يتوقع أن يقوم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأول زيارة خارجية له، منذ توليه منصب ولاية العهد، في مارس المقبل، ستشمل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، وتستمر لأسبوعين.
إيلاف من واشنطن: قالت مصادر سعودية تحدثت إلى "إيلاف" إن الاقتصاد سيأخذ حيزًا كبيرًا من الزيارة الخارجية الأولى لولي العهد السعودي منذ توليه منصبه في يونيو من العام الماضي، مشيرين إلى أن الأزمة مع قطر يرجّح ألا تأخذ حيزًا كبيرًا في الاجتماعات بين المسؤولين السعوديين ونظرائهم في الدول الثلاث.
مناقشة "نيوم"
ستكون الولايات المتحدة المحطة الأهم في الزيارة المتوقعة، حيث سيقضي فيها الأمير أيامًا عدة، وسيتوقف في أكثر من مدينة، يلتقي خلالها رجال أعمال أميركيين وقيادات في شركات تقنية، يناقش معهم الفرص الاستثمارية التي توفرها خطة 2030، وخصوصًا مشروع مدينة نيوم، التي أُعلن عنها في أكتوبر الماضي خلال مؤتمر اقتصادي كبير في مدينة الرياض.
وكان الأمير محمد بن سلمان حينما كان وليًا لولي العهد زار الولايات المتحدة في يونيو 2016، حيث قضى فيها 13 يومًا، منها نحو ثمانية أمضاها في مدينة سان فرانسيسكو، التي يقع في ضواحيها وادي السليكون، حيث أكبر شركات التقنية في العالم، والتقى ببعض قياداتها، وتجول في مقر شركة فايسبوك.
وكانت محطة "سي بي إس" الأميركية كشفت في الأسبوع الماضي أن ولي العهد السعودي يخطط "لزيارة مزدحمة للولايات المتحدة، يجول خلالها على مدن عدة، ويلتقي رجال أعمال لبحث فرص الاستثمار في المملكة".
مكان للحالمين والمبدعين
يركز الأمير محمد وفريقه على إنجاح مشروع مدينة "نيوم"، التي اختير لها شمال غرب المملكة موقعًا، وتغطي مساحة 26.5 ألف كيلو متر مربع، وتطل على البحر الأحمر.
وكان ولي العهد السعودي زار بشكل غير معلن على الأقل مرة واحدة مقر مدينة نيوم، في ديسمبر الماضي، حيث بدأ بالفعل العمل على إنشاء المشروع، من خلال البدء في الإعداد لنزع الملكيات لبعض البيوت التي تقطع في إطار المدينة المزمع إنشاؤها، ووصفها الأمير محمد بأنها "ستؤسس على آخر ما توصلت إليه التقنية، وستكون مكانًا للحالمين وتجمعًا للمبدعين والموهوبين من كل أنحاء العالم".
ومن المفترض أن يلتقي ولي العهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض في بداية الزيارة، على أن يجول في مدن أميركية عدة، ويعود مرة أخرى إلى العاصمة الأميركية، بالتزامن مع وصول ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد وأمير قطر الشيخ تميم.
الأزمة القطرية
وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مسؤول أميركي وصفته بـ"الكبير"، أن زيارة المسؤولين الخليجيين تأتي في إطار مساعي إدارة ترمب لحل الخلاف الذي بدأ في يونيو الماضي، بإعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها مع الدوحة "بسبب دعمها للإرهاب".
لكن مراقبين سعوديين قالوا لـ"إيلاف" إنه لا بوادر حتى الآن على نجاح المساعي الأميركية، خصوصًا أن الحرب الإعلامية بين البلدان المقاطعة من جهة والدوحة من جهة أخرى تأخذ منحى تصاعديًا، وشهدت تطورًا لافتًا بتصريح قطري هو الأول من نوعه، يعلن، بعد إنكار دام طويلًا، الدعم لميليشيا الحوثيين، وتحريضهم على مهاجمة الأراضي السعودية، إذ وصف رئيس تحرير صحيفة قطرية معروف بعلاقته الوثيقة بالديوان الأميري السبت، وصف عبدالملك الحوثي بـ "الشجاع"!، ودعاه إلى الدفاع عن أرضه "ودق خشومهم (الرد بقوة على قوات التحالف العربي)".
التعليقات