الرباط: اعتبر مسؤول مغربي أن بلاده تشكل مع إسبانيا تحالفا استراتيجيا لمواجة ظاهرة الهجرة في المنطقة التي وصفها ب"الحساسة"، وأكد أن هذا التحالف يمثل نموذجا للتعاون بين الشمال والجنوب.
جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية لعبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، في أشغال الدورة الثانية من اللقاء المغربي - الإسباني حول الهجرة، صباح اليوم الثلاثاء، بالرباط، والذي ينظم تحت شعار "العيش المشترك".

وأشاد بنعتيق بمستوى علاقات التعاون التي تجمع بين إسبانيا والمغرب، والتي أكد أنها مبنية على "الاحترام والاعتراف المتبادل"، كما دعا لتطوير هذه العلاقات والارتقاء بها من أجل مكافحة ومواجهة التحديات المشتركة.
وأضاف بنعتيق أن أهداف اللقاء المغربي- الإسباني تتمثل أساسا في تعزيز التعاون والتشارك بين الشمال والجنوب وبين البلدين، بالإضافة إلى رفع تحدي الهجرة والعيش المشترك.
وحث بنعتيق الأطراف المعنية بمكافحة آفة الهجرة بالمنطقة والعالم على ضرورة التفكير في التعاون الموجه لبلدان القارة الإفريقية لمواجهة تحدي الفقر والتنمية ومعالجته من المنبع، مؤكدا أن المغرب منخرط في الجهود الدولية لمعالجة الظاهر التي تعنيه بشكل مباشر. 
من جانبها، اعترفت ماريا ديل كورال تيليز، كاتبة الدولة(وزيرة دولة) الإسبانية المكلفة الهجرة ، بجدية السياسة التي تنتهجها الرباط في مجال الهجرة، مؤكدة عزم إسبانيا على مساعدة المغرب في إنجاح سياسته في هذا المجال المجال.
وشددت المسؤولة الإسبانية على أهمية التعاون المغربي - الإسباني في مجال الهجرة ، ودوره في التصدي لجريمة الاتجار بالبشر والهجرة غير القانونية التي تنشط بالمنطقة.
كما ألقى السفير الإسباني لدى الرباط، ريكاردو دياز رودريغيز، كلمة بالمناسبة أشاد فيها بالدور الذي يلعبه المغرب في مواجهة ظاهرة الهجرة، التي عدها "ظاهرة معقدة وحرجة لمواجهتها يتطلب الكثير من الذكاء".
وأفاد السفير الإسباني بأن المغرب حليف أساسي بالنسبة لإسبانيا التي تعد الشريك الأول له، مؤكدا تعهد بلاده بالاستمار في التنسيق والعمل مع المغرب من أجل تحقيق النمو والازدهار للبلدين معا في المستقبل.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للقاء المغربي - الإسباني، الذي سينهي أشغاله يوم غد الأربعاء، توقيع اتفاقية بهدف تنمية التبادل الثقافي بين البلدين، كما عرفت مشاركة وحضور عدد من السياسيين والمسؤولين والخبراء، من بينهم المستشار الملكي أندريه أزولاي، ووزيرة الدولة في الخارجية مونية بوستة.