دعا خبراء مشاركون في المنتدى العالمي للهجرة والتنمية المنعقد في مدينة مراكش المغربية، دول استقبال المهاجرين إلى التحلي بالإرادة السياسية اللازمة لردم الهوة بين مجتمعاتها والمهاجرين، مطالبين بتصحيح الصورة السلبية التي يواجه بها المهاجر رغم التضحيات التي يقدمها لبلد الاستقبال.

إيلاف من الرباط: أكد المشاركون في ورشة "تسخير إمكانيات المهاجرين الحالية لتعزيز القدرة على التكيف"، التي نظمت الخميس، على ضرورة رصد الممارسات الفضلى في مجال الهجرة ومحاولة زرعها ونشرها في كل المناطق المعنية بالظاهرة.

كما طالبوا دول الاستقبال باستغلال الرأسمال المادي واللامادي الذي يمثله المهاجرون بثقافاتهم وخلفياتهم الحضارية المتنوعة، موضحين أن هذا المدخل سيمكن من الاستفادة من كفاءات وقدرات المهاجرين وتوظيفها بشكل أمثل.

شدد المشاركون على ضرورة أخذ الحكومات العوامل السياسية والثقافية في&الاعتبار، من أجل الوصول إلى ما سموه "التفاعل الإيجابي مع المهاجر والبيئة التي تحتضنه"، كما طالبوها ببدل المزيد من الجهد للتأثير على التصورات السلبية حول الهجرة والمهاجرين.

قالت كاتلين نيولاند، عضو&مجلس الأمناء في معهد سياسة الهجرة، إنه "لا ينبغي أن نستمر في وضع تضاد ما بين الشمال والجنوب، لأن المشكلة تهم الطرفين معًا". أضافت أن الجميع مطالب بالعمل على تغيير "الرؤية وعدم وضع التعارض بين الجانبين".

وحثت نيولاند دول العالم على استثمار الفرص التي تتيحها الهجرة، وطالبت بـ"تحويلها إلى فرصة لدول الجنوب والشمال والاستفادة من قدرات وكفاءات المهاجرين وتجاوز الحواجز الثقافية واللغوية والنفسية".

كما دعت إلى الارتقاء بالتعامل مع المهاجرين واحترامهم. وقالت "ينبغي أن نوضح أننا نتعامل مع كائنات ملموسة وليست هلامية ولديها خصائصها الثقافية التي ينبغي أن تحترم". أضافت: "علينا أن ندفع جميع الدول المعنية بالظاهرة ونطالبها بالعمل معًا لتحقيق هذه الأهداف".

لفت أحد المشاركين في المنتدى إلى أن التوترات الاجتماعية في بلدان الاستقبال ليست نتيجة الهجرة، وذلك في إشارة إلى الاحتجاجات التي يعرفها عدد من الدول كانت آخرها فرنسا (تظاهرات أصحاب السترات الصفراء).

وأكد المتحدث عينه، على ضرورة تكاثف جهود الجميع من أجل محاربة الصورة النمطية عن الهجرة والمهاجرين ومحاولة إلصاق الإخفاقات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها الدول بهم.

كما حثت مداخلات أخرى على ضرورة استثمار التقنية والإمكانات الكبيرة التي تتيحها الشبكة الرقمية في جمع المعطيات والبيانات الخاصة بالهجرة والمهاجرين، من أجل امتلاك الأرقام الحقيقية والانطلاق منها،&تنفيذ كل البرامج والمشاريع التي تستهدفها.

وتتواصل الجمعة أشغال الدورة الحادية عشرة من المنتدى العالمي للهجرة والتنمية المنعقد تحت شعار: "الوفاء بالالتزامات الدولية لتحرير طاقات كل المهاجرين من أجل التنمية"، بمشاركة ممثلي 135 بلدًا عبر العالم، حيث سيعلن في ختامه عن أهم التوصيات والخلافات التي خرج بها المشاركون في نقاشاتهم المتواصلة على مدى ثلاثة أيام.