واشنطن: أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين أنه كان ليتوجه بدون سلاح لصد المهاجم الذي استهدف مدرسة في فلوريدا، في حين أوصل الطلبة الناجون من المجزرة حملتهم لتشديد القيود على حمل السلاح إلى الكونغرس.

وبعد نحو أسبوعين من الهجوم الذي أوقع 17 قتيلا في باركلاند بفلوريدا، استأنف النواب الأميركيون جلساتهم بعد أسبوع عطلة ووسط ضغوط متزايدة من أجل التصدي للعنف المسلح. 

ومنذ الهجوم الذي وقع في 14فبراير، دعا ترمب إلى إصلاحات تتضمن تشديد التحريات على عمليات شراء الأسلحة النارية. لكن لا يزال على البيت الأبيض الإعلان عن دعمه لقوانين محددة في الكونغرس، حيث يواجه فرض قيود فدرالية على حمل السلاح عقبات رئيسة خاصة في عام سيشهد اجراء انتخابات منتصف المدة. 

وخلال اجتماع في البيت الأبيض مع حكام الولايات، أكد ترمب أنه كان سيشعر بأنه مضطر لمواجهة مطلق النار. وقال "أعتقد فعلا أنني كنت لأسارع إلى هناك حتى لو لم أكن أحمل سلاحا"، مضيفا "لا يمكنك تحديد ذلك إلا عندما تقع تحت التجربة". 

وبعدما انتقد في وقت سابق ضابط شرطة مسلح لم يتدخل لمنع الهجوم على مدرسة "مارجوري ستونمان دوغلاس" الثانوية، وصف ترمب أداء بعض عناصر انفاذ القانون بـ"المقرف". لكن الضابط سكوت بيترسون رد عبر محاميه قائلا إنه تمركز خارج مبنى المدرسة لاعتقاده بأن إطلاق النار كان صادرا من الخارج. 

وقال محاميه جوزيف دي روزو إن "الاتهامات للسيد بيترسون بأنه جبان وبأن أداءه في ظل هذه الظروف لم يستوف معايير ضباط الشرطة تفتقد إلى الصحة بشكل واضح". 

التحرر من الجمعية الوطنية للبنادق
توجه عدد من الناجين من هجوم باركلاند إلى مبنى الكابيتول حيث التقوا الاثنين زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي وغيرها لمناقشة تداعيات الهجوم الذي اعتبر أسوأ عملية إطلاق نار تتعرض إليها مدرسة أميركية منذ ست سنوات. 

من جهته، تناول ترمب الغداء الأحد مع رئيس "الجمعية الوطنية للبنادق" النافذة واين لابيير حيث أبلغه بضرورة إحداث تغييرات في ما يتعلق بحيازة الأسلحة. وقال ترمب لحكام الولايات "سنجري تحريات مشددة للغاية (...) إذا وجدنا شخصا مضطربا، لا أريد أن يكون بحوزته مسدس". 

وكان الرئيس الأميركي دعا كذلك إلى تعزيز الاجراءات الأمنية في المدارس، فيما أثار جدلا لدى اقتراحه تسليح بعض المدرسين والموظفين إلى جانب الحرس في حرم المدارس. 

يطالب معظم الديموقراطيين بأن تؤتى جهود السيطرة على حمل الأسلحة ثمارها في الكونغرس، فيما أظهر استطلاع جديد أجرته شبكة "سي ان ان" الإخبارية أن 70 بالمئة من الأميركيين يؤيدون تشديد قوانين حيازة الأسلحة، وهي زيادة بـ18 نقطة عن اكتوبر. 

لكن لا يزال من غير الواضح ماهية الاجراءات التي يمكن تمريرها في الكونغرس وسط الخلافات الحزبية، حيث لم تصدر الكثير من التصريحات من كبار النواب واعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بشأن المسألة. 

ويسعى السناتور الجمهوري بات تومي والديموقراطي الوسطي جو مانشين إلى إعادة إحياء مشروع قانون تقدما به عام 2013 لتوسيع التحريات لتشمل التدقيق في عمليات شراء الأسلحة التي تتم عبر الانترنت وخلال معارض الأسلحة النارية. وقال مانشين للصحافيين إن على ترمب دعم الخطوة حتى يتم تمرير مشروع القانون في مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون. 

وأعرب جمهوريون من الضواحي، حيث تلقى الدعوات لتشديد الرقابة على امتلاك الأسلحة رواجا، عن انفتاحهم تجاه رفع العمر القانوني لشراء البنادق نصف الآلية من 18 إلى 21 أو حظر الأجهزة التي تحول هذا النوع من الأسلحة إلى رشاشات. 

وأكدت السناتورة سوزان كولينز، وهي جمهورية معتدلة، أنها تدعم كذلك توسيع التحريات والنظر في مسألة الوضع النفسي والعقلي لمشتري الأسلحة. وقالت لوكالة فرانس برس "بكل تأكيد أرغب في أن يتم تبني هذه المسألة". 

لكن العديد من المحافظين يرون في أي تضييق لقوانين السلاح اعتداء على حق المواطنين الدستوري في امتلاك الأسلحة. وقال السناتور عن لويزيانا جون كينيدي "لا أعتقد أننا بحاجة إلى مزيد من القيود على امتلاك الأسلحة، أعتقد أننا نحتاج مزيدا من السيطرة على الحمقى". 

أثار الانقسام شكوكا بشأن إمكانية تمرير قانون ذو أهمية بشأن الأسلحة. ويدعو بعض الجمهوريين إلى قانون يجبر الوكالات على تزويد "النظام الوطني الفوري لفحص السجل الجنائي" بالمعلومات. 

وأكد زعيم المعارضة الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر في إشارته إلى القانون الذي يوسع التحريات "علينا القيام بأكثر من ذلك بكثير". وأضاف أنه من أجل القيام بذلك، سيتعين على الجمهوريين "التحرر من قبضة الجمعية الوطنية للبنادق الحديدية". 

مشاعر جياشة في باركلاند 
مع احتدام النقاش بشأن الأسلحة، زار الطلبة والاساتذة مدرستهم وسط مشاعر جياشة الأحد، في أول زيارة لهم إلى المكان منذ المجزرة. 

وعاد الموظفون إلى عملهم الاثنين فيما ستستأنف الدراسة من الأربعاء. وأشادت السيدة الأولى ميلانيا ترمب الاثنين بالطلبة في باركلاند حيث قالت إنها "سعيدة للغاية لرؤية الأطفال في انحاء البلاد يستخدمون أصواتهم للتعبير عن آرائهم لتحقيق التغيير". وقالت "إنهم مستقبلنا ويستحقون أن يسمع صوتهم".