انتقدت صحف عربية عديدة سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولم تبد تفاؤلا حيال قدرته على اتخاذ القرارات في المرحلة المقبلة.

"لاعب جمباز غير محترف"

نبدأ من صحيفة فلسطين أونلاين، إذ كتب عبد الستار القاسم: "يلاحظ المتابع لتصرفات وأقوال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الاتزان والتوازن يغيبان في كثير من الأحيان عن طروحاته ومقارباته. ويبدو أن هناك تباعدا بينه وبين التركيز إلى درجة أن الهوجائية تطغى على سياساته أحيانا، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي".

وشبه القاسم الرئيس الأمريكي بـ"بلاعب جمباز غير محترف ويقفز بدون إطار أو رؤية. يقفز من فكرة إلى أخرى بدون انسياب منطقي أو ترابط ذهني، الأمر الذي يوقعه في تناقضات وعجز عن اتخاذ القرار. وفي قفزاته الفجائية وغير المتوقعة، يظن المتابع أن ترامب يقع أسير نزواته ورغباته الذاتية، دون أن يملك قدرة على التحكم في علمية ومهنية اتخاذ القرار".

وحذر حسان يونس في صحيفة الوطن القطرية من أن "اليوم تبدو الأمور شديدة الشبه بسنوات الحرب الباردة، توجتها الولايات المتحدة بإعلان استراتيجيتها الجديدة للدفاع القومي، التي ستعيد شبح تلك الحرب مرة أخرى، مع ما يعنيه ذلك من العودة إلى استخدام 'الوسطاء' الذين سيدفعون الفاتورة الأكبر لصراعات وتجاذبات 'الكبار' على اعتبار أن الولايات المتحدة وروسيا لن يدخلا في مواجهة مباشرة تحت أي ظرف من الظروف".

في السياق ذاته رأى عبد المجيد سويلم في صحيفة الأيام الفلسطينية أن "صناعة الوهم لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب واسعة ومتشعبة وممتدة وفي مختلف المجالات. بل يمكن القول إنها (أي صناعة الوهم) سمة رئيسية من سمات الترامبية، وربما تكون الثابت الأهم في 'الجلبة' التي أثارها الرئيس الأميركي منذ حملته الانتخابية، مرورا بنجاحه في انتخابات الرئاسة، وبعد أكثر من عام كامل على تربّعه في البيت الأبيض".

وأضاف سويلم: "الحديث عن صناعة الوهم في القضايا الداخلية الأميركية أصبح اليوم وأكثر من أي وقت مضى مادة للكوميديا والكوميديا السوداء في أوساط كثيرة وكبيرة في المجتمع الأميركي، كما أن صناعة الوهم في الاستراتيجية التي أعلنها الرئيس ترامب تحولت إلى مادة للتندر والاستغراب، حيث أعيدت منظومة الأولويات (أولويات العداء) إلى أوج مرحلة الحرب الباردة، و'تراجعت' كل الأولويات التي 'وزعها' ترامب واستبدلت بصورة دراماتيكية".

"سياسة متهورة"

وفي صحيفة الغد الأردنية، أشار حازم عياد إلى أن "النكسات التي تعانيها الفدرالية الامريكية في الجانب الاقتصادي لم تسعفها السياسة الخارجية التي اعتمدت اسلوب الابتزاز لمعالجة الاختلالات".

ورأى عياد أن "السياسة الأمريكية أصبحت ذات طابع فضائحي ونزقة ومتهورة إلى حد كبير، فالأمر لا يتعلق بترامب إنما ببنية دولة تواجه تحديات غير مسبوقة بصعود الصين والتحدي الروسي والتمرد الأوروبي، فضلا عن تمرد القوى الإقليمية التي لم تعد تنساق خلف الفيدرالية الأمريكية بالسهولة المعتادة، مستثنيا طبعا من لديهم قابلية للاستعمار والذين باتوا بحد ذاتهم لعنة لأمريكا فهم من ناحية اخرى جعلوا أمريكا دولة لديها قابلية للاستنزاف أيضا".

وفي الصحيفة ذاتها، استنكر ماجد توبة "الانحياز الأمريكي الفاقع للاحتلال الإسرائيلي في ثنايا قرار ترامب وإدارته اليمينية المتطرفة". ورأى الكاتب أن ذلك "لم يترك مجالا إلا لخلق معارضة واسعة على مستوى شعوب كثيرة، خاصة عند وضع هذا القرار الأمريكي في سياق المتوقع من قرارات متطرفة وغريبة وعنصرية لترامب".

من جانبه قال غسان العزي في صحيفة الخليج الإماراتية: "يبدو أن ترامب وضع [الرئيس السابق باراك] أوباما نصب عينيه، وراح يقدم سياسات هي على النقيض تماما من سلفه، 'عقدة أوباما' تبدو في كل جملة من خطاب الاتحاد الذي قدم ترامب نفسه فيه على أنه 'المخلص' الذي يدعو الجميع للاتحاد حول 'رسالته السامية'. لكن ردود فعل الديمقراطيين والصحافة والمراقبين عموما، على الخطاب لا تشي البتة بأن الرئيس نجح في توحيد الاتحاد تحت زعامته".