ملفات المعتقلين وإدلب وغيرها من الملفات المهمة.

خيبة أمل

عبّرت مصادر سورية عن خيبة أملها في عدم احراز أي تقدم خلال اجتماعات استانا وعدم وجود أي جديد قد يبعث أمل السوريين في الحل، وهذا ما لفت اليه المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا في بيان جديد له، تلقت "إيلاف" نسخة منه.

لكن فاتح حسون القيادي في الجيش السوري الحر والذي شارك في الجولات السابقة من أستانا، قال في تصريح خصّ به "إيلاف" أنه " من مضامين البيان الختامي يتضح كم بذلت تركيا ومعها قوى الثورة السورية جهودا مضنية من أجل تثبيت ما تم الاتفاق عليه حول إدلب وتذليل المصاعب التي تواجه هذا الاتفاق، وإحراز تقدم ولو كان طفيفا باتجاه ملف المعتقلين".

ظروف استثنائية&

وأشار الى أن هذه الجولة من المباحثات "أتت في ظروف استثنائية بعد أن اتهمت قبل أيام روسيا كذبا هيئة تحرير الشام بشن هجوم بالسلاح الكيماوي" على حد تعبيره.

وأضاف "لم يكن هذا الاتهام الكاذب بهذا التوقيت إلا لغاية نسف الاتفاقيات المبرمة، و لزيادة المعوقات والمصاعب أمام جولة مباحثات أستانا، فينعكس ذلك سلبا &على المشهد السوري".

ورأى أنه كان للاتصال الهاتفي بين الرئيسين التركي والروسي أثر إيجابي على هذه الجولة من المباحثات، فما زال الطريق طويل وشائك، وما زال هناك من يعمل ليل نهار على تخريب الاتفاقيات وإنهاء أي مسار سياسي أو مباحثات أو مفاوضات.

واكد حسون انه "حين توزيع البيان الختامي لجولة المباحثات كانت مدفعية النظام بإيعاز إيراني تدك قرى جرجناز والتح والتمانعة بالصواريخ مسببة قتلى وجرحى في صفوف المدنيين الذين نزحوا من قراهم بالمئات، فما زالت الضريبة يدفعها الشعب السوري دما وتشريدا، وما زال الإصرار والثبات عنوان عمل قوى الثورة السورية، وما زال هناك من يقف إلى جانبنا ويربط أمنه القومي بسلامة أرضنا وأهلنا، ولا بد من تكاتف كافة القوى الثورية العسكرية والسياسية والمدنية كي يقطف شعبنا ثمار كل الضرائب التي دفعها وما زال يدفعها بسقوط المجرم بشار وبناء سورية الحرية والعدالة".

أسف عميق

أعرب المبعوث الخاص دي ميستورا في بيانه الذي تلقت "ايلاف" نسخة منه ، عن أسفه العميق لأنه "وخلال الاجتماع الخاص الذي عقد بأستانا مع الجهات الثلاث المشاركة (النظام والمعارضة والدول الضامنة) في اجتماعات سوتشي ، لم يكن هناك أي تقدم ملموس في التغلب على المأزق الذي دام عشرة أشهر حول تشكيل اللجنة الدستورية وفقا لبيان سوتشي النهائي في 30 يناير 2018 وتمشيا مع قرار مجلس الأمن 2254 لسنه 2015".

وقال &"كانت هذه هي المناسبة الأخيرة لاجتماع أستانا في عام 2018 ، ولكنها كانت للأسف، بالنسبة للشعب السوري، فرصة ضائعة للإسراع بإنشاء لجنة دستورية ذات مصداقية ومتوازنة وشاملة ، تمتلكها وتقودها سوريا وتيسرها الأمم المتحدة."

وصدر بيان ختامي لجولة أستانا الحادية عشر لم يتضمن جديدا سوى الاعلان عن جولة جديدة من الاجتماعات في شهر شباط القادم.