قال الكاتب المغربي بنسالم حميش إن اللغة العربية تتعرّض لهجمات متنوعة الوسائل والأساليب تفاقمت مظاهرها واحتدت لأكثر من عقدين من الزمن.

إيلاف من الرباط: أفاد حميش في المحاضرة الافتتاحية لأسبوع اللغة العربية الثاني 2018، بعنوان "اللغة العربية بين مناوئيها وراعيها"، وهي من تنظيم الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، مساء الثلاثاء، في الرباط، أفاد أن خصومها من المتطرفين الشرسين يشعرون بالنفور والتقزز بمجرد النطق باسمها، بدعوى أنها لغة السلفيين والقاعدة وداعش، على الرغم من كونهم لا يجدون بديلًا من استخدامها والنهل من مقدراتها السياسية في هجومهم عليها.

حدد أوجهًا عديدة لمناوئة اللغة، تهم استقواء الكتاب الفرانكفونيين بالهيمنة الفرنسية، بحيث أصبحت مقدسة بالنسبة إليهم، كلغة رقابة ذاتية لا تهب في تصورهم حرية الخيال والتعبير الفردي.

حميش رفقة رئيس الائتلاف الوطني للغة العربية

وقال حميش: "هم يوجدون على بعد سحيق من اللغة العربية وثقافتها، كلامهم عبثي نقرؤه من خلال الطاهر بن جلون وأتباعه، لا يتم إلا عن عداء مترسخ يعبّرون عنه قولًا وفعلًا، هو شعور بالتفوق ناتج من جهل مركب، لا ينفع معهم إعادة التذكير بأن القرآن الكريم نزل بالعربية، التي طورت قبل الإسلام آدابًا دنيوية، فضلًا عمّا نقرأه في المعلقات، ليبرز الأدب العربي الحديث مع أمثال محمد شكري، الذي اطلع بن جلون على سيرته، وترجمها للفرنسية، لكنه لم يرجع عن ترهاته حول قدسية اللغة العربية، بحيث لم يخجل، ولم يعتذر".

صرح وزير الثقافة المغربي السابق في المحاضرة، التي ألقاها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، أن إدراج العامية في المقررات التعليمية دعوة فاسدة علميًا وتربويًا، تتبناها لوبيات نافدة داخليًا وخارجيًا، تتجاهل التاريخ ومنطوقات الدساتير، في إشارة إلى ما أسماها "جماعة عيوش" (رجل الأعمال المغربي نور الدين عيوش أحد المدافعين عن إدراج العامية في التعليم)، مما ينتج منها عامية "لقيطة" تدمج الفرنسية، وتبتعد عن الثقافة المغربية التي يعشقها المواطنون، من خلال فن الملحون والموشحات و المسرح والسينما.

واعتبر حميش أن مناوئي العربية يخدمون مشروعًا لسيادة اللغة الفرنسية كحل للتشرذم اللغوي، حتى يصبح المغرب والدول الأخرى على شاكلة الولايات والأراضي وراء البحار، أو المنضوية في بلدان القارة الأفريقية التي تعتمدها كلغة رسمية كأفريقيا الغربية.

الصحافي الطاهر الطويل يقدم حميش في الندوة&

وذكر أن الواجب الجماعي يفرض حمايتها ضد حملات التبخيس والتهجين، بسن قوانين ملزمة في الإدارات والمؤسسات العمومية والمراكز التجارية لاعتمادها، فضلًا عن الاحتفاء بالمتوجين فيها عربيًا بجوائز مهمة، ممن لا يتم الالتفات إليهم وطنيًا.

وأثنى على الطفلة مريم أمجون، بطلة تحدي القراءة العربي، التي تشكل نموذجًا سارًا يحتذى به بالنسبة إلى العديد من الأطفال المغاربة.

وقال حميش "تلزمها متابعة من طرف طبيب نفسي نظرًا إلى الضغط المغربي والعربي الذي تعرّضت له عقب فوزها باللقب، حيث يمكن لأي كبوة في تعليمها أن تعود عليها بالسلب".

جانب من الحضور

حول تصوره لطريقة تلقين اللغة الأمازيغية، قال حميش: "حرف تيفناغ" صعب علينا تعلمه، هناك من يصطدمون بالأبواب الموصدة أمامهم من دون مستجيب، وهنا أشير إلى مقال سبق أن كتبته حول "الغلاة" في هذا السياق، مما جعل حسن أوريد (كاتب مغربي) يخاصمني، ويكتب مقالًا آلمني كثيرًا، وأنا أنزهه عن الانتماء إلى هؤلاء. أما عن سؤالي لمناوئي العربية فأقول: لماذا تكتبون بلغة تعادونها ولا تكتبون بـ"تيفيناغ"؟.