إيلاف من باريس: أعلنت رئاسة الوزراء الفرنسية، السبت، اعتقال 107 من متظاهري "السترات الصفراء" على الأقل في باريس، بعدما حاولوا أن يكسروا الطوق الأمني في شارع الشانزليزيه الشهير بالعاصمة.

وكانت السلطات الفرنسية قد حشدت آلافا من أفراد الشرطة الإضافيين في باريس قبل ثالث مظاهرة ينظمها السبت المحتجون الغاضبون من رفع أسعار الوقود، في الوقت الذي حذر مسؤولو الأمن من تجدد أعمال العنف.

ولأكثر من أسبوعين أغلق محتجو "السترات الصفراء" الطرق عبر فرنسا في احتجاج عفوي وشعبي ضد زيادة ضرائب السولار وارتفاع تكاليف المعيشة.

وتزايد الاحتجاج وتحول إلى أحد أكبر وأعتى التحديات التي واجهها الرئيس إيمانويل ماكرون منذ توليه السلطة قبل 18 شهرا.

وقبل أسبوع تجمع آلاف المحتجين، الذين ليس لهم قائد وينظمون أنفسهم إلى حد بعيد عبر الإنترنت، في باريس لأول مرة وحولوا شارع الشانزليزيه إلى ساحة قتال بعد اشتباكهم مع الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.

وقال دوني جاكوب الأمين العام لنقابة الشرطة البديلة ”نخشى أن تتسلل مجموعات صغيرة من مثيري الشغب من خارج السترات الصفراء إلى (مظاهرة اليوم السبت) للاشتباك مع قوات الأمن وتحدي سلطة الدولة“.

وأضاف ”هناك خوف من ذهاب بلطجية إلى أماكن أخرى في ضوء تعزيز مستوى الأمن في الشانزليزيه“.

وقال مسؤولون إنهم يتوقعون نشر نحو خمسة آلاف من قوات الأمن في باريس تحسبا لمظاهرة يوم‭ ‬السبت وإن خمسة آلاف آخرين سيتعاملون مع الاحتجاجات في المدن الفرنسية الأخرى.

وقام عمال بوضع حواجز معدنية ولوحات خشبية أمام الواجهات الزجاجية للمطاعم والمتاجر الموجودة في أشهر شوارع باريس يوم الجمعة. وسيُغلق شارع الشانزليزيه أمام حركة المرور وسيدخله المشاة عبر نقاط تفتيش.

وقال مسؤول نقابي شرطي آخر لرويترز ”هناك كثير من التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي ونتوقع تجاوزا وعنفا“. وأضاف أن من المتوقع أن تشارك مجموعات من أقصى اليمين واليسار.

وهناك ثلاث مظاهرات مصرح بها في باريس يوم السبت وهي مظاهرة السترات الصفراء وأخرى ضد البطالة وثالثة ضد العنصرية.

ويشير اسم السترات الصفراء إلى السترات الصفراء الفوسفورية التي يتعين على جميع السائقين في فرنسا تزويد سياراتهم بها. وتتمتع الحركة بشعبية واسعة النطاق. وفاجأت احتجاجات السترات الصفراء ماكرون وهو يحاول زيادة شعبيته التي انخفضت إلى نحو 20 في المئة.