الشلل الحكومي في الولايات المتحدة الأميركية حتم على الرئيس دونالد ترمب البقاء في البيت الأبيض إلى حين جلاء الأمور، فأعضاء الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ يتمسكون بموقفهم الرافض لتمويل الجدار الحدودي مع المكسيك.

إيلاف من نيويورك: فضلت السيدة الأميركية الأولى، ميلانيا، وابنها بارون، التوجّه إلى منتجع مار ال-لوغو في فلوريدا لقضاء عطلة الأعياد، وتُرك الرئيس وحيدًا في العاصمة واشنطن يتصارع مع خصومه.

خروج ماتيس المشرف أزعجه
الساعات الأخيرة أوحت بأن ترمب لا ينشغل فقط في مشكلة الشلل، فأمر آخر طفا&إلى العلن، ويبدو أنه ساهم إلى حد كبير في إزعاج الرئيس.&

فخروج جيمس ماتيس من الإدارة احتجاجًا على الانسحاب من سوريا لم يمر مرور الكرام، واختلف كثيرًا عن طريقة خروج المسؤولين الذين سبقوه. وبلا أدنى شك فإن عبارات الثناء والإشادة التي حصل عليها الجنرال المتقاعد من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، جعلت ترمب يعمل على تعكير صفو الاستقالة المشرفة التي وضعها وزير دفاعه على طاولة المكتب البيضاوي.

تهشيم صورته
سريعًا أراد الرئيس تهشيم صورة الجنرال، الملقب بـ"الكلب المسعور"، ردًا على حملة التعاطف مع الأخير، فكتب ليل السبت الأحد على حسابه على تويتر يقول: "إنه منح جيمس ماتيس فرصة أخرى عندما عيّنه وزيرًا للدفاع، ووفر له موارد لم تكن لديه أبدًا، وذلك بعدما فصله الرئيس أوباما بشكل غير مشرف".

غمز ترمب بشكل غير مباشر من رسالة استقالة ماتيس، التي تضمنت في متنها إشارات عن ضرورة التعامل مع الحلفاء، حيث اعتبر أن "الحلفاء مهمّون للغاية، ولكن ليس عندما يستغلون الولايات المتحدة".

صاحب الطلقة الأخيرة
التغريدات لم تشف غليل الرئيس، فأكمل يوم الأحد مهمته، محاولًا التأكيد أنه صاحب الطلقة الأخيرة، فأعلن وبشكل مفاجئ تعيين نائب ماتيس، باتريك شناهان، كوزير للدفاع بالوكالة ابتداء من الأول من شهر يناير المقبل، أي قبل شهرين تقريبًا من الموعد الذي حدده الجنرال المتقاعد للرحيل، الأمر الذي يعني أن جيمس ماتيس بات مطالبًا بترك منصبه في التوقيت الذي أراده ترمب.

بول وحيدًا
قرار ترمب بالانسحاب الكامل للقوات الأميركية من سوريا لا يزال يسيطر على السياسة الأميركية. وباستثناء موقف السناتور الجمهوري عن كنتاكي راند بول، فإن كل المسؤولين الأميركيين استمروا في انتقاد ترمب بشكل عنيف.

هدية بوتين وخامنئي في الميلاد
رأى السناتور الديمقراطي عن ولاية ديلاوير، كريس كونز، أن ترمب قدم هدية عيد ميلاد كبيرة إلى قادة روسيا وإيران، ومهد الطريق أمام تلك القوى الخارجية لممارسة نفوذ أكبر في المنطقة.

وأعرب عن اعتقاده في حديث لشبكة (سي بي سي)، أن "ترمب قدم هدية كبيرة إلى فلاديمير بوتين وآية الله خامنئي بعد قرار الانسحاب المفاجئ".

خوف أميركي
كما لقيت محاولات ترمب بالتقليل من أهمية استقالة المنسق الأميركي الخاص للحرب على داعش، بريت ماكغورك، والتقليل من دوره عبر القول، إنه لا يعرفه، لقيت انتقادات كبيرة.&

فالسناتور الديمقراطي كريس ميرفي شن عبر تويتر حملة عنيفة على الرئيس الأميركي، حيث سأل: "أنت لا تعرف منسقك الخاص لحملة مكافحة داعش؟". ونوه سناتور كناكتيكت بدور ماكغورك في مواجهة داعش. وأضاف: "حقيقة أن رئيسنا لا يمتلك أدنى فكرة من هو بريت يجب أن تخيف كل أميركي".


&