«إيلاف» من الرباط: بمناسبة الاحتفال بمهرجان التطوع بمدينة سلا، أعلن مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني عن 5 مشاريع كبرى، ستعتمدها الوزارة من أجل النهوض بالعمل الجمعوي بالمغرب، بالاعتماد على 5 آليات، تستهدف تمكين الديمقراطية التشاركية من النهوض بأدوارها، و إطلاق منصة تكوينية عن بعد لفائدة العاملين في القطاع.
وأضاف الخلفي خلال مشاركته في ندوة حول موضوع"العمل الجمعوي و سؤال الجودة"، من تنظيم جمعية"ابتسم"، السبت، بمقر الجماعة الحضرية ( بلدية) لمدينة سلا، أن الوزارة الوصية على القطاع ستقوم بتنظيم ندوة دولية للوقوف على التجارب الوطنية والعالمية الرائدة في المجال، فضلا عن تعزيز مهارات الفاعل المدني الترافعية حول القضية الوطنية، و تمكينه من استثمار مهاراته بالمواكبة والدعم والتكوين.

الخلفي إلى جانب رئيس مجلس مقاطعة لمريسة

المنظومة القانونية

و أفاد مصطفى الخلفي، من خلال تدخله في الندوة الافتتاحية التي تم تنظيمها بمناسبة مهرجان التطوع، الذي تحتضنه المدينة يومي 17 و18 مارس الحالي، في دورته الأولى، أن عدد الجمعيات التي تستفيد من الدعم لا يتعدى 20 بالمائة، بمعنى أن أغلبها ينفق على العمل الجمعوي، بالاعتماد على الإمكانيات الذاتية.
و حول العراقيل التي تواجه العمل الجمعوي بالمغرب، زاد الوزير الخلفي قائلا"المنظومة القانونية الحالية تتجاوزه خاصة فيما يتعلق بالتطوع التعاقدي، فهي لا تعكس الأدوار الجديدة و لا تنسجم مع أدوار القضاء، حيث أن القانون الخاص بتأسيس الجمعيات يعود إلى 60 سنة، إضافة إلى أن قدرات الفاعلين تتسم بالهشاشة، ونسبة التأطير التي تظل محدودة، لا تتجاوز 5 أو 6 بالمائة ، و محدودية الموارد المالية والمنظومة الضريبية التي تظل غير منصفة".
و أكد الخلفي أن علاقة الفاعل الجمعوي بوسائل الإعلام و الاتصال الحديثة، تتسم بقصور كبير، على اعتبار أن أغلبها لم يدخل بعد العصر الرقمي إلا في حالات نادرة.

الوزير مصطفى الخلفي

الانفتاح على جمعيات المغرب

من جهته، قال ادريس العلوي، رئيس جمعية"ابتسم" في تصريح لـ"إيلاف المغرب" إن مهرجان التطوع يشكل مناسبة للانفتاح على جمعيات المغرب، ومنها المؤسسات الحكومية و السلطات المحلية، بهدف تعزيز العلاقات التواصلية بين هذه الجمعيات، مع ضرورة الانفتاح على ساكنة المدينة و تقريب العمل التطوعي منها.
و صرح العلوي أن المهرجان خلف أصداء جيدة قبل تنظيمه، من خلال طلبات المشاركة التي توصل بها منظموه من طرف جمعيات تمثل مختلف أنحاء المغرب، والتي بلغ عددها أكثر من 80 جمعية، ليستقر العدد على 25، في حدود السقف المسموح بها، خاصة أنها تعد أول دورة لهذا الحدث المتميز، إضافة إلى تسجيل عدد كبير من الناس الذين تواصلوا مع المنظمين، لمعرفة تفاصيل وخصوصية هذه التجربة.
و حول إمكانية مساهمة تظاهرات مماثلة في رفع ما تتعرض له المدينة من حيف و تهميش، قال رئيس جمعية"ابتسم"ان مهرجان التطوع يعد أول خطوة للسير في هذا الاتجاه، و نحن نفكر جديا في اتحاد للجمعيات من أجل خلق أنشطة تنموية في جميع الميادين الاجتماعية والثقافية والرياضية التي تهم ساكنة سلا".

 ادريس العلوي رئيس جمعية ابتسم

تغيير جذري

و أجمع المشاركون في الندوة على أن تطور المغرب يظل رهينا بإنشاء مجتمع مدني يساهم في خلق تغيير ثقافي جذري في البلد، عبر توفر استراتيجية فعالة للرقي بأداء الفاعل الجمعوي ، و تنمية كفاءاته وقدراته.
و اعتبر الفاعلون الجمعويون أن هناك تحديات عديدة تطرح أمام عملهم، من ضمنها العوائق الذاتية، المتمثلة في ضعف المؤهلات والخبرات لدى المتطوع، و اعتبار التطوع نوعا من أنواع الصدقة والعمل لأهداف شخصية، في حين تشمل المشاكل الموضوعية، ضعف كفاءة الطاقم الإداري، و التحدي القانوني من خلال تقادم القوانين المنظمة للعمل الجمعوي، و كذا غياب المعايير الوظيفية للجودة و ضعف اهتمام المؤسسات العمومية.
و طالبوا بضرورة إيجاد بنية قانونية و معقلنة، تحترم القوانين الحقوق و الواجبات، و التمكن من فتح نقاش مجتمعي لجعل الديمقراطية التشاركية واقعا معاشا، وربطها بتنمية العنصر البشري و تأهيله خدمة لمجتمعه.
و ينظم"مهرجان التطوع" بمناسبة اليوم الوطني للمجتمع المدني، الذي يعتبر محطة سنوية لإبراز الوظائف و الخدمات التي تقدمها مختلف الفعاليات من مؤسسات وجمعيات لخدمة قضايا الشأن العام، بدعم من مجلس مقاطعة لمريسة بسلا، و الوزارة المكلفة العلاقة مع البرلمان، وبتنسيق مع جماعة سلا، تحت شعار"لنرتق بروح التطوع".
وشمل برنامج المهرجان السبت صبحية للأطفال و فقرات مسرحية و تنشيط إذاعي بهدف التواصل مع الساكنة المحلية، بالإضافة إلى ملتقى الجمعيات بفضاء لمريسة يوم 17 مارس، و تنظيم دورة تكوينية في موضوع مهارات تسيير المشاريع.وسينظم اليوم الاحد الحفل الختامي يوم غد الأحد، بحضور شخصيات وازنة في العمل الجمعوي.

أثناء انعقاد الندوة الافتتاحية

جانب من الحضور

جمعيات مختلفة تؤثت فضاء لمريسة

نقاش في الملتقى