لندن: استخدم باحثون في الولايات المتحدة تقنية مسح جديدة لاكتشاف لوحة موجودة تحت لوحة أخرى من الأعمال الفنية للرسام الإسباني الشهير بابلو بيكاسو.

وقد توصل المسح الجديد إلى أنه تحت لوحة بيكاسو الشهيرة "المرأة الجاثية" يوجد رسم لمشهد طبيعي اتضح أن بيكاسو قد استخدمه كأساس لرسم لوحته.

وقد كُشفت التفاصيل عن وجود لوحة أخرى تحت لوحة بيكاسو في الجمعية الأميركية للتقدم العلمي في أوستن، بولاية تكساس الأميركية.

وتنتمي لوحة "المرأة الجاثية" للحقبة "الزرقاء" في أعمال بيكاسو، وهي الحقبة بين عامي 1901 و1904، التي طغى عليها استخدام بيكاسو لتقنية الرسم أحادي اللون، حيث كان يستخدم اللون الأزرق والأزرق المائل للخضرة وتدرجاتهما فقط.

 

 

كيف بدأت القصة؟

قصة اكتشاف اللوحة الغامضة بدأت قبل عدة أشهر، عندما ثارت شكوك أحد المسؤولين الفنيين في معهد الفنون بمدينة أونتاريو الكندية، حيث تعرض اللوحة، بوجود رسم آخر خلف اللوحة الرئيسية. 

وبعد الاستعانة بخبراء متخصصين من معهد شيكاغو العلمي لدراسات الفنون، في مدينة شيكاغو الأميركية، بدأت عمليات تصوير "السيدة الجاثية" بتقنية ماسح ضوئي تعد أرخص من أنظمة المسح الضوئي البديلة التي تستخدم عادة في فحص الأعمال الفنية، كما أنه مُتنقل، ما يجعله متاحا لأي صالة عرض تريد استخدامه، فتأكد وجود لوحة أخرى خلف الأصلية.

وتناقلت الصحف العالمية تساؤلات عدد كبير من خبراء الفنون حول طبيعة الرسم المخفي، وماذا كان يقصد بيكاسو من ورائه، وما علاقته بالطبيعة البائسة للسيدة صاحبة اللوحة، أما السؤال الأكثر إثارة للحيرة فهو كيفية التأكد من أن بيكاسو هو صاحب اللوحة الخفية، وليس أحد تلاميذه؟

وقال كينيث برومل القائم على معهد الفنون في أونتاريو لـ "بي بي سي"، إنه شعر بحماس كبير لدى معرفته بوجود لوحة أخرى أسفل "المرأة الجاثية"، وأشار إلى أن هذا الكشف سيساعد على معرفة وتحديد تاريخ اللوحة والمكان الذي رسمت فيه. 

ونقلت صحيفة ذا إندبندنت عن ساندرا ويبستر، كبير محافظي الفنون في المعرض الوطني للفنون في واشنطن، أن المسح الضوئي للرسم الخلفي يظهر وكأنه منظر طبيعي لمدينة برشلونة.

 

 

 

وأشارت إلى أن كل الفرضيات تحتاج إلى اختبار قبل القطع بصحة أي منها، خاصة أن البعض يعتقد أن أحد تلامذته أو رساماً آخر هو من رسم اللوحة بتقنية "مقلوبة" 90 درجة مئوية.

وبعد إخضاع تلك اللوحة للأشعة تحت الحمراء، اكتشف باحثون من معهد شيكاغو للفنون، مجموعة من الأشكال الأخرى التي تختبئ خلفها الرسمة الأصلية. 

ويرجع البعض السبب في ذلك إلى أن بيكاسو لم يكن يمتلك المال الكافي في مرحلة ما من حياته لشراء لوحات جديدة، فكان يرسم على لوحاته القديمة التي يرى أنها غير ذات قيمة.