القاهرة: رغم الضغوط التي تواجهها المملكة العربية السعودية بغية الحد من الإنفاق ومنح الأولوية لمشروعات بعينها على حساب مشروعات أخرى، يظل قطاع التكنولوجيا فوق مثل هذه الاعتبارات ويقود خطط المملكة التي يُهدَف من ورائها إلى تنويع مصادر الدخل.
وبالاتساق مع ما تقوم به من جهود في سبيل تعزيز رؤيتها لعام 2030، تسعى الحكومة السعودية لتطوير ذلك القطاع على أمل تحويل المنطقة إلى محور تكنولوجي عالمي.
وربما تقف عدة أسباب وراء تزايد ثقة السعودية بذلك القطاع، فإلي جانب دوره في تعزيز خطط تنويع مصادر الدخل، فإن المملكة نفسها نجحت في الوصول لوضعية رائدة على صعيد استشراف المستقبل المدفوع بالذكاء الاصطناعي، الذي يتوقع أن يكون له كبير الأثر على قطاعات الاتصالات، الرعاية الصحية، الترفيه والعمليات الحكومية بالمملكة.
ومن بين الأسباب الأخرى هو أن السعودية تبذل جهودا مكثفة من أجل استغلال الذكاء الاصطناعي لمنح اقتصادها دفعة كبرى. فقد جذبت السعودية الأنظار إليها بمنحها جنسيتها للروبوت "صوفيا" الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، كما لفتت انتباه العالم بكشفها عن خطط تطوير مدن ضخمة تديرها الروبوتات على ضفاف البحر الأحمر.
فضلا عن اعلان السعودية عن مشروع "نيوم" العملاق بتكلفة اجمالية قدرها 500 مليار دولار أمريكي، وهو المشروع الذي ستزيد مساحته عن مساحة دبي وسيضم مجموعة من المرافق المميزة التي من بينها مركز تجاري دولي متحرر ومحور أعمال يضم صناعات في مجال التصنيع المتقدم، مجال التكنولوجيا الحيوية ومجال الإعلام.
وقال بهذا الخصوص طارق تامان نائب الرئيس والمدير العام لمنطقة الهند والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة إنفور Infor الرائدة التي تساعد الشركات الإقليمية على تحويل عملياتها من الناحية الرقمية " تظهر السعودية التزاما قويا حين يتعلق الأمر بالتحول الرقمي. والأمور تتحرك بصورة سريعة للغاية هناك وحوالي 50 % من أعمالنا التي نباشرها في منطقة الخليج تتركز في المملكة العربية السعودية".
كما رحبت العملاقة التكنولوجية SAP بالخطوة الجريئة التي قررت السعودية بموجبها استخدام الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية الوطنية المرتبطة برؤيتها لعام 2030.
وقال بيل ماكديرموت الرئيس التنفيذي للشركة "الذكاء الاصطناعي أمر محوري بالنسبة لرؤية السعودية لعام 2030. وستتمكن بفضل بصيرتها الحذرة من تحويل الخدمات الحكومية بشكل كبير في المدن الذكية. وتعد نيوم مثالا ممتازا على دمج الابتكار الحقيقي في البنية التحتية للمدن، بما سيتيح الفرصة لظهور المركبات ذاتية القيادة، المباني الذكية والخدمات المتنقلة الجديدة التي ستحسن حياة المواطنين السعوديين".
وبالمثل، تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة لتحويل خططها الطموحة في مجال الذكاء الاصطناعي إلى واقع ملموس، حيث تسعى لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلات ليس فقط في كل القطاعات، بل أيضا في تطوير قطاعات جديدة وخلق اقتصاد جديد ومجتمع ذكي. وذلك في الوقت الذي يتم فيه استخدام الذكاء الاصطناعي، التعلم العميق والحوسبة المعرفية على نطاق واسع في مجالات مختلفة من بينها الخدمات المصرفية، خدمة العملاء، الدفاع، الرعاية الصحية وما إلى ذلك.
أعدت "إيلاف" المادة نقلا عن موقع " ameinfo"، الرابط الأصلي أدناه
https://ameinfo.com/technology/innovation/ai-central-saudi-vision-2030/
التعليقات